لهذه الأسباب تدعم قطر وتركيا الإخوان.. الدوحة تبحث عن دور للخليفة العثماني
السبت، 23 يونيو 2018 08:00 م
عقب اندلاع ثورة 30 يونيو ، وسقط حكم الجماعة الإرهابية ، سارع المئات من جماعة الإخوان وانصارهم بالفرار إلى قطر وتركيا فلماذا دعمت الدوحة وأنقرة الإخوان قبل وبعد ثورة 30 يونيو؟
"قطر خطت لنفسها طريقا مختلفا عن جيرانها بدعم جماعة الإخوان لرغبتها في ترك بصمتها على الخريطة، وأيضا لأنها راهنت على أن الإسلاميين سيكونون هم الرابحين بعد الربيع العربي".. هكذا تؤكد "واشنطن بوست" فى محاولة لتفسير العلاقات القطرية الإخوانية الوثيقة.
رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم كان قد كشف سبب تعامل قطر مع من اسماهم الإسلاميين، قائلا إن :"الإسلاميين لهم دور مؤثر في المنطقة العربية من العراق وحتى المغرب، وهم كقوة سياسية مهمة لا يمكن أن تتجاهلها قطر"، حسب زعمه.
زعم" بن جاسم" فى مقابلة اجرتها معه شبكة "بي بي اس" أن :"الشعب المصرى هو من انتخبهم وقطر لم تأتى بهم إلى السلطة قائلا :"أيضا فإن الإخوان في ليبيا انتخبهم الشعب الليبي، ولكنا أشقائنا في منطقة الخليج يختلفون معنا في هذه النظرة".
وفق "محمد بن هويدن" الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة الإمارات فإن قطر دولة ذات إمكانيات تصنف وفق أدبيات السياسة الدولية من ضمن الدول الصغيرة في العالم نظراً لصغر حجمها الجغرافي والبشري، لذلك فإن دولاً من مثل هذا التصنيف تسعى إلى خلق أوراق لها للتعامل مع العالم. وعليه فإن قطر تحاول استثمار الإخوان المسلمين كورقة لتحقيق مصالحها في التعامل مع العالم الخارجي.
يقول " بن هويدن " فى مقال له بعنوان " قراءة سياسية في علاقة قطر بالإخوان" :"إن الدول الصغيرة تستشعر الخطر المحدق بها فتعمل على رفع قدراتها من أجل أن تحقق درجة من التوازن في العلاقة مع الدول أو الأطراف التي تعتبر منافسة لها.
ويذهب " هويدن" إلى أن الإخوان هم أحد الأوراق التي تستثمرها قطر لصالحها في البروز الإقليمي" متابعا :"هذا ما نسميه في العلاقات الدولية منطق فلسفة الواقعية الدفاعية بهدف تحقيق التوازن مع القوى الإقليمية الرئيسية".
" الدعم القطري للإخوان المسلمون من خلال حملة مقاطعة لمصر ودول الخليج هو جزء من رهان على "حفظ ماء الوجه" للدولة الصغيرة أمام القوى العربية العظمى التي تتمثل في مصر والمملكة العربية السعودية".. هكذا تحلل صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أسباب دعم الدوحة للجماعة الإرهابية.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن هناك اعتبارات محلية أخرى لدعم الاخوان كنوع من بوليصة تأمين ضد المعارضة السياسية في الدوحة، مستدلة بمنح الدوحة حق الإقامة للمئات من عناصر الإخوان من قبيل يوسف القرضاوي وغيره.
أما فيما يتعلق بدعم تركيا للإخوان فوقف دراسة نشرها مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية فإنه :"لا تقوم العلاقة بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين فقط على الروابط القوية التي تجمع النخبة السياسية الحاكمة في تركيا مع مختلف جماعات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان، وإنما تتأسس أيضا على ذلك النمط من الروابط التي تتجاوز الإطار السياسي إلى النسق الأيديولوجي الذي يجعل الجانبين ينتميان لتيار عقائدي واحد، وذلك منذ أن أقدم نجم الدين أربكان على تأسيس حركة "المللي جورش" في ستينيات القرن الماضي، والتي تمثل الجناح التركي لجماعة الإخوان".
تضيف الدراسة إنه :"ومن رحم هذه الحركة خرج العديد من الأحزاب السياسية، من ضمنها العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، رغم أنه مثًل التيار التجديدي الذي انقلب على تيار أربكان داخل حزب الفضيلة عام 2001".
تحالف المصالح التركى الإخوانى تمثل فى رغبة "أردوغان" فى احياء مشروع الخلافة العثمانية المزعومة، وهى السياسة التى كان قد اعترف بها مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أكطاي، قائلا "ان إسقاط الخلافة تسبب في فراغ سياسي في المنطقة، وقد سعى تنظيم الإخوان لأن يكون ممثلا سياسيا في العالم نيابة عن الأمة ، البعض منا يستخف بقوة الإخوان ويقول إنهم عبارة عن جماعة صغيرة، لكن جميع الحركات الإسلامية اليوم ولدت من رحم جماعة الإخوان ." وفق قوله.