هل تعود الذئاب لافتراس أوروبا؟.. توقعات في القارة العجوز بخريطة إرهاب جديدة قريبا
الخميس، 21 يونيو 2018 08:00 م
سنوات طويلة نادت فيها مصر وغيرها من الدول العربية العالم للتكاتف في مواجهة الإرهاب، كان العالم وقتها يصم آذانه، وحصة منه تدعم هذا الإرهاب، حتى توسعت رقعة النار وحرقت أيديهم.
مع تغول التيارات الدينية والميليشيات الإرهابية التي حظيت بدعم واسع ولوقت طويل من أجهزة استخبارات وحكومات دول كبرى في العالم، التفتت هذه الميليشيات كالذئب الجائع لالتهام من ربوها وتعهدوها بالرعاية حتى أصبحت شرسة وقادرة على الافتراس، ولعل النموذج الأبرز في الأمر تنظيم القاعدة وحركة طالبان، اللذين تمتعا بدعم واسع من الولايات المتحدة الأمريكية إبان الصراع مع الاتحاد السوفيتي (روسيا بعد 1991) ثم انقلب عليها لاحقا مع تصاعد قوتهما وتمردهما على صانيعهما.
يبدو أن هذه الصيغة من التمرد والتحولات باتت تحكم الميليشيات الإرهابية حول العالم، والآن تعاني أوروبا من ضربات وعمليات نوعية تنفذها جماعات إما تربت في أحضانها، أو حظيت بدعمها، وهو ما عانت منه أوروبا لفترات طويلة بسبب سلاسل العمليات التي عُرفت بـ"الذئاب المنفردة".
رغم هدوء الأجواء نسبيا وتراجع معدلات عمليات "الذئاب المنفردة" في أوروبا خلال الشهور الأخيرة، يبدو أن القارة العجوز بصدد موجة جديدة من الاستهداف، فبحسب تحذير من الشرطة الأوروبية "يوروبول"، من احتمالية كبيرة لوقوع هجمات إرهابية على يد "ذئاب منفردة"، مستندة إلى إحصائيات تكشف تضاعف عدد الاعتداءات الإرهابية خلال 2017.
وذكرت وكالة مكافحة الجريمة الأوروبية، حسب ما نقلته صحيفة "تيليجراف" البريطانية، أن "الإرهاب الذي تنظمه وتوجهه وتلهمه الحركات الإرهابية مثل تنظيم داعش وجماعة القاعدة، يظل احتمالية كبيرة في دول الاتحاد الأوروبي" مشيرة إلى أن الدعاية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى تظل أساسية بالنسبة للجماعات الإرهابية التى تسعى لتمويل وتجنيد إرهابيين فى دول أوروبا، محذرة من أن الخطر يظل مرتفعًا رغم تضاءل قوة "داعش" فى سوريا والعراق.
وذكرت الشرطة الأوروبية أن إجمالى الهجمات الإرهابية التى تم إحباطها وفشلت وتمت بنجاح خلال العام الماضى فى دول الاتحاد الأوروبى بلغ 205 هجمات، ما يعد ارتفاعًا بنسبة 45% عن عام 2016، لافتة إلى أن الهجمات حصدت أرواح 68 شخصًا وخلفت 844 مصابًا.
وأضافت أنه تم اعتقال 975 شخصًا فى الاتحاد الأوروبى باتهامات متعلقة بالإرهاب خلال العام الماضي، بينما تم إحباط 11 هجومًا على الأقل استلهم منفذوهم خططهم من تنظيم "داعش".
ويأتى تحذير الشرطة الأوروبية بعد يوم من دعوة رئيس قيادة الاتصالات الحكومية البريطانية جيريمى فليمنج إلى استمرار التعاون الأمنى بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى بعد خروج الأولى من التكتل، وأوضح فليمنج أن بريطانيا لعبت دورًا حاسمًا فى إحباط عمليات إرهابية فى 4 دول أوروبية على الأقل حتى الآن.