أسعار الذهب تنفخ في أزمات أمريكا.. هل تعصف نار الحرب الاقتصادية بالدولار قريبا؟
الأربعاء، 20 يونيو 2018 11:00 ص
في وقت تتصاعد فيه مؤشرات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من دول العالم، في مقدمتها الصين، فإن مؤشرات الاقتصاد والأسواق العالمية تنبئ عن محنة قد يواجهها الدولار.
خلال التعاملات الأخيرة حافظ الدولار على ثباته، مدفوعا بقرار بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي رفع سعر الفائدة على العملة الأمريكية، إضافة إلى خسائر مُني بها الذهب في الأسواق العالمية، وشعور المستثمرين بقوة الموقف المالي والاقتصادي للولايات المتحدة مع قراراتها بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الخارجية لحماية أسواقها وصناعتها المحلية.
على الجانب المقابل من هذه الصورة المشرقة للدولار، فإن ثباته النسبي، وتحقيقه تقدما بسيطا في بعض التداولات، كانا من الطبيعي أن يدفعا الذهب خطوة للخلف، في ضوء أنه الملاذ الاستثماري المنافس للعملة الأمريكية بشكل مباشر، ويرتبط ازدهاره بتراجع الدولار أو توترات السياسة، باعتباره مخزنا آمنا للقيمة، ولكن الدولار مستقر ويشهد فترة إيجابية، والتوترات السياسية تراجعت بعد قمة دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي، ولا غيوم في الأفق إلا ما يخص الحرب التجارية الآخذة في التطور، وهذه النقطة نفسها كان سببا في دعم الدولار ومن الطبيعي أن تقود الذهب للتراجع.
رغم هذه المؤشرات فإن الذهب يواصل الحفاظ على مستويات أسعاره وفق آخر التداولات، متراوحا بين صعود وهبوط هامشيين، في تذبذبات بسيطة لا تمنحه مكاسب ملموسة ولا تُفقده كثيرا من قيمته، إذ استقر السعر الفوري عند 1273.83 دولار أمريكي للأوقية، مع تراجع ضئيل لا يتجاوز 0.2% لعقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم أغسطس المقبل، بواقع 1275.80 دولار للأوقية.
رغم مؤشرات التداول، يقول خبراء ومحللون، بحسب ما نقل عدد من وكالات الأنباء، إن الذهب لا يلعب دوره التقليدي كملاذ آمن، مقارنة بعوائد السندات وأدوات الخزانة الأمريكية، خاصة بعد رفع سعر الفائدة، خاصة أن الذهب يزدهر في أوقات الشكوك والقلق.
النقطة التي يثيرها نجاح الذهب في الحفاظ النسبي على مستوياته السعرية في التداولات العالمية، بهامش ضئيل من التراجع الذي سرعان ما يعوضه في جلسات تالية، هو مدى قدرة الدولار على الاحتفاظ بمكاسبه والاستفادة من حالة الاستقرار التي تشهدها منطقة جنوب شرق آسيا عقب قمة ترامب وكيم جونج أون، وأيضا الدعم الكبير الذي منحه له رفع سعر الفائدة، إضافة إلى التصعيد الأمريكي ضد عدد من دول أوروبا إضافة للصين والهند وغيرها من القوى الاقتصادية الحاضرة بصادراتها في السوق الأمريكية.
السؤال، إذا كان الدولار لم يحقق قفزات ضخمة في الأوقات الإيجابية التي شهدها، مدعونا بأسباب عديدة للازدهار في التداولات، فهل يمكن أن يحافظ على ثباته مع المؤشرات الباعثة على القلق الآن بشكل فترة التوترات التي قد تشهدها العلاقات التجارية والاقتصادية الدولية؟ خاصة في ظل استعداد الصين والهند وغيرهما من الدول لاتخاذ موقف من الرسوم الجمركية الأمريكية بمنطق الرد بالمثل؟
الصورة الراهنة تؤكد أن الذهب، المستقر نسبيا رغم أجواء الدولار الإيجابية، قد تساهم أي موجة عابرة من التوتر أو الاهتزاز لأسس استقرار الدولار في دفعه صعودا، ما يعني تراجعا مباشرا وسريعا للعملة الأمريكية، وربما تكشف الأيام القليلة المقبلة عن المحنة التي تنتظر الدولار، مع تطورات نُذر الحرب الاقتصادية مع الغول الصيني.. وكلما حافظ الذهب على استقراره في الأسواق العالمية، كان هذا مؤشر خطر للعملة الأمريكية، وإشارة للتراجع المحتمل، الذي تزداد نسب حدوثه بقوة، حتى لو تأخر بفعل مناورات واشنطن.