أطفال يرسمون على وجه القاهرة.. الجرافيتي: أسوار وشوارع المدينة تتنفس بالألوان
الثلاثاء، 19 يونيو 2018 02:00 ص
تتنفس أسوار وشوارع القاهرة المزدحمة، بفن الجرافيتي العظيم، الملهم، الذي يمنح المدينة متنفسها، وقبلة الحياة، ضد القبح، والفوضى الهائلة، المتمثلة في الزحام، والتشويه البصري لكل محاولات الأحياء والأجهزة التنفيذية والقائمين على التنسيق الحضاري، تجميل الشوارع، وتنسيقها.
ومؤخرا انتهت السفارة الألمانية بالقاهرة من مشروع حضاري جميل، للرسم على أسوار السفارة، أطلقت فيه العنان لطلاب المدارس الصغار، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8-17 عاما، للمشاركة في فعالية للرسم تقام بمقر السفارة بالزمالك، الأسبوع الماضي، وكانت الفعالية تحت إشراف الفنانتين مريم حتحوت، وهالة الشاروني.
وجاء ذلك بمناسبة اليوبيل العاشر للمدارس شركاء المستقبل، تم دعوة طلاب مدارس مبادرة باش، لهذه الفعالية، حيث رسم التلاميذ والطلاب رسوماتهم ولونوها، وتم تعليقها على أسوار السفارة الألمانية البيضاء بمنطقة الزمالك.
وتسمى المشروع باسم التقاء ألمانيا ومصر عند سور برلين بالقاهرة.
جانب من فعالية السفارة الألمانية..الصورة من موقع السفارة الألمانية
وعلى غرار هذا المشروع، نظم المركز الثقافي السويسري في القاهرة "بروهيلفتسيا" مشروعا حمل عنوان الهوية والبصمات، منذ أربع سنوات، نفذه فنانو جرافيتي مصريين وسويسريين، على أسوار السفارة السويسرية بوسط البلد.
هذه المشروعات وغيرها تشير إلى ضرورة تجميل شوارع المدينة، وكيف التفت إلى هذا الأمر الأجانب المقيمين في القاهرة، في الوقت الذي أهملنا فيه نحن تنفيذ مثل هذه المشروعات الجمالية.
ومن المعروف أن فن الجرافيتي يزيل عن حيطان الشوارع صمتها، ويجعلها متنفسا، ويحول خوائها وصحرائها إلى واحة جمالية تمنح المدينة متنفسا، وتجعلها أرحب.
ونفذ أحد الفنانين التونسيين مشروعا جماليا في منطقة منشية ناصر منذ عامين، في منطقة الزرايب، ووقتها أثير الكثير من الجدل حول المشروع، وأنه يعكس نظرة ثقافية نخبوية متعالية تتبنى التجميل الخارجي فقط، دون الاشتباك مع الواقع الداخلي، وتجاهل رسالة فن الجرافيتي الذي يتبنى رؤية رؤية الدنيا بشكل مختلف.
مشروع الفنان التونسي في منطقة الزرايب بمنشية ناصر
ووقتها اعترض الفنان أحمد اللباد على فكرة المشروع، ورأى أنه استهدف جمهور بعيد، سيرى اللوحة المنفذة من الطائرة، أما أهل المنطقة، الذين تم استخدام بيوتهم لتنفيذ مقاطع هذه اللوحة، فسوف يرون أشكال هندسية غليظة لن تزيد من جمال واقعهم وحياتهم.
وطالما أن شوارع القاهرة معملا للتجريب الفني بهذا الشكل، فلماذا لا تتبنى وزارة الثقافة مشروعا تجذب فيه فناني الجرافيتي، لتنفيذ مشروعاتهم وإبداعاتهم على حوائط المدينة، وأسوارها الكابية، وأسوارها الحامية التي تحيط بالمنشآت الأمنية، والتي تظل متصحرة، وقبيحة لأنها تخلو من أي عناصر جاذبة للمارة بها.
كما يمكن لجهاز التنسيق الحضاري أن يتبنى أيضا مبادرة كمبادرة "عاش هنا" يشارك بها فنانو الجرافيتي في القاهرة، والجيزة، يطلق فيها هؤلاء طاقاتهم لتنفيذ رسومات وأعمال فنية جميلة في شوارع المدينتين.