أحمد سعد.. مطرب فقد صوته !
الأحد، 17 يونيو 2018 06:07 م
الهدف الأسمى من الأعمال الفنية ليس بث حالة من الاحباط ،والسوداوية، والكآبة بين المواطنين،الهدف من الأعمال الفنية فى مجملها هو محاولة محاكاة الواقع، مع اشتمال هذا العمل على مضمون جيد، فى ذات الوقت فالعمل الفنى يكشف مناطق الخلل فيما يقدمه سواء كان العمل غنائي أو درامي أو فن تشكيلى.
الفن لا يقل أهمية عن السلاح فى المعارك ، ودور المطرب هو محاولة رفع الروح المعنوية للشعب ، لا اصابته باليأس والقنوط.
كان الراحل العظيم عبدالحليم حافظ ،و شادية، و شريفة فاضل، وغيرهم العشرات يلهبون حماس المواطنين بأغانى، ما زلنا عندما نستمع إليها تنتابنا قشعريرة حب الوطن.
علينا أن ندرك جيدا أن مصر تخوض حربا اقتصادية ، لا تقل أهمية عن حروب التحرير التى سبق وخاضتها عبر تاريخها.
معركة مصر الآن هى أن نكون أو لا نكون، أن نتجاوز مشاكلنا ، ونحول المجتمع من مستهلك إلى منتج ، أو نظل هكذا، وحتى اشعار آخر ، نهدر امكانياتنا وطموحنا ، ولا نوظف علمنا ،وخبراتنا ،وحماسنا ،وقوتنا البشرية ، وما من الله على مصر من عقول فى كل المجالات ،حتى نتجاوز ما نحن فيه من أزمات.
المقدمة السابقة ربما كانت ضرورة بعد أن ظهر المطرب " أحمد سعد" على الساحة الفنية، منذ سنوات ليرتبط اسمه بأغنية شهيرة جاءت فى فيلم " دكان شحاتة" وهى "مش باقى منى"، ليتلقف الإخوان هذه الأغنية الكئيبة ، ويجرى تركيب صوته " سعد" على عشرات الفيديوهات التى تظهر لقطات وصور لسلبيات وإن كانت موجدة بالمجتمع لكنها، حالات فردية ، استثناء ، وليس قاعدة.
ليس صدفة أن يغنى " سعد" فى فيلم " دكان شحاته" ، وهو الفيلم الذى رأينا فيه لأول مرة المئات من الأشخاص يهجمون على قطار محملا بالغلال وكأن مصر ضربتها مجاعة لا قدر الله.
من وجهة نظرى فسيناريو الفيلم الذى كان يبشر بالخراب مشبوه ، وغناء "سعد" جرى ترتيبه، والأمر برمته لا يخرج عن كونه مؤامرة لسنا فى مجال الحديث عنها الآن؟
راجت أغنية "مش باقى منى" عبر وسائل التواصل الإجتماعى ، خاصة زمن حكم الجماعة الإرهابية ، كما اصبحت هذه الأغنية شعارا لكل من يواجه احباطا فى البحث عن العمل، أو فى مشكلة ما أو حتى بعد أن تخلت عنه خطيبيته أو حبيبته.
تحولت " مش باقى منى" إلى أغنية سيئة السمعة ، ليعود "سعد" بعد سنوات من اندلاع أحداث 25 يناير ليحاول تكرار التجربة من خلال أغنية جديدة نشرها بالتزامن مع تحريك اسعارى المحروقات.
فى الأغنية الجديدة للمطرب الذى فقد صوته "أحمد سعد" ، راح ينشر فيها روح اليأس بين المواطنين مستخدما كلمات تحريضية مثلما فعل فى أغنيته الأولى .
بدا "سعد" فى الأغنية الجديدة وهى يغنى من داخل بيته الذى قال رواد وسائل التواصل الإجتماعى أن سعره وما يتضمنه من تخف يبلغ ملايين الجنيهات.
حملت أغنية "سعد" الجديدة عنوان "أفرض" ليتخذه مدخلا لانتقاد الدولة بعد قرار تحريك أسعار المحروقات الأخير.
ماذا لو أفترض سعد بالفعل أن الدولة تجاهلت الاصلاح الاقتصادى ، وانها تركت نفسها ومعها الشعب ليغرق فى الديون الداخلية والخارجية حتى – لا قدر الله – لنتحول إلى ما يسمى اقتصاديا بمصطلح الدولة الفاشلة ، وهناك تجارب لدول خاضت هذه الماساة مثل اليونان.
لم يصدق أحد "سعد "، وهو يغنى للفقراء فقد بدا صوته متحشرجا ، كاذبا، وهو يأتيهم من بين جدران القصور.لذلك فقد مصداقيته.
كلمة أخيرة :"لا يختلف اثنين على أن " أحمد سعد" يمتلك صوتا جميلا ، حباه الله به، عليه أن يستخدمه فى المعركة لصالح الوطن ، لا أن يحوله إلى معول هدم وخراب".