مأزق شركات باريس في طهران.. هل تسقط إيران تحت أحذية المستثمرين الفرنسيين؟

السبت، 16 يونيو 2018 10:00 م
مأزق شركات باريس في طهران.. هل تسقط إيران تحت أحذية المستثمرين الفرنسيين؟
الرئيس الإيراني حسن روحاني
كتب أحمد عرفة

درجة حرارة المشهد الإيراني تزداد ارتفاعا يوما بعد يوم، فمنذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، والعيون كلها تتجه إلى طهران، وتتوقع عقوبات قاسية بحقها.

وسط هذا المناخ من الترقب والخوف، تسيطر حالة انقسام شديدة على شركات السيارات الأوروبية بشأن تواجدها في السوق الإيرانية، في ظل العقوبات المستمرة التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على طهران، وتهديدها بفرض عقوبات على حلفاء إيران والمتعاونين معها، في إطار الإجراءات المشددة عقب الانسحاب من الاتفاق النووي في 12 مايو الماضي، فهل تسقط إيران تحت أحذية الشركات الفرنسية والأوروبية؟


أزمة الاتفاق النووي الإيراني

الانقسام الذي تشهده الشركات الأوروبية وبالتحديد شركات السيارات الفرنسية، تأتي تزامنا مع تصريحات المسؤوليين الإيرانيين الذين يطالبون الشركات الأوروبية بتحديد موقفها بشأن التواجد أو الانسحاب من السوق الإيرانية، في ظل استعانة طهران بالشركات الصينية لتحل محل الأوروبية.

وخلال الفترة الماضية، شهدت السوق الأوروبية، انسحاب بعض الشركات وبالتحديد الفرنسية، وهو ما أزعج طهران التي رأت أن الاتحاد الأوروبي ليس جادا في تعهده بالبقاء في الاتفاق النووي الإيراني.


انقسام في الشركات الفرنسية بإيران

الانقسام الذي شهدته الشركات الأوروبية، تمثل في إعلان شركة "رينو" الفرنسية لصناعة السيارات أنها تعتزم تقليص وجودها في إيران، دون أن تنسحب بشكل كامل، متحدية بذلك الولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها تجاه إيران المتمثلة في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن الرئيس التنفيذي للشركة، كارلوس غصن، تأكيده أن الشركة لن تتخلى عن تواجدها في طهران لكن إذا اضطرت لتقليص نشاطها سنحتفظ بوجود محدود لأن القائمين على الشركة مقتنعون أن هذه السوق ستُفتح من جديد في وقت ما، وبقاء الشركة في إيران سيمنحنا بالتأكيد أفضلية، ولن نفعل ذلك على حساب مصالح رينو، سنسهر على إلا يتسبب وجودنا في إيران بإجراءات عقابية مباشرة أو غير مباشرة من قبل السلطات الأمريكية، ومن أجل ذلك، هناك فريق يعمل على هذا الملف ويتواصل مباشرة مع الإدارة الأمريكية لمعرفة ما يمكن وما لا يمكن فعله.


انسحاب الشركات الفرنسية من إيران

موقف الشركة الفرنسية، تناقض مع موقف الشركتين "بيجو" و"ستروين" الفرنسيتان، اللتان أعلنتا خلال الفترة الماضية، انسحابهما من السوق الإيرانية، التزاما بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة.

هذا الانقسام يبدو أنه سيزيد الأمور تعقيدا في إيران، خاصة في ظل تأثير العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران خلال الفترة الماضية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإيراني، الذي عول على بقاء الشركات الأوروبية في السوق الإيرانية.

وكان تهديد إيراني منذ 6 أيام، جاء على لسان رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية، بأن طهران لن تنتظر الوعود الأوروبية بفترة زمنية مفتوحة، خاصة أن المفاوضات مع الأوروبيين حول الاتفاق النووي كادت أن تنتهي، قائلا: إيران لن تنتظر وعود أوروبا غير المحددة بمهلة زمنية، فالمفاوضات تقترب من نهايتها وعلى الدول الأوروبية اتخاذ القرارات بصورة أسرع وأكثر شفافية إن كانت ترى بإمكانها الحفاظ على الاتفاق النووي، وفي غير تلك الحالة فان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتخذ الخطوات القادمة سواء في المجال النووي أو المجالات الأخرى، فعلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الدكتور صالحي تنفيذ أوامر خامنئي بتطوير الصناعات النووية الإيرانية بجدية وأن تقوم لجنة الأمن القومي بالمتابعة المستمرة لتحقيق هذا الأمر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة