بكين توسع رقعة الحرب على أمريكا.. هل تكون المنطقة العربية هدفا للتنين الصيني؟
السبت، 16 يونيو 2018 09:00 ص
حرب اقتصادية ضروس بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ورغم العقوبات المتبادلة، إلا أن تصاعد وتيرة الحرب لم يهدأ، وبدأت الصين فعليا بكسب أرض جديدة داخل الشرق الأوسط، لتفتح المجال لتجارتها واستثمارتها، فى خطوات تغضب عدوها الاقتصادي الأمريكي.
فسعت الصين لتعزيز أجندتها الجيوسياسية، خلال أزمات الشرق الأوسط، بحسب تقرير لمجلة فورين بوليسى، والذى أكد أن الصين تعمل حاليا على تسريع شراكتها فى الشرق الأوسط، تلك المنطقة التى كانت قبلا هامشية بالنسبة لها. مضيفة أن زيادة التجارة والاستثمارات وتقوية التبادل الدبلوماسى وتوسيع العلاقات العسكرية تعمل على تغيير مكانة الصين تدريجيا فى المنطقة.
وإن لم تتمكن واشنطن من تحويل تركيزها عن الأزمات الحالية، فقد تحقق بكين طموحاتها فى شرق أوسط ضمن مدارها الاقتصادى والدبلوماسى الخاص، حيث تظل الولايات المتحدة مسئولة عن معالجة أكثر التحديات المستعصية فى المنطقة، بحسب التقرير.
وعبر عقود مضت فإن النفط هو الرابط الأكبر الذى يجمع علاقات أمريكا مع الدول العربية الرئيسية السعودية والعراق وإيران، غير أنه فى حين أعادت الولايات المتحدة تنشيط إنتاجها المحلى من النفط من خلال ثورة النفط الصخرى وخفضت اعتمادها على النفط الأجنبى، ارتفعت واردات الصين من الطاقة من المنطقة مع تزايد الطلب فى الشرق الأوسط على الطاقة فى الداخل أيضا، واليوم، وبينما تسعى بكين إلى تنويع مصادرها من النفط الأجنبى بعيداً عن المنطقة.
الصين ومصدرو النفط بالشرق الأوسط
وقد استخدمت بكين قبلا نفوذها كمستورد رئيسى للطاقة، فمؤخرا هددت بتخفيض واردات النفط من السعودية بسبب نزاع حول الأسعار، وإلى جانب تجارة الطاقة، توسع النفوذ الاقتصادى للصين عبر الشرق الأوسط من خلال استثماراتها، بحسب التقرير، الذى يرى أن البلدان العربية سترحب بذلك خاصة وأنها تسعى إلى الحد من اعتمادها على صادرات النفط وتنويع اقتصاداتها من خلال خلق صناعات جديدة، ترى بالاستثمار الصينى، وتعد المباحثات فى المملكة العربية السعودية والأردن مع بكين لمواءمة خططهما التنموية مع مبادرة الحزام والطريق، خير مثال على ذلك.
الاتفاقيات الصينية والدول العربية الكبرى
عقدت المملكة العربية السعودية، حزمة من الاتفاقات التجارية القوية خلال زيارة الملك لبكين فى مارس 2017، وبلغ مجموعها 65 مليار دولار من الاتفاقات الثنائية فى قطاعات النفط والفضاء والطاقة المتجددة، بحسب التقرير، الذى أفرد مساحة للتعاون المصرى مع الصين فى المنطقة الصناعية لقناة السويس، وفى الدقم، عُمان، حيث حولت التدفقات الرأسمالية الصينية قرية لصيد الأسماك فى إلى "مدينة صناعية عمانية صينية" تبلغ قيمتها 10.7 مليار دولار وتضم مصفاة نفطية قادرة على معالجة 235 ألف برميل فى اليوم.