العيد فرحة مش مخدرات.. كيف أصبح "الكيف" أهم مظاهر احتفال الشباب بالأعياد؟
الجمعة، 15 يونيو 2018 04:00 م
- الحشيش الأكثر انتشار بين شباب المتعاطين
- التراماداول الأسهل والأسرع والأقل تكلفة
- كيف يجهز المدمنين "قعدات المزاج" فى العيد
- دور منظمات المجتمع المدنى فى القضاء على الظاهرة
أصبح تجار المخدرات فى مصر أكثر استغلالا للمناسبات الاجتماعية والدينية فى ترويج بضاعتهم من مختلف المواد المخدرة كالحشيش والبانجو والأقراص المخدرة كالترامادول وكذلك الأنواع الأغلى ثمنا كالهيروين والكوكايين، حيث يجدون فى تلك المناسبات فرصة أكبر لتوزيع أكبر كم ممكن من تلك المواد المحرمة قانونا، والتى تؤثر تأثيرا سلبيا شديدا على صحة الإنسان، ويأتى ذلك فى الوقت الذى ينشغل فيه جهاز الشرطة بنشر الأمن والأمان والقضاء على الفوضى، لتهيئة الشارع لاحتفالات المواطنين بالعيد.
ونجد أن متعاطى المواد المخدرة أيضا مثلهم كمثل تجار المخدرات، فقد أصبحت أهم مظاهر الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والدينية عندهم هو تعاطى المخدرات، سواء فى أوكار التعاطى المختلفة، أو مع الأصدقاء المتعاطين، أو فى "قعدات المزاج" وهى أماكن خصصوها سلفا من أجل تعاطى المواد المخدرة احتفالا بالمناسبات المختلفة، حيث أشارت دراسة حديثة إلى أن عدد متعاطى المخدرات فى مصر يصل إلى 8 ملايين مواطن بما يعادل 10% من أفراد الشعب، وأن هناك أحياء ومناطق سكنية كاملة أصبحت أوكارا لترويج وتعاطى المخدرات.
ورغم أن "الحشيش" يعتبر أكثر أنواع المواد المخدرة انتشار فى مصر، خاصة بين الشباب، حيث يتمكن المتعاطين من الحصول عليه بسهولة وبمقابل مادى مناسب لهم، إلا أن "الترامادول" يعتبر أكثر المواد المخدرة تداولا بين المتعاطين، حيث إنه انتشر بشكل مزهل وسريع جدا، لسهولة تداوله وترويجه وتعاطيه، بالإضافة إلى أنه أقل أنواع المخدرات ثمنا بالمقارنة بالأنواع الأخرى، إلى جانب المواد المخدرة التى ظهرت مؤخرا وأجبرت قطاع كبير من المدمنين إلى سرعة التحول إلى تعاطيها، مثل "الاستروكس والفودو"، وذلك لما لها من تأثير قوى وسريع جدا على المتعاطى عن المواد الأخرى رغم ارتفاع ثمنها، حيث يصل سعر الجرام منها إلى 100 أو 200 جنيه.
ويبدو أن الأعياد والمناسبات الاجتماعية والدينية المختلفة أصبحت موسما لتجارة وتعاطى المخدرات، فتجد غالبية الناس ينشغلون قبل حلول العيد بتجهيز "الكحك والبسكويت"، إلى جانب التسوق لشراء الملابس الجديدة والحلويات والمسليات، وعلى جانب آخر تجد المتعاطين والمدمنين ينشغلون أكثر بالتجهيز لـ"قعدات الكيف والمزاج"، والحصول على "الصنف" الذى يتاعطونه من المخدرات، وانتشرت هذه الظاهرة فى المجتمع وتفشت حتى تملكت من معظم فئات الشعب، ووصل سن الإدمان إلى 11 سنة، كما انتشرت فى معظم الأوساط الاجتماعية والاقتصادية "الريفية والحضرية" على حد سواء.
وتحاول الدولة جاهدة القضاء على أوكار المخدرات، وضبط مروجيها ومتعاطيها، من خلال الحملات الأمنية التى تشنها أجهزة الأمن المختلفة بوزارة الداخلية، ومن خلال حملات التوعية التى تطلقا وزارة الصحة بالتعاون مع المؤسسات المتخلفة ومنظمات المجتمع المدنى، إلا أن ذلك قد لا يكفى فى الوقت الحالى للقضاء على الظاهرة المميتة، والتى تعيق عمليات التحضر والنمو، وتؤخر من تقدم المجتمع والدولة على حد سواء، لذلك وجب على كافة فئات المجتمع التى تعى بخطورة الظاهرة السلبية التكاتف مع الدولة فى حربها المستمرة على أوكار المخدرات.
ولعل أحد أهم مظاهر التعاون فى مجال مكافحة المخدرات فى مصر، هو دور الجمعيات الأهلية فى التوعية بخطورة الظاهرة، وآخرها كانت الحملة التى أطلقتها جمعية مصر الجديدة تحت عنوان "العيد مش مخدرات"، والتى تهدف للتعريف بخطورة تعاطى المواد المخدة، وما تتركه من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية مدمرة على الفرد والمجتمع، بالتعاون مع الأمانة العامة للصحة النفسية.