جنون السرقة والخمر والجنس أشهر أنواعه.. أسباب وطرق علاج مرض الوسواس القهري
الخميس، 14 يونيو 2018 08:00 م
الوسواس القهرى هو مرض عصبى مزمن عبارة عن اضطراب يظهر فى صورة أفكار لا نهاية لها وسلوكيات غير منضبطة، ما قد يصعب معه السيطرة على المريض، حيث يقول دكتور أحمد متولى استشارى الأمراض النفسية والعصبية، إن هذا الاضطراب يكون مصحوباً فى كثير من الحالات بالاكتئاب، الذى تسببه المعاناة والعزلة التى يشعر بها الذين يعانون من أعراض المرض، وفى الحالات الشديدة، فإن الدائرة التى لا تنتهى من التفكير ثم العمل ثم التفكير ثم العمل قد تشغل جزءاً كبيراً من يوم المريض وتضر بروتين حياته، مؤكدا أن بعض المرضى يعرفون ما يعانون منه، وأن أفكارهم غير واقعية، لكنهم قد يسيطرون على أنفسهم.
إن السبب الدقيق لمرض الوسواس القهرى غير معروف تماما حتى الآن، حيث يؤكد استشارى الأمراض النفسية والعصبية، أن الدراسات فقد أظهرت أنه ناجم عن مزيج من العوامل البيولوجية والبيئية، وأن انخفاض مستويات هرمون السيروتونين فى الدماغ قد يؤدى لأعراض الوسواس القهرى، مشيرا إلى أن الخلل فى مستويات السيروتونين قد ينتقل بالوراثة، وبالنسبة للعوامل البيئية يمكن للضغوطات البيئية المختلفة أن تسبب الوسواس.
"الفاحصون والمنظفون" هما أشهر أنواع مرضى الوسواس القهرى، ويقول "متولى" إنه يختبئ بداخل كل منا فاحص صغير لكن الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهرى يكون لهم تأثيرا على حياتهم اليومية، ما يسبب لهم معاناة شديدة، وأنهم يفرضون على أنفسهم فحوصا متكررة على كل ما يمكن، خوفا من أن يحدث شىء ما، وأكثر الأعراض المألوفة لهم هى تكرار فحص إغلاق المنزل عند الخروج، أو إغلاق الباب قبل الذهاب إلى النوم، أو تكرار فحص السيارة، أو الغاز، أو إجراء العمليات الحسابية بشكل مستمر فى السر أو فى العلن، إلى جانب الإصرار على تخزين الأشياء التى ليس لها قيمة كبيرة.
ويؤكد استشارى الأمراض النفسية، أن "المنظفون" هم من يعانون من الوسواس القهرى فى جميع ما يتعلق بالنظافة العامة والخاصة، حيث ينطوى شعور المريض عادة على الهلع والحرص من الإصابة بالأمراض المختلفة، حيث إن هؤلاء المرضى يغسلون أيديهم عشرات المرات بالصابون إلى درجة تقشير الجلد، أو ينظفون المنزل أكثر من مرة دون الحاجة لذلك، وبعضهم يرفض مصافحة الناس أو ملامسة أى شئ خوفا من البكتيريا والجراثيم، إلى جانب أنواع أخرى من مرضى الوسواس أخطرهم مرضى "جنون السرقة"، حيث توجد لدى المريضَ رغبةٌ قهرية للسرقة وقد تكون المسروقات ليس لها أى قيمة، وأيضا مرضى وسواس "جنون الحرائق"، وهؤلاء تجدهم ينفذون الجريمة ويسلمون أنفسهم لجهات الأمن فورا، كما أن هناك مرضى "جنون الخمر"، و"جنون الجنس".
الوسواس القهرى من الأمراض المزمنة كما وضحنا فى البداية، حيث إنه من الأمراض التى لا تزول من نفسها ولابد من إخضاع المريض لطريقة علاج معينة، ويختلف الأطباء فى طرق تقديم العلاج لمرضى الوسواس القهرى، حيث يقول دكتور أحمد متولى، استشارى الأمراض النفسية، إن الطريقة الفاعلة هى التى يتم خلالها الدمج بين الأدوية والعلاج السلوكى المعرفى، حيث إن الهدف يكون تعليم مرضى الوسواس القهرى كيفية التعامل مع مخاوفهم، وطرق الحد من القلق دون أداء طقوس سلوكية أيا كانت، مؤكدا أن العلاج يركز على الحد من شدة الأفكار التى تناوب المريض، إلى جانب العلاج الدوائى كمضادات الاكتئاب لأنها توازن مستويات السيروتونين فى الدماغ، وتساعد على نسيان القلق والتخفيف من شدة الأفكار القهرية المزعجة، بالإضافة للعلاج البيئى والاجتماعى، حيث يحتاج المريض أحيانا إلى تغيير مكان العمل والسكن حتى يبتعد عن مصدر الوساوس، خاصة إذا كانت له علاقة بالخوف من هذه الأمراض أو التلوث بالميكروبات.
وفى حالات المخاوف والطقوس القهرية، يشير "متولى" إلى أن العلاج السلوكى يكون الأمثل، بالإضافة إلى "العلاج التدعيمى" ورفع قدرات الذات والثقة بالنفس، و"العلاج الكيميائى" حيث تستخدم بعض العقاقير المضادة للقلق والتوتر المصاحبين للوساوس، ما يجعل المريض أكثر قدرة على مقاومة المرض، مؤكدا أن الأطباء قد يلجأون إلى استخدام "العلاج الكهربائى"، وذلك مع الحالات المرضية المتقدمة والأكثر تعقيدا، وإن كان لا يفيد فى حالات الاكتئاب الشديدة والأفكار السوداوية.