مصر في كأس العالم.. الأولى قبل التليفزيون والثانية شاهدها الجميع والثالثة تحتكرها قطر
الخميس، 14 يونيو 2018 02:00 ص
مع إطلاق «صافرة» ضربة البداية لمونديال روسيا 2018 غداً الخميس، تكون مصر قد شاركت فى كأس العالم للمرة الثالثة فى تاريخها، حيث كانت المشاركة الأولى لها فى عام 1934 بمونديال إيطاليا، بينما جاءت المشاركة الثانية في عام 1990 بإيطاليا أيضا، غير أن مشاركة 2018 فجاءت هذه المرّة في روسيا، وشاءت الأقدار أن تكون مشاركتي 34 و 90 في نفس البلد إيطاليا، وإذا كانت المشاركة الأولى لم يشاهدها الجمهور المصري ــ وقتها ــ أو حتى تسجيلات لها حتى اليوم، وذلك يرجع لعدم انتشار التليفزيون فى عام 1934 بمصر والعالم على نطاق واسع، والذى كان يُطلق عليه وقتها «المرناة».
«الماتش» فص ملح وداب
وقد بدأت الخطوات الأولى لدخول التليفزيون مصر فى مايو عام 1959، وفي نفس العام قامت مصر بتوقيع اتفاقية مع إذاعة «صوت أمريكا» من أجل تزويدها بشبكة إرسال تلفزيونية وكذلك تدريب كوادرها الإعلامية،وفى يوليو 1960 امتلكت مصر بالفعل قناة تلفزيونية،وكانت هذه هي القناة الرابعة على مستوى الوطن العربي بعد قنوات «أرامكو» وبغداد وبيروت.
منتخب مصر 1934
وإذا كانت مصر قد عرفت التليفزيون منذ هذا العام،ثم تطور آداؤه وتصميمه وشكله بعد ذلك، بالتزامن مع تطورت وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة فى العالم، فإن الشيء الغريب، هو أن مكتبة التليفزيون المصري، مازالت لا تحتفظ بأي تسجيلات لمباريات المنتخب عام 1934، ولم تحاول أن تنسخ شرائط أو سيديهات أو فيديوهات أو باستخدام تكنولوجيا الإنترنت، حتى يكون بحوزتنا تسجيلات تعتبر من النوادر والتراث لفريقنا القومي في هذه الدورة، التي تعتبر باكورة كأس العالم، حيث كان المونديال الثاني بعد دورة أوروجوي عام 1930.
المنتخب المصرى عام 1990
متعة المشاهدة عام 1990
وعلى العكس مما حدث، وكان يحدث في مونديال عام 1934 من صعوبة نقل المباريات والاحتفاظ بالتسجيلات،جاءت مشاركة المنتخب المصري في مونديال إيطاليا عام 1990 ،وقد تطورت الدنيا وانتشرت على نطاق واسع أجهزة التليفزيونات والفضائيات والدش، ولذلك شاهد العالم مونديال إيطاليا بكل يسر وسهولة وبتقنية عالية فى إعادة اللقطات لأكثر من مرة، بل واحتفاظ الأشخاص والأندية والمنتخبات بأشرطة فيديو لفرقها ونجومها ،و لم يكن يعلم المشاهد ــ وقتها ــ أنه سيأتي عليه يوم ،لن يتمكن من مشاهدة منتخب بلاده ولا منتخبات العالم إلاّ بعد سداد فاتورة هذه المشاهدة وهذه المتعة،بعد التشفير وشراء حقوق البث الأرضي من جانب فضائيات بي إن سبورت القطرية.
بزنس واحتكار كرة القدم
وكانت بداية الاحتكار الحالي لبث مباريات وبطولات كرة القدم المحلية والقارية والعالمية، من جانب فضائيات بي إن سبورت القطرية عام 2008 وسيستمر حتى 2026، بعد أن اشترت الشبكة حقوق بث مباريات كأس العالم 2018 و2022، وكأس أمم أوروبا وكأس أمم آسيا وكأس أمم أفريقيا ودوري أبطال أوروبا ودوري أبطال آسيا ودوري أبطال أفريقيا وبطولات دولية وقارية وإقليمية ووطنية،ومنافسات الأولمبياد حتى عام 2022 بأكثر من 10 مليارات دولار، وستكون النتيجة الحتمية لعمليات الشراء والاحتكار هذه، أن يتم حرمان ملايين المشاهدين من متعة المشاهدة لمنتخباتهم في كأس العالم الحالي بروسيا، وكذلك دورة 2022 التي ستنظمها قطر.
منتخب مصر 2018
وبهذه الطريقة في احتكار البث لمباريات كأس العالم روسيا 2018، يكون المشاهد المصري، قد شاء قدره خلال الثلاث دورات التي شارك فيه منتخبهم، قد شاهدوا دورة 90 مجانا، بينما تحتكر قطر الدورة الحالية بروسيا، كما لم يشاهدوا دورة 1934 لعدم وجود تليفزيونات وقتها.
المنتخب المصرى عام 1990