ما تخافش «الذئبة الحمراء مش مُعدي».. بس الفشل الكلوى وسكتة الدماغ أخطر مضاعفاته
الأربعاء، 13 يونيو 2018 11:00 ممحمد فرج أبو العلا
الذئبة الحمراء أحد أخطر الأمراض المناعية التي تصيب الإنسان، وتؤدى إلى التهاب الأنسجة المختلفة بالجسم مثل المفاصل والجلد والكلى والمخ والرئة، ولم يتوصل العلماء حتى الآن إلى أسباب حقيقية وواضحة للإصابة بالمرض، إلا أن هناك اتفاقا على أن العوامل الوراثية والبيئية من أهم أسبابها، وقد تسبب الذئبة الحمراء عدة أمراض عصبية ونفسية مثل الصداع والشلل والقلق والاكتئاب، ويزيد انتشار هذا المرض في إسبانيا وإيطاليا ودول البحر الكاريبي، ويصيب الإناث أكثر من الذكور، لكنه ليس معدي، ولا ينتقل عن طريق ممارسة الجنس مع شخص مصاب بالمرض.
إن مرض الذئبة الحمراء كما يوضح الدكتور سعيد محمد سعيد، استشاري الأمراض الجلدية بقصر العيني، كان في الماضي ينهى حياة المريض خلال 5 سنوات من بداية الإصابة بالمرض، بسبب الإصابة بالفشل الكلوي، ولكن بسبب التشخيص المبكر ووجود عقاقير تساعد على علاجه تجاوزت نسب الشفاء الآن 80%، رغم إن الأدوية المتاحة حاليا تسيطر على المرض، ولكن لا تقضى عليه إلا نادرا، حيث يعتمد في علاجه على الكورتيزون، بالإضافة إلى «العلاجات البيولوجية» التي تستخدم في الحالات الشديدة، والتي لا تستجيب للعلاجات التقليدية.
وعن أبرز أعراض مرض الذئبة الحمراء، يؤكد استشاري الأمراض الجلدية، إنها تتلخص في الشعور بالإعياء والتعب الشديد، والإحساس بألم شديد في المفاصل وتورمها، إلى جانب الصداع المزمن، وظهور طفح جلدي على الخدين والأنف وهو ما يسمى بـ«طفح فراشة»، بالإضافة لتساقط الشعر، وفقر الدم، وتغيير لون الأصابع إلى اللون الأبيض المزرق، وظهور طفح جلدي، وبرغم عدم التوصل لأسباب علمية حقيقة للإصابة بالذئبة الحمراء، إلا أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية، أو تعاطى بعض أنواع الأدوية، أو الإصابة الفيروسية والبكتيرية، قد تسبب جميعها الإصابة بالمرض.
يمكن تشخيص الذئبة الحمراء من خلال التاريخ المرضى والفحص السريري، حيث يلاحظ الأطباء بعض الأعراض والعلامات التي قد تؤكد الإصابة بالمرض، إلى جانب بعض التحاليل الطبية والأشعة، وقد يتطلب الأمر اللجوء إلى فحص مضادات النواة، وعمل رسم قلب أو موجات صوتية على القلب، أو أشعة مقطعية على أماكن معينة يحددها الطبيب المعالج، حيث إن التشخيص المبكر للمرض مفيد جدا لتجنب المضاعفات.
ويقول دكتور سعيد محمد سعيد، استشاري الأمراض الجلدية، إن مضاعفات الإصابة بالذئبة الحمراء تتعدد وتختلف من حالة لأخرى، ومن أشهر وأخطر تلك المضاعفات هي حدوث جلطات الدم والتهاب وتجلط الأوعية الدموية، والتهابات القلب والدخول في مرحلة النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، إلى جانب التغيرات في الذاكرة والسلوك، والتهاب أنسجة وبطانة الرئة، وأخطر تلك المضاعفات على المريض هو الإصابة بأمراض الكلى التي قد تؤدى في النهاية إلى الفشل الكلوي، وقد تنتهي بالموت، فضلا عن آثاره السلبية الخطيرة على المرأة أثناء فترة حيث إنه قد يسبب الإجهاض.
وينصح الدكتور سعيد، مريض الذئبة الحمراء بتجنب عدم التعرض لأي نوع من أنواع الحرارة، وضرورة اعتياد دهان الجلد بكريمات الوقاية من أشعة الشمس أثناء فترة النهار، إلى جانب الابتعاد عن الأماكن المكتظة بالناس، لتجنب الإصابة بالالتهابات.
ورغم ندرة الأدوية التي تخلصنا نهائيا من هذا المرض اللعين، وعدم تسجيل الأبحاث والدراسات العلمية حتى الآن لحالات مرضية شفيت تماما من الذئبة الحمراء، إلا أنه يمكن السيطرة على المرض من خلال مضادات الالتهاب والمسكنات الموضعية، واستخدام «الستيرويد»، حيث إنه العلاج الرئيسي للمرض، بالإضافة إلى مثبطات المناعة، كما يستخدم البعض مضادات الملاريا والمواد البيولوجية لعلاج بعض الحالات المرضية، كما تستخدم بعض المواد الطبيعية كبذور الكتان وزيت السمك والأوميجا 3، وبعض الأعشاب في العلاج أيضا.