7 علامات تخلي صوابعنا مش زي بعضيها.. كيف كانت مضاهاة البصمة قديما والآن؟
الثلاثاء، 12 يونيو 2018 09:00 ص
«المضاهاة»..يقصد بها في علوم الطب الشرعي إجراء عملية المقارنة بين بصمة و أخرى أو بصمات متعددة لمعرفة جوانب الاتفاق والاختلاف، ومدى التطابق، ولذلك فهي تكتسب أهمية بالغة، حيث يتم مضاهاة أثار البصمات المرفوعة من مكان الحادث مع بصمات المجني عليهم أولا، وذلك حتى يتم تحديد البصمات الغريبة التي لم تنطبق، ثم يتم مضاهاة الأخيرة على بصمات الأشخاص المشتبه فيهم لتحديد شخصية الجاني.
«صوت الأمة» في التقرير التالي رصدت الطرق الحديثة لمضاهاة البصمات من خلال بعض العلامات المميزة في البصمة التي بناءًا عليها تتم المضاهاة.
مضاهاة البصمة قديما
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. تعرف على الوسائل العلمية المتطورة لرفع وحفظ البصمات
وفى هذا الصدد، يقول اللواء الكيميائي محمود الحارث الباسوسي، خبير فحص التزييف والتزوير والبصمات بمصلحة الأدلة الجنائية سابقا، إنه قديما كان الخبير يضاهي البصمات يدويا لكن في الوقت الحالي و بفضل التقدم التقني أصبح يستخدم نظام الحاسب الآلي في المضاهاة باعتباره يعطي نتائج دقيقة و قاطعة، و كذلك أصبح يستخدم ما يسمى بـ«الماسح الإلكتروني».
وأضاف «الباسوسى» فى تصريح لـ«صوت الأمة» أنه قبل إدخال هذه التقنيات كان الخبير يستعمل الطريقة التقليدية «اليدوية»، ففي البداية يقوم بمقارنة البصمات من حيث التقسيم الرئيسي الذي لا يخرج عن (المقوس، المنحدر و الحلقة)، فإن حصل التطابق في هذا التقسيم يقوم بمضاهـاة الخطــوط الموجودة بكل بصمة مع الأخرى، وتأخذ الخطوط أشكالا متعددة ولا تتشابه في بصمتين من بصمات الإنسان، ولتحديد التطابق بين تركيبة خطوط هذه البصمات يلزم تحقق 12 علامة من العلامات المميزة بهذه الخطوط في بصمتين على الأقل من أجل الجزم بأنهما لشخص واحد.
اقرأ أيضا: علوم مسرح الجريمة.. 12 بصمة تكشف هوية المجرم أخطرها «الشفة والمخ»
و هذا ما استقر عليه الرأي عالميا بشرط أن تكون واضحة تماما ولا يدخل في هذه العلامات فتحات مسام العرق، والبعض أضاف النتوءات وبعض العلامات المميزة التي لا يمكن أن تتكرر مع العلامات وتكفي للتطابق، فإذا ثبت أن البصمتين لشخص واحد يجري بتكبيرهما فوتوغرافيا 20 مرة مع التأشير أمام نقط المقارنة بعلامات مميزة و يبين الخبير في التقرير البيانات الخاصة بالبصمة و يقدمها للسلطات القضائية التي طلبتها.
بعض العلامات المميزة فى البصمة التى بناء عليها تتم المضاهاة
- ﻧﻬاية: ﻧﻬاية الخط .
- تفرع: تفرع الخط إلى خطين .
- بحيرة: خط وحيد يتفرع إلى خطين ثم يتوحد بعدئذ ليستمر كخط وحيد .
- خط قصير: خط يبدأ ثم يعبر مسافة قصيرة وبعدئذ ينتهي .
- نقطة: خط مستقل مع طول وعرض متساويين تقريبًا .
- حافة بارزة: تفرع خط إلى خطين مع تشعب صغير ناجم من خط أطول .
- معبر أو جسر: خط قصير يصل بين خطين متوازيين .
مضاهاة البصمة بالحاسب الحالى
وأشار «الباسوسى» إلى أن هذا كان سابقا أما حاليا يتم إدخال البصمات إلى الحاسب الآلي حيث وصل التقدم العلمي إلى ابتكار برنامج خاص يطبق في تسجيل البصمات الفردية بشكل فعال وذلك بتخزينها في الكمبيوتر الذي يقوم بفحصها ووضع التقسيمات الفنية لها و العلامات المميزة لها، كما أنه يقوم بمضاهاتها بالربط بينها وبين المعلومات والبيانات المخزنة بها تحت إشراف الخبير حيث تتم هذه العملية على نحو سريع بإعطاء نتائج دقيقة وصحيحة بشأن البصمات موضوع المقارنة، مما يوفر الجهد والوقت ويضمن التعرف عليها بسرعة ومنه تضمن سرعة البت في مصير المشتبه فيه، كما أنها تؤمن حفظ البصمات بعدم تعرضهـا للعبـث والتلـف.
ولقد طبق هذا البرنامج الخاص بالبصمات حاليا في أجهزة الشرطة في كثير من الدول خاصة اليابان والولايات المتحدة الأمريكية و كذا بعض الدول العربية كالإمارات وتوصلت هذه الدول إلى نتائج هامة في كثير من التحقيقـات الجنائيــة، وعليه نستخلص أن الحاسب الآلي جهاز جد متطور للكشف عن البصمة بسهولة مما أدى إلى الاستغناء عن الأسلوب التقليدي الذي يستغرق فيه المختص وقتا طويلا فضلا عن ذلك فقد تطورت علوم الأدلة الجنائية بشكل كبير للكشف عن الجرائم والوقاية منها والبحث عن الحقيقة وتعقب الجناة،حيث أصبحت تستخدم وسائل أخرى سريعة و دقيقة تعطي معلومات في ثوان وهي منظومات معالجة رقمية للصورة.
تطابق البصمات
ــ لقد اهتدى علم المقاييس الحيوية إلى جهاز التفاصيل الدقيقة حيث يقوم بتصوير البصمة من زوايا و أبعاد مختلفة بصفة حسابية، أي أن البصمة سوف تأخذ رمزا رقميا بدلا من شكلها المعتاد، فيستطيع الخبير من خلاله التوصــل إلى معرفة الفـرق بين البصمات المختلفة بدقة كبيرة وهو جهاز سهل التركيب يوضع في أي مكان إلا أنه باهظ الثمن ما تسبب في تأخير انتشاره في دول العالم.
اقرأ أيضا: «لو بتفكر تقتل».. علوم مسرح الجريمة تكشف القاتل حتى لو أخفى الجثة
ناهيك عن اكتشاف تطابق البصمات، التي توضع الإصبع أو راحة الكف أو القدم فوق جهاز ماسح إلكتروني حساس للحرارة، حيث يقرأ التوقيع الحراري للإصبع ثم يصنع نموذج للبصمة و مضاهاتها بالبصمات المخزنة لديه وهناك جهاز ماسح آخر يصنع صورة البصمة من خلال التقاط آلاف المجسات بتحسس الكهرباء المنبعثة من الأصابع.
من خلال ما سبق يتبين أن هذه الأجهزة التي تستعمل لتحديد الهوية عن طريق آثار البصمات ما هي إلا نتائج العلم الذي يسعى علماؤه جاهدين لوضع طرق و أساليب تسهل الكشف عن الجرائم و مرتكبيها، و عليه أصبحت عملية رفع و حفظ و مضاهاة البصمات بفضل التطور الهائل في مجال العلوم تتم بدقة و سهولة تضمن تحويل أثر البصمة إلى دليل مادي علمي قاطع قد يكون الوحيد أو لا يضاهيه دليل آخر في الإثبات الجنائي بهدف الكشف عن الحقيقة.