خلي بالك من عقلك.. 150 جينا وراثيا تسبب الفصام وباقة من الأمراض العقلية

الإثنين، 11 يونيو 2018 11:00 ص
خلي بالك من عقلك.. 150 جينا وراثيا تسبب الفصام وباقة من الأمراض العقلية
مرض الفصام
وكالات

لفترة طويلة كان شائعا بين الناس أن بعض الأنماط من الاضطرابات النفسية، أو الجنون كما يعرفه العامة، أمر وراثي من المحتمل أن ينتقل من الآباء للأبناء، وكان آخرون يرفضون هذا، حتى أثبته العلم.

ضمن مفاجآت الاكتشافات العلمية الحديثة، اكتشاف أن عددا من الجينات الوراثية المؤثرة في الدماغ تلعب أثرا مباشرا في الإصابة بالفصام وبعض الاضطرابات الأخرى، بحسب ما حدده فريق من علماء جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، مشيرين إلى 150 جينا يمكن أن تسهم في تطور وعلاج مرض الفصام، أو الاكتئاب ذو القطبين، وغير ذلك من الأمراض العقلية.

5403166-782984943

رغم شيوع الأمر في إطار الثقافة الشعبية لسنوات كما أسلفنا، فإن التحديد ووضع قائمة لهذه الجينات هو المرة الأولى التي يتوصل فيها العلماء لمثل هذه الصيغة، باكتشاف جزيئات ترتبط ببروتين الفصام المعطل (DISC1) المتصل بالاضطرابات العقلية، وقد طور العلماء أدوات جديدة تشمل الخلايا الجذعية، لتحديد التفاعلات الكيميائية المستخدمة في البروتينات للتأثير على وظائف الخلايا ونمو الأعصاب.

وعن هذه التجربة وما قادت إليه من اكتشافات، يقول الدكتورمارسيلو ب. كوبا، أستاذ الطب النفسي في معهد زيلكا لأمراض الجهاز العصبي بكلية طب كيك بجامعة جنوب كاليفورنيا: "النتائج المتوصل إليها تقربنا من زيادة فرص علاج الأمراض العقلية الخطيرة"، ويُشار إلى أن الفصام يؤثر على أقل من 1% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن له تأثير كبير على حالات الإعاقة والانتحار والوفاة المبكرة.

الفصام

يُذكر أنه قبل 20 سنة مضت كان جين DISC1 مرتبطًا بمرض انفصام الشخصية، وهذا الجين يتحكم في كيفية تطور الخلايا العصبية، وكيفية نضج الدماغ، كما يوجه شبكة من الإشارات عبر الخلايا التي يمكن أن تساهم في المرض، ويقول العلماء إن أخطاء التفاعلات الكيميائية تسهم في انفصام الشخصية، لكن هوية البروتينات التي يمكن أن ينظمها برنامج DISC1 غير مفهومة، ما دفع باحثي جامعة جنوب كاليفورنيا وزملاءهم من مركز نيويورك الطبي وداونستيت الطبي لإجراء الأبحاث، دراسة الأمر، وكان التحدي الأكبر محاكاة الظروف داخل الدماغ البشري.

باستخدام الخلايا الجذعية، أجرى الباحثون فحوصا تشبه طريقة عمل DISC1، ثم استخدموا تحرير الجينات لإدخال علامة جزيئية على DISC1، ما يسمح لهم باستخراجها من خلايا الدماغ وتحديد البروتينات المرتبطة بها، وأوضح العلماء أن التعرف على البروتينات المتفاعلة مع DISC1 في خلايا الدماغ يمكن أن يؤدي لفهم كيفية ارتباط عوامل الخطر للأمراض النفسية بوظائف جزيئية محددة، ويتيح هذا الاكتشاف للباحثين تحديد عمليات محددة تختلف في المرضى الذين يعانون من أمراض عقلية محددة.

يُذكر أن الفصام واحد من أهم 15 سببا رئيسيا للإعاقة في أنحاء العالم، ويعيش الأشخاص المصابون به في المتوسط ما يقرب من 29 سنة أقل من أولئك الذين لا يعانون من هذا الاضطراب، وفقا للمعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH)، وغالبًا ما يكون المرض مصحوبًا بأمراض مثل القلب والسكر، بشكل يرفع معدل الوفيات المبكرة بين المصابين، وبحسب المعهد فإن حوالي 5% من المصابين بالفصام يموتون عن طريق الانتحار، وهو معدل أكبر كثيرا من عموم السكان، مع أعلى درجة من الخطورة في المراحل المبكرة من المرض.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق