ترامب يقود دعوات إعادة روسيا.. لماذا فشلت قمة مجموعة السبع الكبار؟
الأحد، 10 يونيو 2018 05:00 مرانيا فزاع
انتهت قمة مجموعة (G7) للاقتصاديات الكبرى، أمس السبت، بفشل في التوصل إلى اتفاق وبيان مشترك بشأن فرص تجارة عادلة، بدأت الخلافات ين قادة القمة منذ أن بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤكد على ضرورة إعادة روسيا إلى مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، ذلك بعد استبعادها بسبب ضم موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها.
لكن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قالت إن أعضاء الاتحاد الأوروبي المشاركين في القمة متفقون على أنه ينبغي ألا يحدث ذلك.
وبحسب بي بي سي العربية حذر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، من موقف الرئيس الأمريكي بشأن التجارة وتغير المناخ والقضية الإيرانية الذي يشكل خطرا حقيقيا.
كما علقت مجموعة السبع الكبرى عضوية روسيا بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وازدادت حدة التوتر، بسبب حادث تسمم جاسوس روسي سابق في بريطانيا مؤخرا.
لم يكن هذا السبب الوحيد ولكن تمسك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتعريفات الجمركية التي فرضها على واردت الحديد والألمونيوم لبلاده، وتتبعها إجراءات مماثلة على الأجهزة المنزلية والتجهيزات البيئية، من صميم الشعار الذي رفعه في الحملة الانتخابية، وهو «أمريكا أولا».
ورغم رؤية الدول الكبرى المشاركين فى مجموعة الثمانية للتجارة الحرة ودفعها للاقتصاديات إلا أن الرئيس ترامب يرى أن حرية التجارة العالمية لم تكن أبدا بهذه الطريقة،ويعتقد أنها كانت غير متوازية وفى صالح الاقتصاديات النامية على حساب الاقتصاديات الكبير.
وتقول منظمة التجارة العالمية إن إجراءات الحماية الاقتصادية «تؤدى في النهاية إلى منتجين بلا فعالية يصنعون سلعا تجاوزها الزمن وغير جذابة، ينتهي الأمر إلى غلق المصانع وتسريح العمال على الرغم من الحماية والدعم».
وأفادت مصادر في مجموعة G7 بأنه من غير المحتمل صدور بيان مشترك عن قمة المجموعة المنعقدة في كندا بسبب خلافات عميقة بين زعماء الدول المشاركة فيها بشأن عدد من القضايا الدولية.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه من دون تغيير واشنطن لموقفها حول الرسوم المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا، وموقفها من اتفاق المناخ العالمي والاتفاق النووي الإيراني، «لا ينبغي توقيع بيان مشترك».
لم يتوقف الأمر هنا فقط ولكن الخلاف الذي نشب بين ترامب ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو كان له أيضا دور في فشل القمة وبحسب موقع بي بي سي، قال ترامب إن دولا أخرى تفرض «تعريفات ضخمة» على الولايات المتحدة.
ويدعو البيان المشترك إلى «نظام تجارى يستند إلى قواعد»، على الرغم من الخلافات الحادة بشأن التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصلب والألمونيوم.
وفي مؤتمر صحفي بعد ذلك، تعهد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بالرد من خلال فرض تعريفات على سلع أمريكية في الأول من يوليو، وقال ترودو إن خطوة ترامب «المهينة» بالتعلل بمخاوف الأمن القومي هدفها تبرير التعريفات المفروضة على الصلب والألمونيوم.
وأضاف: «سيكون هناك (رد) مع الأسف، لكنه سيكون واضح وحازم لا لبس فيه وهو أننا سنمضى قدما في الرد بإجراءات في الأول من يوليو الكنديون مهذبون وعقلانيون لكنه لن يُتلاعب بهم». وأكد الاتحاد الأوروبي تمسكه بالبيان المشترك على الرغم من قرار ترامب.
وفي تعليقه خلال رحلته إلى حضور قمته في سنغافورة، قال ترامب على «تويتر» إنه أعطى تعليماته للمسئولين الأمريكيين بـ«ألا يصدقوا على البيان حتى ننظر في التعريفات الجمركية على السيارات».
وقال ترامب إن ذلك جاء بسبب «التصريحات المغلوطة» لترودو خلال مؤتمره الصحفي، وفى الحقيقة فإن كندا تفرض تعريفات ضخمة على مزارعنا وعمالنا وشركاتنا الأمريكية. وأشار إلى أن ترودو كان «مضللا وضعيفا للغاية».
يذكر أن أمريكا فرضت تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب و10 في المائة على واردات الألمونيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك. وقال ترامب إن الخطوة ستحمى المنتجين المحليين الذين يمثلون عنصرا حيويا للأمن القومي.
لكن الاتحاد الأوروبي أعلن تعريفات جمركية مضادة على بضائع أمريكية. كما تعتزم كندا والمكسيك اتخاذ إجراءات انتقامية مماثلة، وقمة G7 هي قمة سنوية تشارك فيها كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وألمانيا، وهى الدول التي تشكل أكثر من 60 في المائة من صافى التجارة العالمية.
وتتصدر القضايا الاقتصادية جدول أعمال القمة، على الرغم من أن الاجتماعات دائما ما تتفرع إلى النقاش حول القضايا العالمية الرئيسية الأخرى.
علقت عضوية روسيا في المجموعة عام 2014 بسبب ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.