هل غيرت إثيوبيا نظرتها لملف النيل؟.. أبي أحمد يستبق زيارة مصر بتغييرات في حكومته

منذ صعوده إلى سدة الحكم في أثيوبيا، وهو يتحرك بكل حيوية لتغيير رؤوس السلطة بعدد من المواقع السيادية، محاولاً ضخ دماء جديدة والتخلص من أخرى قديمة، ثار عليها الشعب الإثيوبي، وطالب بتغييرها لإعاقتها حركة الإصلاح.

أبي أحمد، رئيس الوزراء الذي أدى اليمين الدستوري مطلع إبريل الماضي، والذي يصل مصر اليوم السبت 9 يونيو للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، أجرى قبل ركوبه الطائرة قاصداً القاهرة تغييرات كبيرة بقيادا الجيش والمخابرات، نستعرضها مع ما لها من دلالات خلال السطور المقبلة.

في وقت متأخر من ليلة الجمعة، فاجئ أبي أحمد الجميع، باستبداله قائد القوات الملسلحة سامورا يونس بسيري ميكونن، كما قام بتعيين قائد القوات الجوية آدم محمد رئيسا لجهاز المخابرات والأمن الوطني ليخلف جيتاتشو أسافا.

في حين لم يعلن أبي أحمد أو أي من أفراد مكتبه عن أسباب تغيير القيادتين سالفي الذكر واللذين احتفظا بمنصبهما لمدة تقترب من 18 عاماً، إلا أن الصحافة الأثيوبية والدولية علقت على الخبر بأنه أول الخطوات الحقيقية لتحقيق الوعود التي كان قد قطعها على نفسه قبل توليه الحكم، والتي كان قد نادى بهاالمحتجون خلال موجات من التظاهرات والاضطرابات بدأت في 2015.

سامورا وجيتاتشو المقالان عضوان بارزان بالجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية التي تهيمن على المشهد السياسي في إثيوبيا منذ 1991، وأرجع البعض إقالتهما بهذا الشكل المفاجئ إلى ضعف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية.

بعد فوز ابي احمد برئاسة الوزراء، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، لتهنأته بمناسبة تعيينه رئيسا للوزراء.

وأكد الرئيس السيسي – وفقا لتصريح السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية وقتها-  اعتزاز مصر بعلاقاتها القوية بإثيوبيا وما يربط البلدين من مصير مشترك، مشيراً إلى تطلعه للعمل مع رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد من أجل مواصلة تعزيز الإطار الشامل للعلاقات بين البلدين وتحقيق المصالح المشتركة خلال الفترة القادمة، فضلاً على تطوير التنسيق والتشاور إزاء مختلف الموضوعات الإفريقية ذات الاهتمام المشترك.

ومن جانبه أعرب رئيس وزراء اثيوبيا عن تقديره للرئيس السيسي، وتتطلعه لتعزيز التعاون بين البلدين خلل الفترة الحالية، مؤكداً حرصه على تعزيز أطر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، فضلا على زيادة التنسيق والتعاون إزاء القضايا الإفريقية المختلفة، ولاسيما ما يتعلق بالقرن الإفريقي، بما يدعم مسيرة العمل الإفريقي المشترك.

وفي مايو الماضي، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، التزام بلاده بشأن المحادثات مع مصر والسودان للاستخدام الأمثل لمياه نهر النيل.