فتش عن أردوغان وإيران والمهدي المنتظر.. تفاصيل أزمة جفاف نهر دجلة في العراق
الأربعاء، 06 يونيو 2018 07:00 معنتر عبداللطيف
لم تراع تركيا جيرتها لدولة العراق رغم طنطنة «أنقرة» الدائمة بأنها دولة إسلامية وترويج أردوغان أنه يهدف إلى تطبيق «الشرع»، في الوقت الذي انخفض فيه منسوب مياه نهر دجلة في العراق بسبب تراجع كميات المياه المتدفقة إلى النهر من تركيا.
في العاصمة العراقية بغداد يستطيع الشخص عبور نهر دجلة سيرا على الأقدام فالمياه القادمة من الجارة تركيا انخفضت إلى النصف تقريبا، ما يهدد بالتوقف عن جريان النهر الشهير.
المخططات التركية لتعطيش جيرانها لن ينتهي بإقامة سد «إليسو» الذي يقع على نهر دجلة بالقرب من قرية «إليسو»، وعلى طول حدود محافظة ماردين وشرناق في تركيا.
تتضمن خطة تركيا إنشاء 22 سدا- من بينهم إليسة- ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول والذي يهدف لتوليد الطاقة الهيدروليكية، التحكم في الفيضان وتخزين المياه.
كانت تركيا قد بدأت بملء سد «أليسو» ما أدى إلى حجب نحو نصف كميات المياه عن نهر دجلة في العراق، فضلا عن قيام إيران بتحويل مسار النهر ما تسبب أيضا في انخفاض منسوبه.
ردود الفعل الرسمية في العراق تباينت ما بين تأكيد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إن «جفاف نهر دجلة من علامات ظهور الإمام المهدي، وهذا ما ننتظره»، وهى التصريحات التي أطلقها الجعفري خلال لقائه مجموعة من الإعلاميين العراقيين، ما أثار الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
فيما قال نائب رئيس البرلمان العراقي همام حمودي: «البرلمان سيشكّل وفداً وزارياً برلمانياً لزيارة تركيا لبحث قضية سد إليسو»، لافتا إلى أن البرلمان سيبعث برسالة عاجلة إلى البرلمان التركي يدعوه فيها إلى تأجيل ملء السد لمدة ثلاثة أشهر.
استندت تصريحات «الجعفري» على المذهب المهديّ وهو عند الشِّيعَة الاثنا عشرية الذي يعتنقه رئيس الوزراء العراقي، حيث إن المهدي هو الإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري.
حسب المذهب الشيعي فقد وُلد الإمام الغائب في سامراء عام 255هـ للهجرة، كما إنه - طبقا للمذهب الشيعي- يعيش في الغيبة الكبرى بعد انقطاع أخباره التي كانت ترد إلى شيعته أثناء غيبته الصغرى عن طريق سفرائه الأربعة ويدعون الله أن يعجل فرجه ليظهر.
رد الفعل الشعبي كان قويا حيث طالبت قوى وطنية عراقية بحملة مقاطعة ضد المنتجات التركية والإيرانية اعتراضا على سياستهم تجاه نهر دجلة والتي أدت لانخفاض منسوبه وتنذر بعواقب وخيمة، ما سيترتب عليه تبوير آلاف الأفدنة وانتهاء الحياة حول النهر.
وطالب ناشطون وإعلاميون الحكومة العراقية بسرعة التدخل لمواجهة كارثة جفاف نهر دجلة مؤكدين أن هناك كارثة بدأت تلوح في الأفق ولا بد من منعها قبل أن يتفاقم الأمر.
فيما قال السفير التركي في العراق «فاتح يلدز»: «إن بلاده تصرفت بكرم وقامت بتأجيل خزن المياه في سد (إليسو)، وأن التأجيل كلف تركيا الكثير»، لافتا إلى أن ما تناقلته وسائل الإعلام في هذا الشأن غير صحيح.
عقد «يلدز» عقد مؤتمر صحفي في بغداد في محاولة لامتصاص رد الفعل الغاضب، قائلا: «عند زيارة العبادي لنا عام 2017 أبلغناه أننا أكملنا السد وأننا نستعد لملئه»، لافتا إلى أن خزانات السد ستمتلئ في أقل من سنة وليس كما يروج في بعض وسائل الإعلام أن الملء سيتجاوز الخمس سنوات.
متابعا أن: «ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من جفاف نهر دجلة سببه هو جفاف منابع النهر وربطها بملء السد هو غير صحيح على اعتبار أن يومين من إغلاق الماء والبدء بملء السد من غير المعقول أن يجعل نهر دجلة جافا في بغداد بهذه السرعة».