الكاريكاتير يقتص من الديكتاتور.. رسامو العالم «يقصفون جبهة» أردوغان (صور)
الأربعاء، 06 يونيو 2018 01:00 ممحمود علي
أصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أكثر المسئولين في العالم إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، على خلفية تصريحاته الغريبة ومواقفه المتناقضة وسياساته غير المتسقة مع المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي، الأمر الذي أدى إلى أن يكون مادة دسمة للصحافة العالمية، وفي حين أصبح أردوغان على رأس مانشيتات الصحف وعناوين المقالات، كان ضمن أبرز الشخصيات الأكثر تعرضًا للإهانة في العالم، وخاصة عبر كاريكاتيرات الرسامين العالمين، التي أخرجت ما في داخل مناهضيه ومعارضيه.
تعرض الرئيس التركي للكثير من الانتقادات والإهانات من قبل الرسامين الكاريكاتيرين، كان آخرهم نوري كورتجابا الذي تعرض للسجن بتهمة «إهانة الرئيس»، في الأشهر الأخيرة، بعد حكم بالسجن لمدة عام على المغنية الشعبية سوافي، رغم تحويل العقوبة في وقت لاحق إلى غرامة تزيد على 3 آلاف دولار، قبل أن يطلق سراحه مع إبقائه تحت الرقابة.
وكورتجابا، الذي نشر رسومه في صحيفة إيدينليك اليومية نشرت له أيضا صحف عدة أخرى منها «حرييت» و«جمهورييت، إضافة إلى مجلة «غير» الساخرة، تضامن معه عدد من رسامي الكاريكاتير. وقال موسى كارت في صحيفة جمهورييت، الذي حكم عليه هو الآخر بالسجن مدة 3 سنوات و9 أشهر في أبريل بتهمة مساعدة «منظمات إرهابية» خارجة عن القانون، إن «الحزب الحاكم في تركيا لم يتخل عن فكرة تحييد رسامي الكاريكاتير بإحكام قضائية بالسجن».
وتعليقًا على أنه يتمني خسارة الرئيس التركي وحزبه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي من المقرر أن تقام في 24 يونيو المقبل، قال كارت: «آمل وأتمنى أن هذا المناخ السياسي الخالي من حس الفكاهة سيتغير في 25 يونيو».
تهمة «إهانة الرئيس التركي» لاحقت العديد من الأشخاص في أنقرة من خلال تصريحاتهم على تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت تهمة كثير من منتقدي الرئيس التركي المعتادة، وتصل عقوبة الإهانة في القانون التركي إلى السجن ما يصل إلى أربعة أعوام، وهناك رسومات كاريكتارية عديدة شبهت أردوغان بالقرد وباللص وبالخنزير.
ولم يكن كورتجابا هو الوحيد الذي اتهم من قبل الحكومة التركية بهذه الاتهامات وتعرض للحبس، ففي مارس الماضي، حُكم على المغنية والممثلة زوهال أولكاي بالسجن لمدة 10 أشهر بتهمة «إهانة» أردوغان، كما طالب ممثل ادعاء تركيا في ديسمير عام 2017، بسجن نجم كرة السلة اللاعب بفريق نيويورك نيكس الأمريكي، أنيس كانتر، لمدة تصل إلى 4 سنوات، بنفس ذات التهم ما دفع اللاعب إلى الرد ووصف الرئيس التركي بـ «عديم الشرف».
أمناء النقابات المستقلة في تركيا، لن يسلموا أيضا من إلصاق النظام التركي هذه التهم لتقويضهم وتكميم أفواههم، ففي يونيو من العام الماضي اعتقلت السلطات أمين عام الاتحاد التركي التقدمي للنقابات، أرزو جيركيزوغلو، في إسطنبول بدعوى توجيهه إهانة لأردوغان، كما تعرض نجم كرة القدم التركي السابق هاكان شوكور للمحاكمة بذات التهمة في ذات الشهر.
وأصدرت محكمة في إقليم أنطاليا في يوليو عام 2016، حكما بالسجن لمدة عام مع إيقاف التنفيذ على رجل يدعى رفعت جيتين، بعد أن شبه أردوغان على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ «غولوم»، المخلوق الشهير النحيف الذي ظهر في سلسلة أفلام «مملكة الخواتم» المؤخذة عن رواية «سيد الخواتم» للمؤلف جيه.آر.آر تولكين.
وفي نوفمبر 2014، كادت أن تحدث أزمة دبلوماسية كبيرة بين ألمانيا وتركيا على خلفية رسم ساخر منشور في كتاب مدرسي في ولاية بادن فورتمبرج الألمانية، يُظهر كلباً مقيداً في كوخ كُتب عليه «أردوغان» يندرج تحت حرية الرأي والإبداع الفني، كما تعرض الرئيس التركي لأقوى إهانة في هولندا أيضًا من رسام كاريكاتير يدعى روبن أوبنهايمر الذي جعله بهذا الرسم، «أضحوكة» مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن قراءة الكم الهائل من الدعاوي القضائية التي أقيمت بتهمة إهانة الرئيس التركي، سيلاحظ للجميع أن أردوغان يعتبر على الأرجح الرئيس الأكثر إهانة في العالم، حيث قالت صحيفة «لاريليخيون دى ليبرداد» الإسبانية في 2016 أن اردوغان منذ انتخابه فى أغسطس 2014، رفع 1845 دعوى قضائية بتهمة الإهانة، ولم يقتصر الأمر على الداخل التركى، فمشاكله وملاحقاته القضائية امتدت للقارة الأوروبية، ما يظهر حجم الغضب الصحفي والإعلامي والشعبي الدولي والمحلي من سياسات الرئيس التركي في كافة المجالات.