دمشق بين مطرقة واشنطن وسندان موسكو.. تفاصيل الدورين الأمريكي والروسي في سوريا
الأربعاء، 06 يونيو 2018 08:00 مكتب أحمد عرفة
أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية، نيتها الحقيقية بشأن سوريا، تزامنا مع الاجتماع الذي تعقده منظمة الأمم المتحدة لنزع السلاح في دمشق، في الوقت الذي تقود فيه موسكو مساعي إعادة بناء البنية التحية في سوريا، بعد إخلاء دمشق من العناصر الإرهابية.
الخلاف بين موسكو وواشنطن حول سوريا
اتهامات عديدة وجهتها كل من دمشق وموسكو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتسهيل مهمة سيطرة التنظيمات الإرهابية على المدن السورية التي تتواجد بها القوات الأمريكية، وهي الاتهامات التي لم ترد عليها واشنطن حتى الآن في ظل انشغالها بصفقة السيطرة على مدينة «منبج» السورية بالتعاون مع أنقرة.
اتهامات عديدة وجهتها كل من دمشق وموسكو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتسهيل مهمة سيطرة التنظيمات الإرهابية على المدن السورية التي تتواجد بها القوات الأمريكية، وهي الاتهامات التي لم ترد عليها واشنطن حتى الآن في ظل انشغالها بصفقة السيطرة على مدينة «منبج» السورية بالتعاون مع أنقرة.
مؤخرا سعت الولايات المتحدة الأمريكية، لعرقلة مؤتمر نزع السلاح الذي تعقده منظمة الأمم المتحدة، بعدما أعلنت مقاطعتها لهذا الاجتماع بعد ترأس سوريا له، حيث دائما ما تشن إدارة البيت الأبيض هجوما عنيفا على النظام السوري، وكان أخرها الضربة الثلاثية التي وجهتها واشنطن وباريس ولندن ضد سوريا منذ عدة أشهر.
واشنطن تقاطع مؤتمر نزع السلاح
وأكدت صحيفة «الشرق الأوسط»، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقاطع الاجتماع الذي تنظمه الأمم المتحدة، لنزع السلاح احتجاجا على تولي سوريا الرئاسة الدورية للهيئة، حيث تعتبر واشنطن، أن دمشق تستغل الأمر لمحاولة تطبيع نظامها.
ونقلت الصحيفة، عن المندوب الأمريكي روبرت وود قوله إنه بناء على محاولات سوريا المتكررة الأسبوع الماضي لاستخدام رئاستها لمؤتمر نزع السلاح لتطبيع النظام وسلوكه غير المقبول والخطير، لن نشارك في جلسة نزع السلاح، وسنواصل الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة، أن سوريا تولت الرئاسة الدورية للهيئة التي تستمر لأربعة أسابيع، حيث تتبع منذ عقود الترتيب الأبجدي لأسماء دولها الأعضاء الـ65 باللغة الإنجليزية.
روسيا تترأس اجتماع إعادة بناء البنية التحية بسوريا
في المقابل تقود روسيا، مساعي التوصل إلى حلول سياسية للأزمة السورية، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، لإعادة بناء البنية التحتية والمشاركة في إعادة أعمار سوريا من جديد، حيث تترأس موسكو اجتماع رابطة الدول المستقلة، حيث يحضره وزراء دفاع بلدان رابطة الدول المستقلة.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، عن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، تأكيده أن على بلدان رابطة الدول المستقلة المشاركة في تسوية الحياة السلمية في سوريا، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية وإعادة بناء البنية التحتية، موضحا أن توفير الأمن ممكن من خلال الجهود المشتركة فقط، وبهذا الصدد، اقترح عليكم، المشاركة في تسوية الحياة السلمية في سوريا.
وزير الدفاع الروسي، أكد وجود مجال واسع للتعاون بشأن سوريا، مثل إزالة الألغام وتنظيم الدوريات المشتركة لمراقبة مناطق خفض التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة بناء البنية التحتية، متابعا: «نأمل بالحصول على دعمكم، الذي سيثبت وحدتنا في مكافحة الإرهاب الدولي وضمان الأمن المشترك، وقضايا التسوية السياسية وتقديم الدعم الإنساني وإعادة بناء البنية التحتية تأتي في مقدمة المسائل المهمة في سوريا».
وأشار وزير الدفاع الروسي، إلى تحرير الجزء الأكبر من سوريا من المسلحين حتى اليوم، إضافة إلى إجراء مفاوضات مع بقية المسلحين لإلقاء السلاح، كما تم إحباط خطط تشكيل الخلافة الزائفة، حيث تمت تهيئة الظروف للتسوية السلمية وإحياء سوريا كدولة واحدة غير قابلة للتجزئة.
تأتي هذه الخطوة في ظل خلاف شديد بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، بشأن الأوضاع في سوريا، ففي الوقت الذي تدعم فيه القوات الروسية النظام السوري في مواجهة الإرهاب، تدعم واشنطن قوات سوريا الديمقراطية، للسيطرة على مزيد من الأراضي السورية.