احترس من الجرب.. ينتشر بالمعسكرات والحكة أشهر أعراضه والعلاج "بنزوات البنزيل"

إن مرض الجرب "Scabies" يسببه حشرة العث (Hominis Scabiei Sacrcoptes)  التى تختبئ بصورة سطحية داخل نفق فى الطبقة الكيراتينية للجلد، وهو مرض معد ينتقل بالتلامس بين شخص وآخر، أو من خلال المعاشرة الجنسية، وتنتشر فى أنسجة إصبع اليد، والرسغ، والإبط، والأعضاء التناسلية، وقد تظهر فى الوجه عند الأطفال، أو الرأس والرقبة، وقد تصيب الرضع وفى أفراد ناقصى المناعة، وينتشر الجرب فى المعسكرات والسجون والمدارس التى تفتقر إلى النظافة المستمرة، وغيرها من الأماكن المكتظة بالناس.

الحشرة المسببة لمرض الجرب

ويؤكد أطباء الأمراض الجلدية، أن الجرب أحد أكثر الأمراض شيوعا بين الأطفال، جنبا إلى جنب مع سعفة وتقيح الجلد، وأن تأثيره بلغ ما يقارب 100 مليون شخص (1.5% من السكان) وهو شائع فى الذكور والإناث على حد سواء، وأنه يصيب كل الأعمار والأعراق والطبقات الاجتماعية والاقتصادية وفى مختلف الظروف الجوية.

معدلات انتشار الجرب بين الناس

يلاحظ انتشار "الجرب" فى المناطق المزدحمة وفى الظروف المعيشية غير الصحية، وعلى الصعيد العالمى تبين أنه اعتبارا من عام 2009، ما يقدر بنحو 300 مليون حالة إصابة بالجرب تحدث كل عام، على الرغم من أن مختلف الأطراف تدعى أن هذا الرقم إما مفرط فى تقديره أو مقلل من شأنه، ويقدر نحو 1-10٪ من سكان العالم ليكون مصابا بالجرب، ولكن فى قطاعات معينة من السكان قد يصل معدل الإصابة إلى 50-80٪.

تاريخ ظهور مرض الجرب

لوحظ مرض الجرب فى البشر منذ العصور القديمة، والأدلة الأثرية بمصر والشرق الأوسط تشير إلى أنه كان موجودا منذ عام 494 قبل الميلاد، ويعتقد أن المرجع الذى سجل أول إصابة بالمرض كان الكتاب المقدس -قد يكون نوع من "الجذام" المذكورة فى سفر اللاويين حوالى 1200 قبل الميلاد، وفى القرن الرابع قبل الميلاد ذكر أرسطو فى "القمل" أن –"الفرار من البثور الصغيرة إذا تم وخزها"- وصفا يتفق مع الجرب، وسمى بـ"الجرب" الموسوعى اليونانى والكاتب الطبى أولوس كورنيليوس سيلسوس، وقد تم توثيق المسببات الطفيلية للجرب من قبل الطبيب الإيطالى جيوفانى كوزيمو فى كتابه الرسالة عام 1687.

أشهر أعراض الجرب

إن أهم أعراض "الجرب" شيوعا كما يقول دكتور سعيد محمد سعيد، استشارى الأمراض الجلدية والتناسلية بالقصر العينى، هى الحكة الشديدة، خاصة فى الليل وعند الخلود للنوم، والتى تساعد فى نمو آفات وحشرات تظهر بعد 6-8 أسابيع"Papular"، كما يظر طفح جلدى يشبه البثور، وفى بعض الأحيان يمكن رؤية "جحور صغيرة" على الجلد، وأن العدوى الأولية بالمرض تحتاج عادة من 2-6 أسابيع قبل ظهور الأعراض، أما إذا أصيب الشخص بعدوى للمرة الثانية تظهر الأعراض خلال يوم واحد، ويمكن لهذه الأعراض أن تظهر فى معظم أنحاء الجسم أو فى مناطق معينة مثل: الرسغين وبين الأصابع أو على طول محيط الخصر، وقد يتأثر الرأس، ولكن عادة ما يصيب الأطفال الصغار، وليس البالغين.

مرض الجرب فى الاطفال

ويؤكد استشارى الأمراض الجلدية، أن الحالة المرضية عادة ما تسوء فى ساعات الليل وعند خدش الجلد، بسبب الحكة، وقد يسبب انهيار الجلد والإصابة بأنواع أخرى من العدوى البكتيرية، ويحدث الجرب بسبب العدوى بأنثى "العث" من فصيلة "القارمة الجربية"، موضحا أن "العث" يتخلل إلى الجلد ليعيش ويلقى بيوضه هناك، وتحدث العدوى بسبب من 10 إلى 15 "عثة"، مؤكدا أن العث يكون صغير جدًا وغير ملاحظ بالعين المجردة، ويبنى التشخيص عادة على الأعراض والعلامات.

الجرب عند الأطفال

أكدت إحدى الدراسات العلمية الحديثة، أن الجرب يمكن أن يصيب جميع الأشخاص، ولكنه أكثر شيوعا بين الأطفال والرضع، وأن الذين يعيشون فى نفس المنزل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، والتى تظهر عادة فى الرأس والعنق وراحتى اليدين، وباطن القدمين على هيئة طفح جلدى، ولا يشترط ظهور أعراض الجرب عند الأطفال فور إصابتهم بالمرض، لطول فترة الحضانة، بالإضافة لانتقال العدوى مع استخدام الملابس والأدوات الشخصية للمصاب، ولكن قابليتها أقل على نقل العدوى، كما يمكن للحيوانات نقل سلالة خاصة من الجرب، والذى ينتقل من الحيوانات للبشر، وينتشر الجرب فى المعسكرات والسجون والمدارس التى تفتقر إلى النظافة المستمرة، وغيرها من الأماكن المكتظة بالناس.

الجرب عند الرضع

طرق الوقاية من إصابة الأطفال بالجرب

ينصح أطباء الأمراض الجلدية الأسر باتباع بعض الإرشادات والطرق التى قد تساعد على الوقاية من خطر الإصابة بمرض الجرب، خاصة عند الأطفال، ولعل أهم تلك الإرشادات يكمن فى تنظيف جميع الملابس والأغطية بشكل مستمر ومنتظم، كما يجب تجنب ملامسة الأطفال للمصابين بالجرب لتفادى خطر العدوى، كما يمكن التخلص من أى شئ يسخدمه المصابين حال عدم إمكانية تطهيره أو غسله بالماء والصابون، النظافة المستمرة وضمان جفاف الجلد لدى الأطفال الرضع وحديثى الولادة، لتجنب الإصابة بالحكة أو الجرب

 

علاج الأطفال من مرض الجرب

يوصى الأطباء بمحلول موضعى أو كريم لعلاج معظم حالات الجرب فى الأطفال والرضع وحديثى الولادة، ولعل أهم هذه الكريمات "كريم بيرميثرين" ويتم وضعه على المنطقة المصابة ليلا وشطفه فى صباح اليوم التالى وهو فعال للغاية فى علاج الجرب عند الأطفال من عمر شهرين أو أكثر، وكريم "كروتاميتون" ويستخدم مرة واحدة كل يوم لمدة يومين متتاليين، وشطفه بعد 48 ساعة من وضعه، إلى جانب "مرهم الكبريت" هو أفضل وأأمن علاج للأطفال المصابين بالجرب.

ويمكن علاج الجرب نهائيا كما يؤكد الأطباء بـــ(Benzyl Benzoate) "بينزوات البنزيل"، وهو دواء غير مكلف يجب دهنه على كافة سطح الجسم من فروة الرأس إلى القدم، ويجب اتخاذ الحذر لتجنب وصوله للعينين، وليس من الضرورى الاستحمام قبل دهن الدواء، إلا أن الملابس وأغطية الفراش يجب غسلها أو تركها فى الخارج معرضة للهواء لمدة 72 ساعة، لمنع عودة انتشار الحشرة المسببة للجرب.

مضاعفات الجرب

أدوية علاج الجرب عند البالغين

وينصح بعض الأطباء بـ (Lindane) "الليندان" وهو البديل الأرخص، كما أنه يجب أن لا يستعمل فى الرضع والأطفال الصغار، لأنه يسبب نوبات فرط فى الحساسية، والبديل المناسب بصورة أفضل للرضع هو من 6-10% كبريت مترسب permethrin" "، ويتم تحضيره فى صورة مرهم يدهن مرة واحدة يومياً لمدة 7 أيام متتالية، وهنالك أدوية مبيدة للجرب وقاتلة للقمل فى شكل محاليل أو شامبو أو ليسيون مثل (Crotamiton) "كروتاميتون".

وهناك دواء آخر قد يقضى تماما على الجرب مرة واحدة، وهو عبارة عن 6 أقراص من (Dihydro – Ivermectin) جرعة تأخذ دفعة واحدة، وكل قرص منه يحتوى على 6 ملج من المادة الفعالة، مؤكدا أنه للبالغين فقط.