معركة "طهران وواشنطن" بشأن الاتفاق النووي تنتقل لـ" وكالة للطاقة الذرية".. فمن ينتصر؟
الثلاثاء، 05 يونيو 2018 02:39 ص
تدخل المعركة الأمريكية الإيرانية منحى أخر، في ظل إعلان طهران نيتها إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة،بدء عملية زيادة قدرة مفاعلاتها على تخصيب اليورانيوم، وهي رسالة من النظام الإيراني إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأن العقوبات الأخيرة التي فرضتها لم تؤثر عليها.
الخطوة التي أعلنت عنها إيران، جاءت بعد 5 أيام فقط إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن عقوبات جديدة ضد النظام الإيراني شملت 6 أفراد و3 كيانات إيرانية ، حيث تضمنت تلك العقوبات الأمريكية، جماعة أنصار حزب الله في إيران.
عقوبات أمريكية ضد إيران
وفي 24 مايو الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على إيران، حيث استهدفت تلك العقوبات عدة شركات طيران إيرانية، وصلت إلى الطائرة الرئاسية الإيرانية، كما شملت العقوبات أيضا إيرانيين ومواطن تركي إلى لائحة العقوبات.
كل هذه العقوبات التي جاءت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية قابلها مزيد من العناد الإيراني، خاصة أن طهران لا تأمن بقاء دول الاتحاد الأوروبي في الاتفاق والتزامها بتعديداتها بشأن استمرار الاتفاق النووي مع إيران، رغم تأكيد زعماء القارة العجوز على الالتزام، إلا أن التلويح الأمريكي المستمر بفرض عقوبات على الدول المتحالفة مع إيران قد يدفع عدد من تلك الدولة لإعادة التفكير في جدوى البقاء في هذا الاتفاق.
رد إيراني على العقوبات الأمريكية
في المقابل نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، عن بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، تأكيده أن طهران ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، ببدء عملية زيادة قدرة مفاعلاتها على تخصيب اليورانيوم، موضحا أن إيران ستعلن في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن عملية زيادة القدرة على إنتاج، سادس فلوريد اليورانيوم، ستبدأ اليوم الثلاثاء.
ولفت المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إلى أن إيران لديها القدرة على تسريع قدرة أجهزة الطرد المركزي، التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم.
ماذا بعد التصعيد الأمريكي الإيراني بشأن الاتفاق النووي؟
الإعلان الإيراني يبدو أنه سيزيد الأزمة اشتعالا، وقد تكون ورقة تلعب عليها الولايات المتحدة الأمريكية لإقناع دول أوروبا المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني على الانسحاب من الاتفاق، خاصة أن طهران تبدو عازمة على تطوير برنامجها النووي في ظل استمرار التأكيد الأمريكي على مساعيه لإيجاد اتفاق نووي جديد وهو الأمر الذي ترفضه كل من إيران ودول أوروبا الـ5 + 1، المشاركة في هذا الاتفاق.
واشنطن لم تعلق حتى الآن على الخطوة التي أعلنت عنها إيران خلال الساعات الماضية، إلا أنها بالتأكيد ستزيد من تصعيدها ضد طهران عبر مزيد من العقوبات سواء على النظام الإيراني أو حلفاءه، وقد توسع الولايات المتحدة الأمريكية من عقوباتها ضد حلفاءه عديدين كورقة ضغط على دول أوروبا للإقناعها بسرعة اتباع نفس الاستراتييجة الأمريكية الجديدة ضد طهران.
التصعيد الأمريكي أيضا سيقابله بالتأكيد رد إيراني، الذي يرفض أي تصريحات أمريكا المهاجمة لإيران، ويتوعد كثيرا بالرد في الوقت المناسب، وهو ما يؤكد أن الأيام المقبلة ستكون ساخنة للغاية في الصراع الأمريكي الإيراني بشأن الاتفاق النووي.