لماذا كثفت واشنطن تحريضها على النظام السوري؟.. السر في تحرير دمشق مع الإرهاب
الأحد، 03 يونيو 2018 11:31 م
شهدت الفترة الأخيرة، وبالتحديد خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، هجوم عنيف من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، على النظام السوري، واستغلت واشنطن بعد بعد الأحداث التي شهدها دمشق وكان على رأسها الهجوم الكيماوى الذي شهدته مدينة دوما السورية، لشن هجمات عسكرية ضد سوريا، وخرج النظام السوري ليؤكد أن هذا الهجوم الكيماوى كان من تدبير الولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع الإرهابيين.
تخبط في السياسة الأمريكية
الهجوم الأمريكي على الأوضاع في سوريا، وكذلك مساعيها للتحريض لاستمرار التدخل العسكري سواء من قبل التحالف الدولي، أو من خلال استمرار بقاء القوات الأمريكية أطول فترة ممكنة، حيث يتزامن مع الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على الإرهابيين في المدن المحيطة بالعاصمة دمشق.
اتهام صريح أعلنته وزارة الخارجية الروسية منذ أسبوع ضد الولايات المتحدة الأمريكية، أكدت فيها أن المجموعات الإرهابية تنتشر بشكل كبير في المدن التي تتواجد فيها القوات الأمريكية، مشيرة إلى أن واشنطن توفر الغطاء لتلك المجموعات الإرهابية كي تتواجد على الأراضي السورية.
بشار الأسد يرفض التدخل الأمريكي
الرئيس السوري بشار الأسد أكد في حواره نهاية الأسبوع الماضي على فضائية "روسيا اليوم"، أن سوريا ترفض التدخل الأجنبية، وطالب القوات الأمريكية بالانسحاب من الأراضي السورية، واعتبر التدخل الأمريكي في دمشق احتلال لها، كما نفى تواجد قوات إيرانية، وهي الذريعة التي تستخدمها واشنطن ودول أوروبية أخرى للتدخل في شؤون سوريا وسن هجمات عسكرية ضدها ، بل إن الفترة الأخيرة شهدت هجمات جوبية على سوريا من قبل إسرائيل تجت مزاعم محاربة التواجد الإيراني.
في الوقت الذي يخرج فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليؤكد أنه سيسحب قواته الأمريكية من سوريا قريبا، نجد سياسات البيت الأبيض تسير عكس ما أعلنه ترامب، فمزيد من التحريض ضد سوريا، ومزيد من التليوح بشن هجمات جديدة، كل هذا يأتي بعد الانتصارات التي حققها النظام السوري على المجموعات الإرهابية.
انتصارات الجيش السوري
على صعيد الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على الإرهابيين، أكدت وكالة الأنباء السورية، أن وحدات من الجيش السوري نجحت في التصدي لهجوم شنه مسلحون من داعش في ريف دير الزور الشرقي بالقرب من منطقة البوكمال وأوقعتهم بين قتيل ومصاب، موضحة أن وحدة من الجيش اشتبكت مع مجموعة إرهابية من تنظيم داعش تسللت من اتجاه الحدود السورية العراقية إلى قرية الشعفة على الضفة الشرقية لنهر الفرات وانتهت الاشتباكات بسقوط أفراد المجموعة الإرهابية بين قتيل ومصاب.
وأشارت الوكالة الروسية الرسمية، أن وحدة من الجيش السوري تصدت لمحاولة تسلل مجموعات إرهابية إلى قرية الحسرات شمال مدينة البوكمال وقضت على أغلبية أفرادها ودمرت عتادهم وآلياتهم، لافتة إلى أن وحدات من الجيش السوري أحكمت السيطرة الكاملة على حوض الفرات بعد أن قضت على آخر تجمعات إرهابيي داعش في مدينتي البوكمال والميادين والقرى والبلدات التابعة لهما.
الاجتماع الثلاثي
وفي ظل الانتصارات التي حققها الجيش السوري، يأتي الاجتماع الثلاثي الذي عقده كل من روسيا والأردن والولايات المتحدة الأمريكية، لبحث سبل تخفيض التصعيد في الجنوب السوري، حيث ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن الاجتماع الثلاثي المزمع عقده الأسبوع الجاري على مستوى نواب وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وروسيا والأردن حول سوريا يكتسب أهمية استثنائية في ظل الغموض الذي يلف مصير المفاوضات بخصوص منطقة الجنوب.
الصحيفة، أكدت أن الأنباء في الأيام الأخيرة تضاربت بشأن التوصل إلى اتفاق حول الجنوب يسمح للجيش السوري باستعادة المنطقة شريطة ضمان عدم انتشار قوات إيرانية أو ميليشيات موالية لطهران وخاصة حزب الله اللبناني في هذا الجزء، موضحة أن جنوب سوريا تعد أحد مفاتيح الأزمة، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي الذي يحد كلا من إسرائيل والأردن، ما يجعله في مرمى أهداف التوسع الإيراني.
وأكدت الصحيفة، أن إسرائيل تستغل حاجة روسيا إلى عدم إطالة الأزمة في سوريا أكثر من ذلك للضغط من أجل إنهاء أي وجود إيراني ليس في الجنوب فقط بل في كل أنحاء البلاد، وأيضا الاحتفاظ بالسيطرة على الجولان المحتل، وتؤازرها في ذلك الولايات المتحدة، موضحة أن الاجتماع الثلاثي المزمع عقده خلال أيام الذي ستكون فيه إسرائيل الحاضر الغائب يشكل فرصة قوية لتثبيت اتفاق التسوية في الجنوب، إلا أن الأمر لن يكون بالسهولة التي يحاول أن يشيعها الجانب الروسي خاصة مع رفض إسرائيلي لحصر مسألة إنهاء الوجود الإيراني في تلك المنطقة، فضلا عن معضلة القوات الأمريكية الحاضرة هناك حيث أن واشنطن لن تقدم على سحب هذه القوات مجانا، وقد تربط ذلك بتفاهمات بشأن شمال شرق البلاد.