«لو بطلنا نحلم نموت»..أيمن رغم الإعاقة: «كنت أذهب إلى المدرسة زحفاَ على سلم المنزل»
الأحد، 03 يونيو 2018 03:28 م
«منذ ولادتى وأنا لا أستطيع الحركة وقبل أن أكمل عامى الثالث شخص الأطباء حالتى على أنها شلل أطفال رباعى، وأجريت خمسة عمليات ولكن لأن التشخيص كان خطأ ساءت حالتى الصحية».. بهذه الكلمات بدأ «أيمن دياب»، 41 عاما، حديثه مع «صوت الأمة»
يقول «أيمن»: «رغم إصابتى التحقت بالمدرسة وطوال المرحلة الابتدائية كانت أمى تحملنى على كتفها إلى المدرسة، وفى المرحلة الإعدادية كنت أستخدم جهاز، ولكن فى المرحلة الثانوية لم أعد أتمكن من أستخدمه نظرا لتدهور حالتى، فكان ذهابى إلى المدرسة كل يوم مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معانى، لأنى كنت أسكن مع أسرتى فى شقة فى الدور الثالث، وكل يوم أقوم بزحف السلم بملابس قديمة، وعندما أنزل فى المدخل أفترش الأرض بسجادة وأقوم بتبديل ملابسى، وأذهب مع زملائى إلى المدرسة، وأنا على كرسى متحرك».
وأضاف «أيمن» أستمر الحال هكذا إلى أن التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة، واستمرت المعاناة حيث أنتظر أحد زملائى لأذهب معه، وكذلك أثناء العودة مما كان يجعلنى فى أحيان كثيرة أنتظر وقتا طويلا بعد انتهاء محاضراتى فى انتظار أحد الزملاء، وفى إحدى المرات تعرضت لموقف كان من أصعب المواقف التى شهدتها فى حياتى، حيث أضطر زميلى إلى الانصراف بمفرده لظروف طارئة فانتظرت زميلا آخر، ولكنه فى منتصف الطريق ونحن داخل مترو الأنفاق تركنى بمفردى، وبكيت لأنى أضطررت إلى طلب المساعدة من أحد الركاب، ولكن هذا الموقف جعلنى أتغير ولا أخجل من طلب مساعدة الآخرين.
- البحث عن وظيفة
وعن حياته بعد التخرج وبحثه عن وظيفة يقول: بعد حصولى على ليسانس الحقوق فكرت كيف أجد وظيفة تتناسب مع ظروفى الصحية، وبعد بحث وتفكير وجدت أن مجال التسويق الإلكترونى مناسب لذوى الإعاقة، وشاركت فى دورة لتعلم فنون التسويق الإلكترونى وكانت عبر الإنترنت، وبعد الانتهاء منها تم إعادتها مرة أخرى فشاركت فيها أيضا، وبعد ذلك طلب منى المدرب أن أقوم بتعليم مجموعة من ذوى الإعاقة فنون التسويق الإلكترونى وإدارة منتديات، وبالفعل قمت بذلك، بعدها وجدت فرصة عمل وأصبحت مسئول عن إدارة العديد من المنتديات وكذلك أتعامل مع شركات خاصة بالتسوق الإلكترونى، وأيضا فى فترة من الفترات كنت أبيع تحف رخام، كما عملت على ماكينة خياطة.
- عقبات الزواج
عندما أختار شريكة حياته وقرر أن يتزوجها واجه صعوبات لم يكن يتخيلها وكان زواجه أمرا شبة مستحيل وعن التفاصيل يقول أيمن: اخترت فتاة ليست معاقة ووافقت على الزواج منى، ولكن العقبة كانت فى أسرتها التى رأت الموضوع مستحيلا لكونى معاقا، وهذا من وجهة نظرهم يجعلنى غير قادر على بناء أسرة وتحمل مسئولياتها، وبعد أحداث كثيرة أقتنع والد العروس، وقام بإتمام زواجنا دون علم والدة العروس، وعندما عرفت حاولت بشتى الطرق أن تجعلنا ننفصل ولكن فى النهاية استسلمت للأمر الواقع، ومع الوقت أحبتنى بشدة، وأعجبت بعزيمتى القوية، وأصبحت مثل والدتى، وعندما فكرنا فى الإنجاب، قمت بإجراء بعض الفحوصات الطبية حتى أعرف هل مرضى وراثى ويحتمل أن ينتقل إلى الأبناء، وهنا كانت المفاجأة، حيث عرفت للمرة الأولى أنى مصاب بضمور فى عضلات الأطراف الأربعة،؟ وكان لأسباب وراثة وجينات، وهو مرض يظهر بنسبة 1 إلى 2000 شخص، وليس شلل أطفال، ورغم ذلك رزقنى الله بفتاتين، الكبرى تبلغ عشرة أعوام والصغرى لم تكمل عامها الثالث.
- أحلام
فى نهاية الحوار قال أيمن: أحلم بأن يضع المسئولون ذوى الإعاقة فى الاعتبار، فأنا لا أستطيع أن أنسى مؤتمرا لنا لم يحضره كبار المسئولين نظرا لإقامة مباراة كرة قدم فى نفس التوقيت، لذلك أشعر دائما أن ذوى الإعاقة كم مهمل بالنسبة للمسئولين، كما أننى أتمنى أن يأتى اليوم الذى أذهب لقضاء مشوار مهم دون عذاب فى، المواصلات، فالأتوبيس لا يقف لذوى الإعاقة، وكذلك التاكسى والميكروباص، وعندما يقف أدفع أجرة شخصين لى وللكرسى، فهل هذه أحلام مستحيلة.