المصريون لـ" محمد صلاح": أنت أقوي من الإصابة.. وأكيد مش هتسيبها تغلبك (فيديو)
الجمعة، 01 يونيو 2018 09:14 م
عاشت الجماهير المصرية فى مختلف أنحاء العالم أصعب لحظاتها على مدار الأيام الماضية وتحديدا، لحظة سقوط محمد صلاح نجم المنتخب الوطنى فى مباراة ريال مدريد وليفربول فى نهائي دوري أبطال أووربا التى انتهت بفوز الملكى 3 / 1.
ظل الحديث عن إصابة محمد صلاح فى المقاهي والبيوت وجدران المنازل ممتد لأكثر من 48 ساعة متواصلة نظرا لأهمية اللاعب الذى يعد الورقة الأهم للمنتخب فى نهائيات كأس العالم التى تنطلق بعد أيام بمدينة موسكو 2018.
بكاء محمد صلاح عند خروجه من مباراة ليفربول وريال مدريد، إثر احتكاته براموس الذي قصّ جناحه بخيانة مٌبيتة، وإصابته بجزع في أربطة مفصل الكتف، يثبت كل يوم انتماء صلاح لكرة القدم أكثر من انتمائه لنفسه.
مشهد إصابة محمد صلاح، وتفاعل العرب معه طرح سؤال هاما، كان قد أطلقه الفيلسوف الكبير زكى نجيب محمود، حين قال: "كيف يمكن أن تكون قدم لاعب أهم من رأس مفكر"؟.
قبل عام واحد فقط، لم يكن كثيرون يتوقعون هذا التطور الهائل في مسيرة نجم كرة القدم المصري الدولي محمد صلاح لكن 12 شهرا فقط كانت كافية بتغيير الكثير في مشوار صلاح الاحترافي ليصبح اللاعب على أعتاب خطوة هائلة وتاريخية في 2018.
وشهد عام 2017 تألق العديد من نجوم كرة القدم العربية الذين نجحوا في إعادة اكتشاف أنفسهم من جديد بعد المستو ى اللافت الذي ظهروا به خلال العام الحالي سواء مع أنديتهم أو منتخبات بلدانهم.
ويأتي صلاح في مقدمة هؤلاء اللاعبين العرب الذين بزغ نجمهم بشدة هذا العام، حيث يعتبر 2017 أفضل عام في مسيرته الاحترافية في ظل الأداء الرائع الذي ظهر به طوال العام والإنجازات التي حققها مع منتخب بلاده ومع فريقي روما الإيطالي وليفربول الانجليزي.
وساهم المستوى الاستثنائي لصلاح هذا العام في حصوله على العديد من الجوائز ومنها جائزة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لأفضل لاعب أفريقي هذا العام.
كما أصبح أول لاعب عربي يتوج بجائزة لاعب الشهر في بطولة الدوري الإنجليزي ، بالإضافة لحصوله على جائزة أفضل لاعب في الجولتين الأولى والثالثة من مرحلة المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا في الاستفتاء الجماهيري الذي أجراه الموقع الإلكتروني للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا).
ودخل صلاح ضمن القائمة النهائية المختصرة لجائزة أفضل لاعب في أفريقيا، والمقدمة من الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف)، حيث يتنافس مع الجابوني بيير إيمريك أوباميانج مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني والجناح السنغالي ساديو ماني زميله في ليفربول.
وسجل صلاح 32 هدفا في الدوري الانجليزي ليعتلي صدارة هدافي البطولة، ويصبح ثاني لاعب مصري يحقق هذا الإنجاز بعد عمرو زكي، الذي تصدر هدافي البطولة موسم 2008/2009.
وفي العام الحالي عزز صلاح صدارته لقائمة أكثر اللاعبين المصريين تسجيلا للأهداف بمختلف المسابقات الأوروبية برصيد 17 هدفا، بفارق كبير أمام أقرب ملاحقيه أحمد حسن (كوكا) مهاجم سبورتنج براجا البرتغالي.
وأحرز صلاح 11 هدفا في البطولات القارية قبل انضمامه لليفربول، والذي ساهم في تأهله للأدوار الفاصلة بدوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 2008/2009، ليسجل في العام الحالي فقط أكثر من نصف عدد الأهداف التي أحرزها في خمسة مواسم مع فرق بازل السويسري وتشيلسي الإنجليزي وفيورنتينا وروما الإيطاليين.
وبات صلاح أفضل هداف لنادي ليفربول في جميع المسابقات منذ رحيل نجمه السابق لويس سواريز إلى برشلونة الإسباني.
صلاح ابن قرية نجريج في مركز بسيون بمحافظة الغربية، صار سفيراً فوق العادة لمصر، وأصبح ملهما لملايين الشباب المصريين بصورة يندر أن تجد لها مثيل.
فهناك إجماع بين كل من عرفه من الناس أو الإعلاميين أو الشخصيات العامة أو من زملائه اللاعبين من مختلف الجنسيات، على أن الصفة الأساسية التي تميزه هي التواضع. وربما بسبب هذه الصفة - إضافة إلى أعماله الخيرية الكثيرة - فقد احتل مكانة كبيرة في قلوب كل المصريين.
محمد صلاح هو الوحيد في مصر الذي يحظى بإجماع من الجميع، يصعب أن تجد من يختلف بشأنه، صوره في كل مكان، ليس فقط على قمصان الشباب، ولكن على جدران كثيرة في مدن وقرى مصرية مختلفة، إضافة إلى أنه صار نجم الإعلانات الأول بلا منازع.
هو لم ينس أنه من قرية فقيرة في دلتا النيل تبعد عن مصر بحوالي مائتي كيلومتر، كان يقطعها صلاح في خمسة أنواع من المواصلات، حتى يصل إلى نادى «المقاولون العرب» في محافظة القاهرة.
حب المصريين لمحمد صلاح جعلهم يحولونه إلى «أيقونة»، ليس فقط بوضع صورته على القمصان، أو جدران المنازل، ولكن على «فوانيس رمضان»، التي تنتشر بكثرة خلال شهر رمضان الذي يحل بعد أيام.
صارت محمد صلاح مقاهي وكافيتريات كثيرة في مصر كاملة العدد، في كل المباريات التي يلعبها مع فريق ليفربول سواء في الدوري الإنجليزي أو بطولة أبطال أوروبا.
في الماضي كان حضور هذه المباريات من بين المهتمين بكرة القدم لكن الجديد، أن صلاح تمكن من جذب قطاعات كثيرة لم تكن مهتمة أساساً بمتابعة الكرة، لكنها وجدت في هذا اللاعب سبيلاً لممارسة التعبير عن وطنها وهويتها المصرية بصورة لا تغضب أحداً، واعرف نماذج كثيرة من كبار رجال الأعمال والأدباء والسفراء والإعلاميين صاروا يرتبون جدول أعمالهم على موعد المباريات التي يشارك فيها صلاح.
صلاح يرفع يده للسماء شاكراً بعد كل هدف يسجله، وبالتالي وصلت رسالة إلى كثيرين، بأن المسلم العادي يأكل ويشرب ويحتفل ويلعب الكرة ويمرح ويسعد الناس في كل مكان وزمان، وأن القتل والإرهاب والدمار، هي صفات وقيم طارئة، تحاول التنظيمات المتطرفة إلصاقها ظلماً بالإسلام. وسمعنا عن أطفال وشباب صغار في إنجلترا وغيرها معجبون بنموذج صلاح وتواضعه وأدبه، والفوا له أغنيات تشيد به، ويقومون بتقليد حركاته.
أحد مميزات صلاح الكثيرة أنه ابتعد عن السياسة ودهاليزها تماماً، ولم يقع في نفس الفخ، الذي وقع فيه آخرون. وقد حظى صلاح بتقدير من مؤسسة الرئاسة اكثر من مرة، أخرها قبل أيام حينما هنأه الرئيس عبدالفتاح السيسي، باختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي.
البعض في مصر يخشى من «حسد» صلاح، حيث أنه صار يحتل كل أغلفة الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية ويتصدر اهتمامات الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها مصرياً وعربياً وعالمياً. والجميع في مصر يراهن عليه في مونديال روسيا بعد أسابيع قليلة.