هل تخرج «موسكو» من الفخ الأوكراني؟.. سيناريو الجاسوس الروسي يتكرر في كييف
الجمعة، 01 يونيو 2018 10:00 ص
ما أشبه الأزمة الروسي الأوكرانية، بأزمة لندن مع موسكو، فروسيا دائما ما كانت متهمة بمحاولة استهداف مواطنييها في بلاد الغرب، وسط رد روسي يأن دول أوروبا تحيك المؤمرات ضدها، لمحاولة فرض مزيد من العقوبات ضد الدب الروسي.
أوكرانيا تصعد ضد موسكو
روسيا فوجئت خلال اليومين الماضيين بإعلان الأمن الأوكراني مقتل مقدم برامج روسي يقيم في كييف، لتخرج روسيا بعدها وتستنكر الواقعة وتطالب بإجراء تحقيق عاجل حول واقعة القتل، إلا أن موسكو لم تكن تعلم أن كييف تتلاعب بها، وأن مقدم البرامج الروسي على قيد الحياة، لتخرج أوكرانيا بمؤتمر صحفي يظهر فيه مقدم البرامج الروسي، وتتهم موسكو بمحاولة اغتياله.
الواقعة مشابهة إلى حد كبير بأزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبتال، الذي اتهمت فيه بريطانيا، روسيا بمحاولة اغتياله، وحشدت رأي عام أوروبي وأمريكي ضد موسكو، أسفر عن طرد دبلوماسيين وفرض عقوبات على شركات روسية، وهو ما ردت عليه موسكو بنفس الإجراء.
رد روسي على كييف
موسكو ردت على الخطوة الأوكرانية، حيث اتهمت الرئاسة الروسية، كييف بتدبير مسرحية ضدها، حيث نقل موقع "روسيا اليوم"، عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف ، إعلانه استغراب موسكو ألاعيب أجهزة الحكم في أوكرانيا وتمثيليتها حول اغتيال الصحفي الروسي أركادي بابتشينكو، متسائلة: كم تبرر الغاية الوسائل في هذه القصة؟
وتابع المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية: كيف يعلق الكرملين على درامية اغتيال بابتشينكو؟: لن نعلق.. فالقصة غريبة على الأقل، لا أعرف كم تبرر الغاية الوسائل في هذه القصة، والرجل على قيد الحياة لكن هذا لا يغير موقفنا تجاه أوكرانيا كدولة يواجه فيها الصحفيون أخطارا محدقة، فكل هذه التمثيلية لا تغيّر جوهر هذا الوضع.. الحمد لله أن هذا الرجل ما زال على قيد الحياة. هذا غريب.
ووجه المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، رسالة إلى رئيس هيئة الأمن الأوكرانية قائلا: يجب أن تكون مسؤولا عن كلماتك، وإلا فإنك ستبدو مثلك مثل زملائك البريطانيين.
تداعيات التصعيد الأوكراني
وحول تداعيات الصراع الروسي الأوكراني، أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، أن الاستخبارات الأوكرانية نفذت عملية أمنية لإنقاذ صحافي قالت إن أجهزة الأمن الروسية تحاول اغتياله من أجل إحراج روسيا، لكن على العكس من ذلك، أهدت روسيا نصرا إعلاميا وفرصة لطرح نفسها كضحية لمحاولات غربية لإلصاق الاتهامات بها، وكسبت رصيدا دبلوماسيا إضافيا.
وأوضحت الصحيفة، أن سلوك أوكرانيا، في قضية الصحفي الروسي المنشق والمقيم في كييف أركادي بابتشنكو، قد يكون مخرجا قدمه المسؤولون الأوكرانيون لروسيا، التي تعيش عزلة دولية واسعة النطاق منذ اتهامها في بريطانيا بمحاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته في يوليو بمدينة سالسبري جنوب بريطانيا، حيث أنه منذ ذلك الحين تبحث روسيا عن ثغرة قد تمكنها من تغيير مسار القضية، الذي كان سائرا في مسار واحد طوال الوقت، ووضع روسيا تحت ضغط، وصل إلى ذروته عندما قررت الولايات المتحدة وغالبية الدول الأوروبية طرد عملاء ودبلوماسيين روس من أراضيها.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على مواقع للجيش السوري في أبريل، ذروة الإحراج الذي يعيشه الرئيس فلاديمير بوتين، منذ انتخابه لولاية ثانية قبلها بأسابيع، إلا أن العملية، التي أعلن خلالها الأمن الأوكراني أن بابتشنكو قتل أثناء عودته إلى منزله قبل أن يظهر أنه على قيد الحياة خلال مؤتمر صحفي، تتحول مع الوقت إلى حبل نجاة لصورة روسيا التي تأثرت كثيرا بحملة إعلامية ودبلوماسية وأمنية منسقة، نفذها الغرب بإحكام على روسيا خلال الأشهر الماضية، حيث تعامل كييف مع هذه العملية كان قصير النظر إلى حد كبير، حيث تحاول السلطات الأوكرانية، منذ استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، إثبات عكس الرواية الروسية التي تؤكد أن أوكرانيا ليست مكانا آمنا للمنشقين عنها، حيث انتهزت موسكو الفرصة في محاولة لتقديم نفسها كضحية.