الحل يبدأ من هنا.. القاهرة تمنع حرب الإبادة في غزة
الخميس، 31 مايو 2018 03:00 م
أمس الأربعاء، أكد مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، الدور المصري في تهدئة الأوضاع في قطاع غزة، وأن بلاده ترحب بالجهود المصرية لوقف إطلاق النار في القطاع إضافة إلى جهودها لضمان المصالحة الفلسطينية .
تصريحات المسؤول الفلسطيني جاءت خلال جلسة عاجلة لمجلس الأمن؛ لبحث التطورات في غزة، شدد خلالها على ضرورة تحرك مجلس الأمن لوقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.
التهدئة المصرية بدأت بشكل عاجل مساء الثلاثاء، بعد أن نفذت حركة الجهاد الإسلامي عملية «كسر الصمت»، بإطلاق مجموعة من الصواريخ على القرى المجاورة لغلاف غزة، الأمر الذي دفع الجانب الإسرائيلي للرد بما يقرب من 80 ضربة على مواقع لسرايا القدس وكتائب القسام، بحسب حسن القصاص قائد كتائب شهداء الأقصى في المنطقة الجنوبية بقطاع غزة.
جهود في كافة الاتجاهات
يقول القيادي الفلسطيني إن مصر باتت اللاعب الأول والأوحد من بين القوى الإقليمية على الساحة الفلسطينية، وهو ما يؤمن به الشعب الفلسطيني بأكمله. يتابع أن القاهرة تعمل على اتجاهين بشكل متوازي، أولهما «المصالحة» بشقيها بين فتح وحماس من جهة، وإيجاد تفاهمات التيار الإصلاحي لمنظمة التحرير داخل «غزة» وقيادة فتح من جهة أخرى.
«لولا الجهود المصرية لاشتعلت حرب في القطاع لا يحمد عقباها»، يؤكد «أبو جندل» أنه لولا الجهد المصري لتهدئة الأمور والذي كلل بالنجاح لاشتعلت حرب لا تبقي ولا تذر، كان من الممكن فيها حدوث تشتيت وترحيل وقتل بالمئات إذا لم تنتهي الحرب بسحق غزة، في ظل إجراءات عقابية تفرضها السلطة على القطاع.
وعلى الصعيد الميداني، يضيف القيادي الفلسطيني، أن حركة حماس اتخذت بالفعل إجراءات أمنية لمنع أي إجراءات تؤدي إلى التصعيد مع الجانب الإسرائيلي، ومنعت أمس مجموعة من المقاومين من ضرب صواريخ على إسرائيل.
كذلك الجانب الإسرائيلي يؤمن أن الحل مع الجانب المصري، خاصة بعد نجح المصريون في إجبار حماس على التهدئة، والالتزام باتفاق 2014.
الكاتب الصحفي إياد العبادلة المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أكد النجاحات المصرية في إدارة أزمات القطاع غزة، لما لها من دور تاريخي وبنَّاء في كل القضايا التي تمس القضية الفلسطينية عبر مراحلها.
وأشار إلى أن مصر لعبت أدورًا مميزة تكللت جهودها باحتضان المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس وإدارتها الحكيمة لأزمة قطاع غزة كما ترعى اتفاق التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال.
اتفاق غزة
وينص اتفاق التهدئة 2014، والذي تم توقيعه بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، برعاية مصرية، بعد 50 يوما من الحرب على غزة آن ذاك، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 2200 فلسطيني، و64 جنديا إسرائيليا و5 مدنيين.
وجاءت بنود الاتفاق
- توقف إسرائيل كل العمليات العسكرية في غزة.
- توقف حماس والفصائل الفلسطينية في غزة إطلاق القذائف والصواريخ على إسرائيل.
- توافق إسرائيل على فتح المزيد من معابرها الحدودية مع غزة للسماح بتدفق البضائع، بما في ذلك المعونات الإنسانية ومعدات إعادة الإعمار إلى القطاع.
- تتولى حكومة الوفاق الفلسطينية قيادة تنسيق جهود «إعادة الإعمار» في غزة مع المانحين الدوليين.
- توسع إسرائيل نطاق الصيد البحري قبالة ساحل غزة إلى ستة أميال بدلا من ثلاثة أميال، مع احتمال توسيعه تدريجيا إذا صمدت الهدنة.
وهناك بنود يتم تنفيذها على المدى البعيد من خلال بوابة «القاهرة»، أهمها:
- جزء يتعلق بتبادل الأسرى بين الجانبين
- إنشاء ميناء بحري في غزة، بما يسمح بنقل البضائع وعبور المسافرين إلى القطاع ومنه.
- إعادة بناء مطار ياسر عرفات في غزة الذي افتتح عام 1998، لكنه أغلق عام 2000 بعد قصفه من إسرائيل.
إقصاء تركيا وقطر
يقول إياد العبادلة، أن لمصر دور يختلف عن كل الأدوار على الساحة، التي تحاول من خلالها الدول الأخرى إظهار مساندتها للشعب الفلسطيني وخصوصا أهالي غزة، مشددا على أن أي حل لمشاكل القطاع أو القضية الفلسطينية يجب أن يمر عبر مصر، التي تشكل الحاضنة الأساسية والرئيسية لكل القضايا الفلسطينية، فضلا عن أنها بوابة فلسطين الجنوبية إلى العالم، ولا يستطيع احد الدخول والخروج من وإلى فلسطين إلا عبرها.
«القصاص» أكد ذلك، وقال إن مصر تفردت بالساحة الفلسطينية، والمواطن الفلسطيني يدرك جيدًا أن الفاعل الرئيسي في القضية «مصري»، على عكس تركيا وقطر يحاولون فرض نفسهم على الساحة بمساعدات مالية ومشاريع سكنية، وهو أمر لم يغفله الجانب المصري.
يشير إلى أن مصر أدخلت في الفترة الأخيرة مساعدات كبيرة للجانب الفلسطيني، إضافة لفتحها المعبر لأكثر من 20 يوما على التوالي، كذلك فتح الباب لعلاج المصابين.
ضرورة حتمية
العبادلة أكد على ضرورة استمرار الوجود المصري على الساحة، فلا حل بدونها، حسب قوله، يضيف: «مصر في طليعة الأمة العربية في التعاطي مع القضايا العربية ومنها القضية الفلسطينية، ودورها محوري وضروري، بدليل ما تبذله لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، مشيرًا إلى أن ذلك نابع من عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين وتفهم مصر لاحتياجات الشعب الفلسطيني، والتعاطي مع مشاكله وقضاياه المركزية والإقليمية والدولية.