إحسان عبدالقدوس في ذكرى ميلاده الـ«107»

الجمعة، 01 يناير 2016 12:10 م
إحسان عبدالقدوس في ذكرى ميلاده الـ«107»
هالة طرمان

مؤلف وكاتب كبير، يمثل فنه نقله كبيرة في الأدب، إذ إنه نجح بالخروج بالرواية من المحلية إلى العالمية، فهو يعتبر علامة في سماء الأدب، أمه تركية وأبوه ممثل ومؤلف، إنه الكاتب والسيناريست الكبير «إحسان عبدالقدوس».

ُولد في 1 يناير عام 1919م بالقاهرة، ولكنه نشأ بقرية السيده ميمونة، بمدينة زفتا بالغربية، في بيت جده لوالده الشيخ رضوان، أمه السيدة «روزاليوسف» مؤسسة مجلتي «روزاليوسف، صباح الخير»، لبنانية ولكنها تركية الأصل، ووالده الممثل والمؤلف «محمد عبدالقدوس»، كبر على الإلتزام والتمسك بالقيم والمبادىء، فقد كان جده من خريجي الجامع الأزهر، ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جدًا، وكان يفرض على جميع العائلة التمسك بأوامر الدين.

درس «عبدالقدوس» في مدرسة «خليل آغا» بالقاهرة 1927م، ثم مدرسة فؤاد الأول بالقاهرة 1932م، وتخرج من كلية الحقوق عام 1942م، ولكنه لم يكن يحب المحاماه، لذلك لم يعمل بهذه المهنة، فقد كان فكره متطلع ومستنير ما بين الإلتزام والتدين الذي نشأ عليه في بيت جده، والإنفتاح من قبل والدته في عقد الندوات الثقافية والسياسية، التي كان يشترك فيها كبار الشعراء، والأدباء، والسياسيين، ورجال الفن، فكان يتنقل من ندوة جده حيث يلتقي بزملاء من علماء الأزهر، ويأخذ الدروس الدينية، إلى ندوة أخرى من ندوات والدته على النقيض تمامًا، وهو ما جعله يخرج بالرواية من المحلية المتمثلة في نشأته ببيت جده، إلى العالمية المتمثلة في ندوات والدته مع كبار الشعراء والأدباء، فقد تميزت كتاباته بالتحرر، لتبتعد قصص الحب التي يكتبها عن العذرية، ولكن بدايته في الكتابة كانت من خلال الصحافة بمجلة «روزاليوسف»، والتي تولى فيما بعد رئاسة تحريرها، وكانت له مقالات سياسية، ومن أهم القضايا التي طرحها قضية «الأسلحة الفاسدة»، التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، ومن ثم بدأ يتطرق إلى كتابة الروايات، والتي بلغت أكثر من ستمائة قصة، تحول 49 رواية منها إلى نصوص للأفلام منها «حتى لا يطير الدخان، إمبراطورية ميم، أنا حرة، أنف وثلاث عيون، الطريق المسدود، الراقصة والطبال، لا أنام، الوسادة الخالية، أنا لا أكذب ولكني أتجمل، شىء في صدري، أه يا ليل يازمن، بئر الحرمان، أبي فوق الشجرة» وغيرها.

كما تم تحويل 5 روايات إلى نصوص مسرحية، مثل «في بيتنا رجل، لا أستطيع أن أفكر وأنا أرقص»، وغيرها، و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية منها «أنف وثلاث عيون، لا شىء يهم» وغيرها.

و10 روايات تم تحويلها إلى مسلسلات تليفزيونية، منها «شىء غير الحب، وتاهت بعد العمر الطويل، زهرة والمجهول، شىء في صدري، لن أعيش في جلباب أبي، سنوات الشقاء والحب» وغيرها.

إضافة إلى 65 كتابًا من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والأوكرانية والصينية والألمانية.

كما شارك بإسهامات بارزة في المجلس الأعلى للصحافة ومؤسسة السينما، ونال العديد من الجوائز والتكريمات فقد منحه الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ومنحه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، وسام الجمهورية، كما حاز على جائزة الدولة التقديرية في الأدب سنة 1989م، وكانت الجائزة الأولى عن روايته «دمي ودموعي وابتساماتي» في عام 1973، وجائزة أحسن قصة فيلم عن روايته «الرصاصة لا تزال في جيبي.

وفى 12 يناير 1990م، رحل عن عالمنا ليبقى حاضرًا بأعماله ومؤلفاته التي كانت قوة مصر الناعمة، في وقت ازدهرت فيه مصر وكانت قاطرة العالم العربي إلى الحضارة الحديثة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة