أحزاب اليسار تسلي «صيامها» بانتخابات النقابات العمالية

 

 

تستعد النقابات العمالية لموسم انتخابى ساخن خلال الأيام القليلة المقبلة بعد انقطاع دام لأكثر من 10 سنوات، بعدما أعلن وزير القوى العاملة محمد سعفان مواعيد الترشح والانتخاب لعضوية مجالس إدارة المنظمات النقابية والتى ستبدأ على مرحلتين تجرى المرحلة الأولى منها فى 23 و24 مايو الجارى، والثانية يوم 31 من الشهر نفسه، بالإضافة لإجراء انتخابات مجالس إدارة النقابات العامة يوم 7 يونيو المقبل، حيث سيتم فتح باب الترشيح للمجالس يوم 3 يونيو، وإعلان أسماء المرشحين 4 يونيو، والطعون والبت فيها فى اليوم التالى، وإعلان الكشوف النهائية 6 من نفس الشهر، وإيداع الأوراق يوم 8 يونيو.

 

وأظهرت كشوف أعداد اللجان والرئاسة والعضوية لانتخابات النقابات العمالية، أن عدد المتقدمين للترشيح على مستوى الجمهورية وصل لـ 20 ألفا و87 مرشحًا من العمال، من بينهم 17 ألفا و974 لعضوية اللجان النقابية، و2113 متقدم لرئاسة اللجان التى يصل إجمالها 1191 لجنة نقابية، من إجمالى 2114 لجنة وفقت أوضاعها.

زحام وطوابير للترشيح
منذ فتح باب ترشح العمال فى أوائل الشهر الجارى، شهدت قاعة الفروسية فى استاد القاهرة الرياضى، حالة من الزحام وطوابير من المرشحين أمام شبابيك وأماكن تلقى الطلبات للمرشحين، فيما لجأ البعض لاستخدام أوراق التقديم كمظلة بسبب حرارة الجو.

 

وكان للأحزاب المصرية دور بارز فى هذه الانتخابات فكل حزب دفع برجاله من خلال أمانات العمال، الحزب العربى الناصرى الذى كان له باع طويل فى صفوف العمال، دفع بما يقرب من 60 مرشحًا.

 

وحسب تصريحات خاصة لرئيسه سيد عبدالغنى، فإن الحزب لديه مشاركات كبيرة جدًا فى كل مصنع وشركة وهناك أكثر من 60 مرشحًا للحزب العربى الناصرى من بينهم مرشحان فى شركة الحديد والصلب بحلوان وشركة غزل المحلة وشركة الكهرباء.

 

أكد «عبدالغنى» أن هناك عددا من الشباب دفعت بهم أمانة عمال الحزب فى الانتخابات، بالإضافة لكوادر عمالية من قيادات الحزب كانوا أعضاء فى نقابات عمالية وترشحوا مرة أخرى فى هذه الانتخابات، التى ستشهد منافسة كبيرة حسب قوله، بسبب الطفرة التى حدثت فى قانون العمل الجديد، وأضاف عبدالغنى أن هذه الانتخابات سيكون لها رد فعل قوى لدى العمال من أجل الحفاظ على حقوقهم فى ظل القانون الجديد.

40 مرشحا من التحالف الشعبي
فى سياق متصل أكد مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبى فى تصريح خاص لـ «صوت الأمة» أن حزبه يُنسق مع كل قوى اليسار والقيادات من العمال والكوادر العمالية، مؤكدًا أنه حزبه دفع بما يقرب من 40 مرشحًا منهم شباب وبعضهم لديه خبرة نقابية سابقة، وجميعهم لديهم برامج ورؤى عمالية قابلة للتنفيذ.

 

ويرى «الزاهد» أنه كان من الأفضل التمهل والانتظار لبعد عيد الفطر المبارك من أجل إجراء الانتخابات العمالية، ليكون الوقت مناسبًا والشروط أفضل، ورفع القيود التى استهدفت النقابات المستقلة، موضحًا أن الانتخابات عموما لديها ميزة وهى فرصة للضغط من أجل إعلاء الصوت لطرح برامج تستجيب للعمال لكن السياسات الاقتصادية فى عمومها لا تبشر كثيرا لأن العمال عندهم مشكلة فعلية وهى الأجور التى تعتبر أدنى من مستويات التضخم، وتابع أن الأجور العينية التى يحصل عليها المواطن مثل النقل والتعليم والصحة وبعض السلع كبطاقات التموين أصبح دعمها متراجعا وهذا كله يُحمل العمال أعباء إضافية فبالتالى الموضوع يحتاج ضغطا أكثر فالإصلاح لابد أن يستجيب لمصالح كل القوى العاملة من خلال وجود عدالة لتحمل الأعباء على المواطنين والعمال.

60 مرشحًا من التجمع
فى سياق آخر أقر حزب التجمع اختيار60 مرشحًا من بين أعضائه معظمهم من الكوادر العمالية ليشاركوا فى الانتخابات، وحسب تصريحات المتحدث باسم الحزب نبيل زكى، فإن هؤلاء المرشحين يتوافر بهم كل الشروط، مما لا يعطى فرصة للطعن عليهم حرصا على المشاركة فى الانتخابات والحصول على أكبر نسبة من الأصوات، مؤكدًا أن حزبه يعتز بوجود قاعدة عمالية عريضة، مطالبًا بضرورة تنشيط الحركة العمالية النقابية وتوحيد جميع عمال مصر، بحيث يضم اتحاد عمال مصر كل العمال المصريين.

30 مرشحًا من حزب المحافظين
فى حزب المحافظين ترشح 30 عضوًا فى هذه الانتخابات من بينهم 10 فى المرحلة الأولى و20 فى المرحلة الثانية، وقال شعبان خليفة عضو الهيئة العليا للحزب فى تصريحات صحفية سابقة إن هناك كوادر شبابية موجودة، رغم أن قانون المنظمات النقابية رقم 2013 واللائحة المنفذة له لم تشترط وجود الشباب أو المرأة ولكن الحزب دفع بكوادره الشبابية المدربة والمؤهلة لضخ دماء ووجوه جديدة، خاصة أنه منذ عشرات السنين لم تر الحركات النقابية جديا وجود وجوه شابة ونحن وراءهم خلال الفترة المقبلة لخوض هذه الانتخابات والمنافسة بقوة وشفافية.

1500 عامل استبعدوا من الانتخابات
وبرغم هذا الكم الهائل من المرشحين سواء كانوا مستقلين أو أعضاء بأحزاب سياسية، فهناك ما يقرب من 1500 طعن مقدم بسبب استبعاد أصحابهم من الكشوف النهائية للمرشحين فى محافظة القاهرة وحدها.

 

وأوضح حزب العيش والحرية تحت التأسيس فى بيان له أن العمال والعاملات المتقدمين بطعون على استبعادهم من كشوف المرشحين للانتخابات النقابية وقفوا فى طوابير طويلة الثلاثاء الماضى فى انتظار نتيجة الطعون فى قاعة الفردوس باستاد القاهرة.

 

لكن وزير القوى العاملة محمد سعفان قام بتفقد، عملية تقديم الطعون، وأكد فى تصريحات صحفية سابقة أن الطعون المقدمة سيتم دراستها، وأن كل صاحب حق سيأخذ حقه، وأن أى شكوى لأى متقدم للترشيح من حقه أن يدرجها فى الطعن حتى تتم دراستها والبت فيها.

 

مؤكدًا أن جميع مراحل الانتخابات النقابية تتم بشفافية مطلقة وحيادية تامة للوصول إلى تنظيم نقابى قوى يعبر عن العمال ويسهم فى زيادة الإنتاج.