اشتراكات المترو.. «تخفيضات حتى 57%».. والوزير: لا مثيل لها بالعالم.. ومواطنون يشتكون: تحديدها بمحطات ثابتة يلغى ميزة التخفيض
الثلاثاء، 29 مايو 2018 07:00 م مصطفى الجمل
لم يعد الأمر اختياريًا، لم يبق سواه لتخفيف الأعباء، حتى ظهر المشهد معكوسًا، فشباك التذاكر يشهد إقبالا خفيف عليه، وشباك الاشتراكات لا مكان أمامه لنملة تحبو، فنسبة التخفيض لا يستهان بها.
منظومة الأسعار الجديدة لاشتراكات تذاكر المترو المقسمة على أربع فئات، كشفت تخفيضات تصل إلى أكثر من 52%، وفقًا لما أعلنته وزارة النقل فى أكثر من مناسبة، منذ تطبيق قرار رفع أسعار تذاكر المترو إلى 3 جنيهات لـ9محطات، و5 لـ16 محطة، و7 جنيهات لأكثر الـ16 محطة.
بالنسبة للاشتراك ربع السنوى، قامت الشركة بتقسيمه لـ4 شرائح، الأولى لعدد 8 محطات وبلغت قيمتها 360 جنيها لعدد 180 رحلة، بنسبة تخفيض 33% ليصبح سعر الرحلة الواحدة بنظام الاشتراك تقدر بـ2 جنيه بدلا من 3 جنيهات كتذكرة يومية.
أما بالنسبة لـ16 محطة، فتبلغ قيمة الاشتراك 450 جنيها لعدد 180 رحلة وتقدر سعر التذكرة 2.5 جنيه بسعر الاشتراك بدلا من 5 لو استخدمت التذكرة من الشباك. وبالنسبة للراكب الذى يستخدم 25 محطة فإن سعر الاشتراك ب 535 جنيها وتقدر سعر التذكرة ب 297 قرشا بدلا من 7 جنيهات، أما من يستخدم 35 محطة فتبلغ قيمة الاشتراك 700 جنيه لعدد 180 رحلة فتبلغ قيمة التذكرة 389 قرشا بدلا من 7 جنيهات. أما الاشتراك السنوى فقد حددته لمستخدمى 35 محطة حيث حددت الخطين طوال العام أو 730 رحلة بـ 1930 جنيه سنويا وبلغت نسبة التخفيض 62 % من قيمة التذكرة، وفى حالة استخدم الـ 3 خطوط فتبلغ قيمة الاشتراك 2425 لعدد 730 رحلة وتبلغ نسبة التخفيض 52.5%.
أما بالنسبة لاشتراكات الطلبة فقد حددت شركة المترو قيمة الاشتراك لـ 25 محطة بمبلغ 33 جنيهًا و35 محطة بمبلغ 41 جنيهًا، أسعار اشتراكات ذوى الاحتياجات الخاصة لـ25 محطة بمبلغ 22 جنيها و35 محطة بمبلغ 27 جنيها. وأسعار اشتراكات كبار السن بعدد 35 محطة بمبلغ 135 جنيها على أن تكون بعدد 180 رحلة خلال الثلاثة أشهر أيهما أقرب. بعض المواطنين الذين اتجهوا لتجديد اشتراكاتهم، اشتكوا من تحديد شركة المترو الاشتراكات بمحطات ثابتة، ما يهدد بإلغاء نسبة التخفيض المقررة على الاشتراك، فمثلًا لو أنك تسكن بجوار ثانى محطة فى خط المترو وتريد الاشتراك لعدد 8 محطات، فهناك ست محطات ستكون ضمن المرحلة الأولى ومحطتان ضمن الثانية، وبالتالى فإنه سيكون عليك الاشتراك فى الفئة الثانية، والتى تبلغ قيمة الاشتراك فيها 450 جنيه بدلًا من 360 جنيه فى الفئة الأولى لعدد 180 رحلة، ولذا طالب المواطنون بالنظر فى هذا الأمر حتى يستطيعوا الاستفادة من الخصم الواقع على نظام الاشتراكات.
وأوضح أحمد عبدالهادى المتحدث باسم مترو الأنفاق إنه تم استحداث اشتراك جديد لمدة شهر بعدد رحلات 60 رحلة أيهما أقرب، المرحلة الأولى 8 محطات بـ 130 جنيه شهريًا، و16 محطة بـ 165 جنيها شهريًا، و26 محطة بـ 190 جنيها شهريًا، و37 محطة بـ 250 جنيها شهريًا.
وأكدت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، عن تزايد أعداد المواطنين الراغبين فى عمل اشتراكات شهرية وربع سنوية فى مرفق مترو الأنفاق، فقالت الشركة فى بيان لها، إن هناك إقبالا كبيرا من الركاب على الاشتراكات، حيث بلغ عدد المشتركين كالتالى:
يوم السبت ٥ مايو عدد الاشتراكات 1255، يوم السبت 12 مايو 2018 عدد الاشتراكات ٨٤٩٥، يوم الأحد ٦ مايو عدد الاشتراكات ٢١٠٠، يوم الأحد ١٣ مايو عدد الاشتراكات 7900".
هل تنشط شركات النقل الجماعى الإلكترونى بعد زيادات تذاكر المترو؟
مصائب قوم عند قوم فوائد، فبينما سيطرت أسعار تذكرة المترو الجديدة، على أحاديث العامة والنخبة، كانت هناك أطراف أخرى تفكر فى كيفية الاستفادة من الوضع الجديد، أطراف فاعلة فى المجتمع وحتى وقت قريب، كان كل أملها أن تخرج من كبوتها، الأطراف التى نتحدث عنها هى شركات النقل الإلكترونى التى تضاعفت خلال الفترة الأخيرة، فلم يعد الأمر مقتصرًا على شركتى «كريم» و«أوبر»، بل ظهرت تطبيقات جديدة، وشركات حديثة تعمل بالأسلوب ذاته، كتطبيق «حالًا» الذى يعد أول تطبيق عبرالهواتف الذكية يسمح باستخدام الـ «توك توك» والدراجات النارية فى مجال النقل التشاركى للأفراد والبضائع، ويصل عدد الـ«توك توك» فى مصر إلى نحو مليونى مركبة، 99 ألفًا فقط منها مرخصة، ويمكنها الدخول تحت مظلة هذا التطبيق.
كما ظهر أكثر من تطبيق للنقل عبر الأتوبيسات الخاصة، التى تجوب شوارع العاصمة الكبرى من شمالها إلى جنوبها، وتلقى هذه التطبيقات قبولًا فى الشارع، لأكثر من ميزة، الأولى أنها أقل فى السعر من تطبيقات النقل الفردى عبر السيارات الملاكى، بنسبة لا تقل عن 60%، فضلًا عن النظافة والراحة، وتزويدها بالتكييف وخدمة الواى فاى، والالتزام بخط سير محدد مسبقًا، بالإضافة إلى أن عدد ركاب الأتوبيس فى هذه التطبيقات لا يتجاوز 14 راكبًا.
كما ظهر تطبيق آخر للنقل الجماعى الإلكترونى، داخل مناطق القاهرة الجديدة، ينقل ثلاثة عملاء معًا فى سيارة ملاكى، بخط سير محدد مسبقًا أيضًا وبسعر أقل من النقل الفردى، بنسبة تتخطى 60% أيضًا، وهنا اتجاه داخل شركات النقل الإلكترونى، أن تعمم هذه الفكرة فى جميع المناطق، لأنها تخفف الزحام، وتوفر على العميل، وتضاعف من دخل الشركة.
فيما اتجه عدد من الشركات، لتضمين التاكسى الأبيض ضمن خدماتها، إلا أن هذه الفكرة لم تلق رواجًا حتى وقتنا هذا، بسبب عدم استجابة أصحاب التاكسى الأبيض ومقاطعتهم هذه الشركات، لتلجأ الشركات إلى الاعتماد على الموتوسيكلات فى نقل الركاب، والتى توفر كثيرًا على العملاء.
شركات النقل الجماعى الإلكترونى، أسهمت خلال الفترة الماضية فى توفير فرص عمل تساعد بشكل أو بآخر على تقليل البطالة، فإحدى الشركات وفرت نحو 150 ألف فرصة عمل العام الماضى، وهى تستهدف ضم نحو ألف سائق شهريًا، ونقلت نحو 4 ملايين مواطن خلال العام ذاته.
وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى سحر نصر، كانت من أهم الداعمين لمشروع النقل الإلكترونى فى مصر، وعملت على الانتهاء من قانونه الذى عُرف إعلاميًا باسم «قانون أوبر وكريم» فى أسرع وقت ممكن، وقالت عن هذه الشركات وغيرها: « مشروع قانون تنظيم خدمات النقل البرى للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات، المعروف إعلاميًا بقانون أوبر وكريم، يشجع الشركات المصرية على الدخول والمنافسة فى هذه السوق، ويدعم مشاركة القطاع الخاص فى قطاع النقل التشاركى، للإسهام فى تطوير هذا القطاع الحيوى، وأن هذا القانون هو أول قانون للنقل الجماعى فى منطقة الشرق الأوسط.