«فن المرافعة».. أزمة المحامى وموظف

«كان عليك أيها الزميل المحترم أن تضربه بالحذاء مرة على رأسه لإفاقته، وأخرى على لسانه ليتأدب عندما يتحدث عن فرسان العدالة وحراس العدل»..كانت هذه أولى الكلمات التي تصدرت مرافعة أحمد شنن، نقيب محامين القاهرة سابقًا، أثناء دفاعه عن محامى صفع شخص على وجهه.

المرافعة التاريخية -التى يدرسها المحامين فى معهد المحاماة- وضحت كيف أجبر أحمد شنن، نقيب محامين القاهرة سابقًا، المحكمة ببراءة محامي صفع شخص على وجهه.

في البداية.. قدمت النيابة أحد المحامين متهما ناسبة إليه أنه تعدى بالضرب علي أحد الموظفين، بأن قام بصفعه علي وجهه، وبعد أن تم تجديد حبس المحامي تم علي وجه السرعة تحديد موعدا لمحاكمته، وأثناء النداء علي المتهم حضر معه لفيف من المحامين يتقدمهم نقيب القاهرة أحمد شنن.  

وبدأ مرافعته قائلا :«لي عتاب علي النيابة العامة وعتاب آخر علي الزميل المحامي، فأما عتابي للنيابة فلكونها لم تتحر الدقة وتسرعت في حبس المحامي دون أن تتحقق من الظروف التي أوصلت المحامي لهذا الفعل، وأما عتابي للأستاذ المحامي الزميل فلأنه قام بضرب الموظف بالقلم".  

واستكمل مرافعته قائلًا: «كان عليك أن تضربه بالحذاء ليس حذاءا واحدا بل ستين حذاء».  

وفى تلك الأثناء، تعالت الصيحات وبلغت القلوب الحناجر والنقيب يصف كيف تعنت الموظف مع المحامي وأساء في استعمال وظيفته وحقه وأنه سب المحامي والمحاماة، وبدأ بمد يده علي ملابس المحامي فما كان من المحامي إلا أن صفعه بالقلم علي وجهه.  

وقال «شنن»: «كان عليك أيها الزميل المحترم أن تضربه بالحذاء مرة على رأسه لإفاقته، وأخرى على لسانه ليتأدب عندما يتحدث عن فرسان العدالة وحراس العدل».  

وأصر «شنن» أن تحكم المحكمة على الفور وأمام جموع المحامين ببراءة المحامي، وعند إصراره وقوله للمستشار رئيس المحكمة أنني لن أغادر هذا المكان إلا ومعي زميلي المحامي، والذي كانت درجة قيده ابتدائي وقتئذ.  

وبالفعل حكمت المحكمة ببراءة المحامي، ولم يغادر النقيب «شنن» المحكمة إلا ومعه المحامي دون أن يعود لمكان حبسه أو ديوان القسم، بل أجبر الجميع علي إنهاء كل الإجراءات فورا وهو جالسا بمقعدين أمام مكتب رئيس المحكمة ويلتف حوله جموع المحامين، وقتها هتف الجميع: «عاشت المحاماة .. عاش المحامي.. عاش النقيب أحمد شنن».