التراويح و آداب المساجد
السبت، 26 مايو 2018 12:36 م
صلاة التراويح وما أجملها من صلاة ، وكثير من الأمهات تتوق نفسها للصلاة في المسجد ، وهو حق من حقوقها ورغبة روحية مشروعة ، ولكن باقي المصليات أحيانا تشتكين من إزعاج الأطفال لهن وتشتيتهن في الصلاة ، وهنا يبدأ الخلاف بين الأم التي ترى أنها ترغب في تعليق قلب طفلها بالمسجد ، وبين راغبة الخشوع والصلاة في هدوء ، والحل الأمثل هنا هو أن من ترد تعليق قلب أبنائها بالمساجد عليها أولا تهذيبهم وتعليمهم آداب المساجد ، والهدف من زيارة المسجد ، وهو الصلاة ومعنى الصلاة ، وضرورة الخشوع في الصلاة ، فنحن فيها نقف أمام الله وللوقوف أمام الله هيبة ولذة تحتاج للهدوء للاستمتاع بها وتذوقها .
إن الأم التي تهتم بتربية أبنائها على الذوقيات والاحترام عادة ما تقوم بتربيتهم على أصول زيارة بيوت الآخرين وآدابها ، فمابالنا بزيارة بيت الله ، فالمسجد مكان للتعبد ، وليس حديقة عامة أو ناد أصطحب إليه طفلي كي يركض هنا وهناك ، ويرفع من صوته ويفرغ طاقاته المكبوتة دون مراعاة لشعور الآخرين ، ورغبتهم في التركيز ، لا أرى أبدا تعارضا في ذهاب الأم مصطحبة أطفالها لصلاة التراويح مادامت هذبتهم أولا والتزمت بآداب المكان ، فليس هناك معنى لتعلق الطفل بالمسجد إن لم يفهم سبب وقيمة زيارة المسجد ، ولا أعتقد أن تعلق الطفل بالأخلاق ومراعاة الآخرين يقل أهمية عن تعلقه بزيارة المسجد ، فقد قال الرسول الكريم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، ونعلم جميعا أن الدين المعاملة ، إذا فالأولى أن نغرس قيمة خلق مراعاة الآخرين وآداب الذوق في الطفل قبل اصطحابه للمسجد ، وأن نجعله يقف ليصلي مع المصلين كي يتعلق بالصلاة فهي الأهم من اللعب في المسجد ، وكي يقدر هيبة المكان وقدسيته واختلافه عن المتنزهات العامة، عزيزتي الأم لا يستطيع أحد لومك على اصطحابك للطفل لصلاة التراويح مادمت قمت بدورك في تهذيبه أولا ، وفي السيطرة عليه أثناء الصلاة كي لا تشتتي غيرك .. ومن الفطنة ألا ننظر للأمور من وجهة نظر واحدة ، وألا نغلق الباب تماما ، أو نفتحه دون ضوابط فلكل شيء أصوله وضوابطه ، إن اتبعناها أصبنا ، فلا يحق لأحد الاعتراض على وجود اطفال ملتزمين في المسجد ، ولا يجوز لأحد الإصرار على زيارة المسجد دون الالتزام بضوابطه ، فحفظ الحقوق يريح جميع الأطراف ، ويرضي الله أولا وأخيرا .