بخطاهم نقتدي.. خارجة بن زيد: فقيه فقهاء المدينة (7)
الجمعة، 25 مايو 2018 04:00 مإعداد: صابر عزت
خارجة بن زيد.. تابع جليل، وأحد فقهاء المدينة السبعة، أدرك خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، أبوه كاتب الوحي زيد بن ثابت من كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، تلقى العلم على أيدي جمع كبير من الصحابة رضي الله عنهم، وتلقى العلم عنه جمع كبير من التابعين والمحدثين.
خارجة بن زيد.. في خلافة عثمان رضي الله عنه كان أحد الذين وكل إليهم كتابة المصحف، وكان هو وطلحة بن عبيد الله بن عوف في زمنهما يُستفتيان، وينتهي الناس إلي قولهما، ويقسمان المواريث بين أهل المدينة من الدور والنخل، والأموال، ويكتبان الوثائق للناس.
نصح عمر بن عبد العزيزوكان عمر بن عبد العزيز يعرف له قدره ومكانته، وكان أحد فقهاء المدينة الذين دعاهم لما ولي الإمارة، وطلب إليهم أن يقدموا له النصيحة، فيما يعرض له من أمور الفتيا والقضاء.
وجاء في كتاب «سير أعلام النبلاء» للإمام الذهبي أن حقه في الديوان كان قد قطع عنه، وقد كتب إلي عمر بن عبد العزيز أن يعطي خارجة ما قطع عنه من الديوان، فقال: لا يسع المال ذلك، ولو وسعه لفعلت، وقد مشى إلي أبي بكر بن حزم، فقال له: إني أكره أن يلزم أمير المؤمنين من هذا مقالة، ولي نظراء، فإن عمهم أمير المؤمنين بهذا فعلت، وإن هو خصني به، فإني أكره ذلك له. ولعل عمر كان مستعداً أن يعطي لخارجة ما قطع عنه، فلما طلب خارجة أن يكون ذلك عاماً لكل من قطع عنهم نصيبهم من الديوان كان ذلك سبباً في اعتذار عمر، وقد بين السبب في قوله: لا يسع المال ذلك، ولو وسعه لفعلت.
تلقى على يدي خارجة بن زيد عدد كبير من أئمة وفقهاء جيل التابعين، حيث روى عنه ابنه سليمان وابنا أخويه سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت وقيس بن سعد بن زيد وعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وابنه محمد بن عبدالله ومجالد بن عوف وأبو الزناد وأبن شهاب الزهري وعثمان بن حكيم والمطلب بن عبد الله بن حنطب ويزيد بن قسيط وأبو بكر بن بنت عمرو بن حزم و آخرون.
قال عنه أبو الزناد: كان أحد الفقهاء السبعة، وقال مصعب الزبيري: كان خارجة وطلحة بن عبد الله بن عوف يقسمان المواريث ويكتبان الوثائق وينتهي الناس إلى قولهما، وقال عنه العجلي: مدني تابعي ثقة.