حكاية مسجد أبو العباس المرسي.. الشكل النهائي صممه مهندس إيطالي (صور)

تتميز محافظة الاسكندرية بانتشار العديد من المساجد الأثرية القديمة التى تنتمي لمختلف العصور الإسلامية بها، ويرصد "صوت الأمة"، قصة بناء مسجد أبو العباس المرسي، الذى يقع فى نطاق حى الجمرك وهو أحد المزارات الإسلامية الكبيرة حيث تأتى له وفود من مختلف دول العالم.

تاريخ بناء مسجد أبو العباس المرسي
تم بناء المسجد في عام 706 هجرية حيث بنى الشيخ زين الدين بن القطان، كبير تجار الإسكندرية، المسجد على ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الأنصارى المرسي، الذي يتصل نسبه بالصحابي سعد بن عبادة.

تعريف الشيخ أبو العباس المرسي
ولد الشيخ أبو العباس المرسي عام 616 هـ الموافق 1219م، ونشأ فى بيئة دينية أعدته للتصوف درس وأخذ العهد على يد شيخه أبي الحسن الشاذلي، أقام أبو العباس في الإسكندرية 43 سنة إلى أن مات في 25 من ذى القعدة سنة 686 هـ ودفن في الإسكندرية في مقبرة باب البحر إلى أن كان سنة 706 هـ حين بنى الشيخ زين الدين بن القطان كبير تجار الأسكندرية عليه مسجدا.

وصف مسجد أبو العباس المرسي
يتميز مسجد أبو العباس المرسي بقبابه المميزة الشكل، وهو من أهم ما يميز منطقة أبو العباس في منطقة بحري بالمدينة ويطل المسجد على الميناء الشرقي بالأنفوشي وهو مبنى على الطراز الأندلسى وبه الأعمدة الرخامية والنحاسية وأعمدة مثمنة الشكل، وأهم ما يميز المسجد الزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي، وتعلو القبة الغربية ضريح أبى العباس وولديه.

تجديد مسجد أبو العباس المرسي 
بدء مرحلة تجديد المسجد في سنة 882 هـ الموافق 1477م حيث كان قد ضربه الإهمال فأعاد بناءه الأمير قجماس الأسحاقي الظاهري، أيام ولايته على الإسكندرية في عصر الملك الأشرف قايتباي، وبنى لنفسه قبرا بجوار أبي العباس ودفن فيه سنة 892 هـ، وفي عام 1005 هـ الموافق 1596م جدد بناءه الشيخ أبو العباس النسفي الخزرجي، وفي عام 1179 هـ الموافق 1775م وفد الشيخ أبو الحسن علي بن علي المغربي، إلى الإسكندرية وزار ضريح أبي العباس المرسي فرأى ضيقه فجدد فيه كما جدد المقصورة والقبة ووسع في المسجد.

وأصاب المسجد التهدم في عام 1280 هـ الموافق 1863م وصارت حالته سيئة قام أحمد بك الدخاخني، شيخ طائفة البنائين بالإسكندرية، بترميمه وتجديده وأوقف عليه وقفا، وأخذ نظار وقفه فيما بعد في توسعته.

وظل المسجد كذلك حتى أمر الملك فؤاد الأول، بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد على أن يضم مسجدا كبيرا لأبي العباس المرسي، ومسجدا للإمام البوصيري، والشيخ ياقوت العرش، ووضع التصميم الحالي له المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي، وتم الانتهاء من بنائه عام 1943م.