قضاة الإسلام..

«أبو مطرف ابن عميرة المخزومي».. قاض الأندلس صاحب «تاريخ مايورقة»

الأربعاء، 23 مايو 2018 11:00 م
«أبو مطرف ابن عميرة المخزومي».. قاض الأندلس صاحب «تاريخ مايورقة»
مطرف ابن عميرة المخزومي
كتبت - إيمان محجوب

تاريخ العرب مملوء بالعلماء والأدباء والفقهاء الذين أثروا الحضارة الإسلامية، ولم تقتصر جهود علماء المسلمين علي أبناء الشرق والعرب فقط لكن أبناء المغرب العربي لهم جهود ومنابر علميه نفتخر بمعرفتنا ونعتز بإطلاعنا على تراثهم الذي نعتبره تراثنا المشترك سواء منه الفلسفي، أو الأدبي أو الديني.

ومن قضاة المغرب العربي أبو مطرف ابن عميرة المخزومي عاش بين عامي (582 - 656 هـ / أواخر 1186 - 26 نوفمبر 1260 م) هو أديب وشاعر ومؤرخ وقاضي، من أهل الأندلس في عهد الموحدين.

ابن عميرة.. من أبرز إعلام الفكر الأندلسي، ازداد حسب ما تؤكده العديد من المصادر الأندلسية والعربية في جزيرة شغر، في شهر رمضان عام 582هـ 1186م حيث أدرك احفل العصور أحداثا تاريخية في الغرب الإسلامي عامة، والأندلس خاصة، فحين ولد كانت الدولة الموحدين في أوج عظمتها وقوتها، وكانت المساحة الجغرافية التي تشغلها تمتد من حدود مصر إلى التخوم المجاورة للممالك المسيحية في الأندلس.

وبجزيرة "شغر" نشا، وتلقى تعليمه الأول بها، وفي جزيرة بلنسية في شرق الأندلس أتم تعليمه العالي حيث جالس هناك العديد من إعلام الأدب والثقافة في الأندلس، أمثال الشيخ علي ابن أبي الربيع، وأحمد بن واجب القيسي، والأديب الفقيه عمر بن عات الشاطبي، وأبي بكر عزيز بن حطاب وغيرهم من إعلام الأدب والفلسفة والفقه في عصره.

ففي سنة 607هـ فرغ إبن عميرة من حياة الدرس والتحصيل ورسم لنفسه خطة للعيش، فالتزم إرضاء طموحه الأدبي، وقرر احتراف الكتابة لما كانت توفره لصاحبها من الثراء والجاه والنفوذ في المجتمع الأندلسي، فالتحق بدار الإمارة بحاضرة بلسبة ثم بديوان أمير المسلمين ابن عبد الله ابن هود إلى أن تقلد منصب القضاء بشاطبة الذي بقي فيه إلى نهاية سنة 637.

أما المرحلة الثانية من حياته، فكانت بالمغرب، وتبتدئ بسنة 637، وتنتهي في سنة 646 إذ تقلد أثناءها الكتابة في ديوان الخليفة الرشيد الموحدي بمراكش، ثم انتقل إلى القضاء في هيلانة، والرباط، سلا، ومكناس، إلى أن رحل إلى سبتة حيث اشتغل مع صاحبها أبي الحسن احمد بن خلاص البلسي في ديوانه كاتبا بارزا.

وفي نهاية سنة 646 رحل إلى إفريقية ليقضي بها بقية حياته متنقلا بين القضاء في قابس وقسنطينة، وعمل في ديوان الخليفة الحفصي مستشارا، ونديما، وكاتبا..

ابن مطرف المخزومي

وقد كانت شهرته العلمية سببا في إقبال كثير من طلبة العلم على الأخذ عنه، وطلب إجازته، إذ يؤكد مترجموه بأنه درس وأجاز في مرسية، وسبتة، فاس، وبجاية، وتونس، وذلك أثناء قيامه بالمهمات الرسمية، كما تؤكد مختلف المراجع التي تحدثت عنه، أن نظرة النقاد إليه سواء منهم المعاصرون له، أو الذين أتوا من بعده، كانت نظرة تقدير وإعجاب وثناء.

ابن عميرة الديوانية التي قضى فيها شطرا كبيرا من حياته، متنقلا بين مختلف الإمارات إذ كتب عن السادة الموحدين بالأندلس وفي بلاطهم بمراكش، وعند الحفصيين بتونس الشيء الذي جعله يترك ثورة كبيرة ومهمة من الرسائل، والبيعات، والمؤلفات.

وجمع ابن هاني السبتي شعره ونثره في مجلدين: «بغية المستطرف، ونخبة المتطرف» والتزم في كتابته السجع، وأكثر فيها وفي شعره من مصطلحات العلوم و لمحمد بن شريفة كتاب «أبو المطرف، حياته وآثاره» في سيرته.

 ومن أعمله "نبيل الاقتضاب عند ثورة المريدين" ملخص لعمل ابن صاحب الصلاة حول ثورة الصوفيين على الموحدين عام 1144 وهو عمل مفقود

و"تاريخ مايورقة" وهي رسالة مسجوعة تشكل تأريخاً لآخر أعوام حكم المسلمين حتى استيلاء المسيحيين على مايورقا،

تاريخ مايورقة

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق