«ميكروباص التيكاوي».. ما أحلى الأكل على الرصيف (صور)
الأربعاء، 23 مايو 2018 08:00 صالشربينى العطار
لم ينته شغف وإقبال المصرين على الوجبات الشّهية فى الشوارع والأزقة والحارات التى تقدمها عربات الطعام المتنقلة بموجب ترخيص يصدر من وحدات الإدارة المحلية المعنية، دون روية بالمخاطر المحفوفة من الإصابة بجرثومة المعدة من المأكولات غير الصحية.
ضيق ذات اليدين، دفع عز (23 عامًا) أن يتبكر فكرة سيارة الميكروباص التي تقف في أحد شوارع وسط القاهرة، لا تحمل الركاب بل أدوات الطهي، بالإضافة إلى التجهيزات على الطريقة الأوروبية لإعداد الوجبات والمشروبات السريعة.
بحسب الثقافة المصرية المترسخة فى العقل الجمعى، فإن كثير من طلاب الجامعات يتخرجون من الجامعات المصرية دون الحصول على تعيين أو وظيفة فى أروقة المؤسسات الجامعية مما يدفعهم للبحث عن عمل يدوى.
تخرَّج عز في كلية التجارة، من القسم الإنجليزي، ودون روية لم يفكر فى الإنتظار الطويل ، وجرب أكثر من عمل في أكثر من مجال وقتما كان طالبًا وحتى إنهاء دراسته، حاول العمل في مجال دراسته ولكن لم يتوفر ذلك له أو لأصدقائه، حتى قرروا عدم الانتظار، وعملوا على مشروع خاص بهم جديد من نوعه.
"ضعينا أوقات كتيرة من عمرنا، ياريت استفدنا من الفكرة دى "، هكذا يقول صاحب العربة الذي اتخذ الطهي هواية قبل بدء عمله بسنوات، حتى احترفه وعمل على مشروعه.
تسرسبت بداخله، فكرة ميكروباص الوجبات السريعة، كبديل لاستئجار محل تجاري وتأسيسه وتأثيثه، ما سيكلف عشرات آلاف الجنيهات، من الديكورات والأثات والتصميمات والأدوات المستخدمة. فشرعوا فى الإعتماد على العمل اليدوى.
أعوام قد خلت، وتُحاصر تلك العربات من الترخيص والتقنين، ولكنهم استطاعوا الشروع في عملهم بطرق قانونية أكثر: "عربية زي أي عربية مستنية على الرصيف من غير أي اشغالات أو مخالفات"..
يقدم عز وأصحابه بعض المأكولات الإيطالية والأوروبية البسيطة التي يحتاج تناولها إلى الذهاب لمطاعم وتكون أسعارها مرتفعة، مشيرًا إلى سهولة حصول من يريد على وجبته بأسعار بسيطة دون أي رسوم خدمات، فضلًا عن الـ"برجر" الذي أضافوا له بعض المكونات الخاصة بهم ليخرج بطعم مميز عن غيره.
تفكير زملائه كلية الهندسة خارج الصندوق ساعده على تصميم السيارة وإخراجها بتلك التكلفة، والتى بمحتوياتها نحو مائة ألف جنيه..
لجأ عز وأصدقائه إلى استئجار محل صغير أمام العربة لضمان الحصول على المياه والكهرباء بشكل قانوني، وتخزين وتنظيف الطعام بطرق آمنة، وجلوس زبائنه فيه حتى لا يزدحم الطريق بهم.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، شهد توقيع العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي بين البلدين، وكان ضمنها توقيع إعلان نوايا بين الحكومتين حول توريد فرنسا لعدد 500 عربة مأكولات متنقلة لمصر.
وفي أغسطس الماضي افتتح محافظ القاهرة، عاطف عبد الحميد، مشروع "شارع مصر" لتجميع مشروعات الشباب الصغيرة في إطار قانوني بمساحة 1000 متر تسع 14 عربة خاصة بالشباب، وأماكن لعرض المشغولات اليدوية، بمنطقة مساكن الشيرتون في النزهة.
وطالب "عبد الحميد" بمد فكرة هذا الشارع كمرحلة ثانية لاستيعاب عدد أكبر من مشروعات الشباب.
وفي وقت سابق قالت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، إن موافقة مجلس النواب فى جلسته العامة برئاسة الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس، على مشروع قانون تنظيم وتشجيع عمل وحدات الطعام المتنقلة "عربات الأكل"، هو رسالة واضحة بدعم الدولة لهذا النشاط، ومساندة الشباب ومحاربة البطالة، مشيرة إلى أن هذا القانون يدعم توفير فرص عمل للشباب، وهذه أهم الأولويات للحكومة والتى نص عليها الدستور بأن تدعم الدولة المشروعات المتوسطة والصغيرة، لتوفير فرص عمل للشباب، مشيرة إلى أن هذا القانون سيقنن عمل وحدات الطعام المتنقلة.
وأشار المهندس عصام بدوى رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر، إلى أن وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية والمرافق لم ترسل أي موافقات بخصوص هذا على المشروع حتى الآن .
وأكد يوسف محمود، المدير التنفيذي لمبادرة شركتك لريادة الأعمال، أن ذلك القانون يتيح إعفاء الشباب من الضرائب والرسوم لمدة ٤ سنوات بالإضافة لتأجير السيارات المتنقلة برسوم شهرية للشباب مع إمكانية امتلاكه لها خلال فترات من بداية مشروعه، مشيرا إلى أنه تم ضخ مبلغ ١٣٠ مليون جنيه لدعم رواد الأعمال.
ويعيش أصحاب المشروع على أمل انتشار فكرتهم دون إشغال أي طريق، خاصة في المناطق الحيوية التي يتواجدون فيها، أما عن تنقل العربة من منطقة لأخرى فهو شيء أساسي بخاطرهم، ولكن يحتاج دراسة أشمل لتوفير مستلزمات تحضير الطعام، حتى يتسنى لهم زيارة معظم القاهرة بميكروباصهم، بل مصر كلها.. "طالما ماشي صح هتلاقي تشجيع وانتشار للفكرة".