بمناسبة مرور نصف قرن على تجلى العذراء في كنيسة الزيتون.. عبدالمسيح بسيط: المشككون جهلاء
الإثنين، 21 مايو 2018 08:00 م عنتر عبداللطيف - من النسخة الورقية
مرت 50 عاما بالتمام والكمال على ذكرى ظهور السيدة مريم العذراء لأول مرة أعلى كنيستها بالزيتون، ما دعا البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لإقامة قداس احتفال بهذه المناسبة وذلك بكاتدرائية العذراء بالزيتون، بحضور أساقفة المجمع المقدس وحشد غفير من الأقباط.
يشكك البعض فى ظهورات السيدة العذراء خاصة بعد توالى هذه الظهورات لتبلغ عشرات المرات بالعديد من كنائس العاصمة والمحافظات.
من جانبه يقول القمص «عبدالمسيح بسيط أبو الخير» كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد فى مقدمة كتابه «ظهورات العذراء حول العالم ودلالتها»: «عندما بشر الملاك العذراء القديسة مريم قال لها سلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت فى النساء «، «لو ٢٨: ١»، وهو يحمل لها هنا سلاماً خاصاً من السماء ويؤكد لها فى قوله لها «مباركة أنت فى النساء» أنها نالت بركة لم تنلها ولن تنالها أية امرأة أخرى فى الوجود، منذ الخليقة وإلى نهاية العالم، فقد ميزها الله واختارها وفضلها على نساء العالم».
وفى معرض رده على المشككين فى ظهور السيدة مريم العذراء يقول القمص «عبدالمسيح بسيط» فى فصل بالكتاب جاء بعنوان«الظهورات والاعتراض عليها»: «هناك بعض الناس لا يؤمنون بهذه الظهورات لأسباب مختلفة، فمنهم من لا يؤمن بها لعدم إيمانه أصلا بوجود الله والعالم الروحى، ومنهم من لا يؤمن بها لأنه يدين بدين آخر غير المسيحية، ومنهم من يرفضها من المسيحيين لأسباب عقائدية، أو لعدم إيمانه بالشفاعة التوسلية للعذراء والقديسين مثل بعض الفرق البروتستانتية، ويقول الدكتور القس أكرام لمعى مدير كلية اللاهوت الإنجيلية فقد أكد فى احدى الجرائد أن القديسين فى الأساس بشر أدوا رسالتهم وهم الآن فى السماء ممنوع عليهم الظهور، لأن الظهور فى الأرض من صفات الله فقط، فكيف يمكن لإنسان أن يكون فى أكثر من مكان فى الأرض وفى السماء فى وقت واحد سوى الله عز وجل، كما أن ظهور القديسين يعطيهم صفة إلهية فهل الهدف من ظهور القديسين هو تمجيد الله أم الشخص الذى يظهر ؟!».
يتابع القمص عبدالمسح أبوالخير: «وتقول الجريدة: ويشير مدير كلية اللاهوت الإنجيلية إلى أن الكتاب المقدس ليس به أى نوع من الظهور سوى ظهور السيد المسيح.. وبمجرد صعوده لم يذكر لنا الكتاب آى شئ عن ظهوره بعد ذلك، فإذا كان المسيح لم يظهر مثلما يحدث الآن، فكيف يظهر القديسين ومكتوب أن الشيطان نفسه يقدر أن يظهر فى صورة ملاك نور وغيرها من الأشكال».
يضيف القمص عبدالمسيح: «ويبدو أن مدير كلية اللاهوت الإنجيلية فى حاجة إلى درس ليس فى اللاهوت فقط وإنما فى أبسط مفاهيم الكتاب المقدس، لأن كل كلامه يدل على جهل بالكتاب المقدس وينسب له ما ليس فيه ويفسره على هواه، أولاً: من قال له إن القديسين ممنوع عليهم الظهور؟! ومن قال له إن القديس عندما يظهر يكون فى السماء وعلى الأرض فى آن واحد؟! ومن الذى علمه أن الكتاب المقدس ليس به أى نوع من الظهور سوى ظهور السيد المسيح؟».
ويسوق القمص عبدالمسيح بسيط أدلة ذكر ظهور العذراء مريم فى الإنجيل قائلا: «يذكر الكتاب المقدس عشرات الظهورات للملائكة مثل ظهور الملاك جبرائيل لزكريا والد يوحنا المعمدان، يقول الكتاب «فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور، فلما رآه زكريا أضطرب» (لو ١١: ١، ١٢ ) وظهوره للعذراء القديسة مريم « فدخل إليها الملاك وقال لها سلام لك أيتها المنعم عليها « «لو ٢٨: ١»، كما ظهر كل من إيليا النبى، الذى صعد إلى السماء فى مركبة نارية، وموسى النبى الذين مات ودفن (تث ٥: ٣٤، ٦ )، مع السيد المسيح على جبل التجلى، يقول الكتاب «وفيما هو يصلى «المسيح» صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعاً، وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا، كما يذكر الإنجيل للقديس متى أنه عندما أسلم السيد المسيح الروح على الصليب أن « القبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين « ( مت ٥٢: ٢٧، ٥٣ )، فهل كان هؤلاء فى السماء وعلى الأرض فى آن واحد ؟! وهل كانوا آلهة؟ كلا، فهم جميعاً مخلوقات محدودة فى كل شئ، ولكنهم رسل، رسل الله، سواء كانوا ملائكة أو بشر، وظهورهم على الأرض هو تكليف إلهى لهم لتأدية مهام محددة فى مكان محدد وزمان محدد.
يتساءل القمص عبدالمسيح بسيط قائلا، هل يتصور مدير كلية اللاهوت الإنجيلية أن الشيطان هو الذى ظهر على قباب الكنيسة وجعل ملايين الناس تعود إلى الإيمان وتمجد الله وتسبحه فى كنيسته وصنع عشرات المعجزات التى أثبت الفحص الطبى إعجازها فبدل أن يضللهم ويبعدهم عن الله يجعلهم يمجدون الله؟ والغريب بل والعجيب هو أسلوب عرضه لآيات الكتاب المقدس، حيث يقول «ومكتوب أن الشيطان يستطيع أن يظهر فى صورة ملاك نور وغيرها من الأشكال»، فى حين أن نص الآية هو «ولا عجب لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور. فليس عظيماً أن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبر»، وهنا تعنى الآية خداع الشيطان ومكر أتباعه ولا تقصد أبدا الظهور فى أى صورة مرئية يراها الناس، كما أنه يناقض نفسه ويظهر عدم فهمه للكتاب عندما ينفى كل ظهور غير ظهور السيد المسيح ويتجاهل ظهور الملائكة والأنبياء والقديسين الذى هو ثابت فى الكتاب المقدس بينما يوحى بظهور الشيطان، فهل الشيطان فى نظره إلهاً ؟ وهل كان مساوياً للسيد المسيح ؟ ليته يدرك ما يقول.
يضيف القمص «عبدالمسيح بسيط»: «وقد جهل مدير كلية اللاهوت الإنجيلية أو تجاهل أو نسى أو رفض اعتراف كنيسته التى اعترفت بالظهور، الذى تحدث عنه العالم كله فى حينه بلسان رئيس الطائفة الإنجيلية السابق الدكتور القس إبراهيم سعيد الذى أكد أن ظهورات العذراء فى الزيتون حقيقة مؤكدة، وكان فى مقدور جميع المعارضين الذهاب إلى مكان الظهور لمشاهدته، والتحقق من صحة المعجزات التى حدثت واختبار الذين شاهدوا الرؤى بأنفسهم، ولكنهم لم يفعلوا، إنما وقفوا يرفضون ويلقون بالاتهامات بلا دليل، ولا حجة لهم سوى القول إن عصر المعجزات قد انتهى والتشدق ببعض نظريات علم النفس وأقواله بل واتهم بعضهم الكنيسة بتأليف هذه الظهورات ونسوا أنه قد تم تصوير هذه الظهورات فوتوغرافياً وشاهدها الملايين على قباب الكنيسة، بل وكانت الكنيسة آخر من اعترف بها بعد البحث والدراسة والتأكد من حقيقتها وصحتها.
كما اتخذ البعض من عدم ذهاب البابا بنفسه لمشاهدة الظهور، فى أيامه الأولى، ذريعة للتشكيك فى صحة الظهور مع أن العكس هو الصحيح، لأنه كان على قداسته أن ينتظر حتى تثبت الأحداث حقيقة الظهور من عدمه، وحتى لا يسبب ذهابه قبل ذلك انطباعا عكسياً ويؤثر فى الناس تأثيرا كبيرا، كما كان عليه أن ينتظر نتيجة عمل اللجنة البابوية المشكلة للبحث والتحقق من حقيقة الظهور والتأكد من صحته والإعلان الرسمى عنه، وقد علق قداسة البابا كيرلس السادس على ذلك فى احدى الجرائد عام 1968 بقوله «إننى لم أذهب لرؤية ظهور العذراء حتى أتيح للناس فرصة المشاهدة بأنفسهم دون تأثر بأى اعتبار.
وأكد أن ظهور القديسين والملائكة ثابت فى الكتاب المقدس»، كما زعم أحدهم وادعى أن بعض المسيحيين بمصر استغلوا نكسة 1967 وادعوا أن العذراء ظهرت للناس وأعادت البصر للعميان والقوة للكسيح، ثم ينقل عن أحد الكتاب الغربيين زاعماً أن الذى ظهر ليس إلا انعكاساً ضوئياً، ونقول لهم جميعاً ونذكرهم أن البوليس المصرى قام بفحص المنطقة المحيطة بالكنيسة فحصاً دقيقاً لمسافة 24 كيلو مترا لكى يكشف عن أى نوع من الحيل يمكن أن يكون قد استخدم لعمل مثل تلك الأشكال التى ظهرت بها العذراء حتى تأكد تماماً من حقيقة الظهور، وبعد ذلك ذهب الرئيس جمال عبدالناصر بنفسه وشاهد الظهور وتأكد منه بل وكان أول من شاهدوا الظهور وتكلم عنه مسلمين وليسوا مسيحيين.
وتابع: كما أن المعجزات التى صنعتها العذراء لم تفرق فيها بين المسيحى والمسلم، فقد حدثت المعجزات لكليهما وشاهد الظهور ملايين الناس على مدى ثلاث سنوات من ديانات وبلاد وجنسيات وثقافات مختلفة، فهل تواطأ هؤلاء جميعا معا؟ وهل خُدع هؤلاء جميعاً ؟ وعلى مدى شهور طوال وسنوات ولم يستطيعوا التمييز بين انعكاس الضوء والهيئة الإنسانية التى ظهرت بها العذراء، ولماذا لم يذهب هؤلاء بأنفسهم ليتحققوا من حقيقة الظهور بأنفسهم؟ كما زعم البعض أن هذه الظهورات ما هى إلا خيال جماعى لأناس كانوا يرغبون ويتمنون ما زعموا أنهم شاهدوه أو أنهم تخيلوا مشاهدته، فهل يصدق عقل سليم هذا الهراء، فكيف يتخيل ملايين الناس الذين كانوا من بلاد كثيرة ومن جنسيات مختلفة ويتكلمون لغات مختلفة ولهم ثقافات مختلفة ومهن مختلفة وديانات مختلفة بنفس التفاصيل لشخص واحد وشىء واحد وفى وقت واحد، أليس هذا مجرد هراء وضد العقل والمنطق والواقع.
وقال بعض آخر: «كل الكلام عن الظهورات والرؤى مرتبط أكثر بحالات نفسية وغالبا يصدر من بعض من لديهم انفصام فى الشخصية»، ونقول لمثل هؤلاء: تقول التقديرات إن من شاهدوا ظهورات العذراء على مدى ثلاث سنوات حوالى أربعين مليون شخص من جنسيات وأديان مختلفة، فهل كان هؤلاء جميعا لديهم انفصام فى الشخصية أو لديهم حالات نفسية؟»