صـــحيـــح الإنــســــان
الأحد، 20 مايو 2018 12:56 م
إذا عزمت العزم للتخلص من الآسى والألم، فعليك ان تفسح الطريق للتنفيس عن الأحزان، كيف؟... بأن تستثمر ما بداخلك من طاقات فى امور نافعة، اشغل نفسك بإنجازات ذو قيمة، أستأنف علاقاتك بمعارفك القدامى وكون صداقات جديدة، ونصيحة أحذر الهروب السطحى بجلسات السمر غير البناءة ربما تخفف الألم لكنها ابدا لن تشفيه .
الحسد والكراهية والإنتقام هم الاسباب الرئيسية للأمراض النفسية، إذا اصيب المرء بواحدة منهم تجعله يفقد قوة الإحتمال، وبالتالى إذا فاجأته علة جسدية لم يجد لديه المقاومة للتغلب عليها، والسبب هو فى قوة العلل النفسية التى استحوذت عليه، ففى الداخل مشاعر خسيسة تنخر فى الجسم، ومنها تبدو الصحة معتلة، لذا يجب من وقت لاخر ان تقوم بتحليل دقيق لنفسك، وتواجه نفسك بصدق إذا كنت تأوى لاى شخص مشاعر حقد أو كراهيه، وإن وجدت تخلص منها فورا، مقتنعا تماما ان الضغينة سوف لا تدمر شخص اخر سواك، وانك ليس امامك حل سوى تغير اتجاهاتك الفكرية.
الإنتقام وهو رد فعل لحصيلة مواقف عديدة من الظلم، ترسبت فى النفس وأمتدت أثرها على المشاعر للتتضارب وتصبح غير مستقرة على حالة، ومن ثم إضطرابات نفسية، واي ان كانت مسببات الظلم لا يفيد الإنتقام لرد الإعتبار، بل على العكس الإنتقام يفتح ابواب من الجحيم صعبة الإغلاق، لذا ليس امامك سوى أن تتخلص من الإحساس المرير بالظلم، تصالح مع نفسك و مع من سبب لك الألم وسامح فيه، حيث مصالحة النفس هى الركيزه الأساسية للصحة النفسية، لتحيا فى حالة تناغم نفسى قوى وواعى، يرفض ان ينظر للخلف حيث المهاترات والذبول والأمراض ، حينما يعفو الإنسان يزداد قوة تجعله يشرق ويتجدد ويعلو فوق الألام.
الغضب عاطفة سلبية ، تبدأ ملتهبة وحادة وعليك ان تنتبه لها لتبريدها، فحينما يغضب الإنسان يصبح الجهاز العصبى فى حالة تصلب، وفى أغلب الحالات وبسبب المنغصات التى تثير الغضب يتعرض الإنسان للمرض، لذا أهرب من هذه العاطفة المشاغبة بالبرود، وإذ لم يكن لها حل لعلاجها جمدها وتجنب اسبابها بالبعد عنها، وخذ القرار متيقنا انه لا يوجد شىء يستدعى كل هذا الإنفعال الذى تفقد به صوابك وتخسر به نفسك ومن حولك، الإنفعالات السلبية مكرهة نفسية للنفس السوية .
كثيرا منا كان النجاح يملاء حياته، ومهارته تتحدث عنه، وفى وقت ما يمر بأزمة نتيجة مخاطرمتنوعة، تضغط على الشخصية فتتسبب إعاقة فى القوى العاطفية والعقلية ، ومنها تتصدع حالته الذهنية، فيتدهور وبسرعة مذهلة، ويظهر ذلك بوضوح على الحالة الجسمانية، والحل لابد من تفريغ كامل لكل ما يدور بفكرك من مخاطر، مع الحرص على عدم الوقوف أمامها وتخطيها سريعا، وتلك الخطوة فى حد ذاتها تهب القوة، لتعاودك البصيرة مجددا بالحلول التى حجبتها عنك المخاوف، لتتفاعل معها وتلتقط انفاسك بإحساس السلام وهدوء النفس.
وإذا مررت بجرح المشاعر، بادر فورا بإصلاح الأمر تجاه مشاعرك، لكى لا تقع فريسة لرثاء النفس، ويسكنك إحساس الدونية ويسيطر على ذهنك بأفكار مزعجة، لذا غير مستحب أن تأخد هذه المشاعر المعتلة من وقتك حتى ولو دقيقة واحدة. ولعلاجها الجأ فورا لصديق مقرب تثق به، وأكشف له عن ما بداخلك من مشاعر مرهقة، بددها امامه حتى تفقد قوة تأثيرها عليك، وكلما تذكرت جرح المشاعر داوم فورا على ان تسامح من اساء اليك، فإنك بذلك تنزع كل مشاعرمؤلمة بطريقة إيجابية، والمستفيد الأول هو انت، رفضت ان تشقى بنفسك، فعادت إليك الثقة فى نفسك .
حاول ان تكون هادىء، ان هدوئك يسيطر ويمنح كثير من التركيز وينظم أفكارك، ويرتب لك الوقت المناسب للإفصاح عنها، وأحرص من الإنطباع الأول أن يقال عنك بشوش، إن البشاشة تزرع الثقة والمرح فى الجو العام، و أيضا درب نفسك ان تكون لينا أن اللين يبدد اى اضطربات داخلنا. وأعترف بالحقيقة "العلل النفسية تسبب أمراض جسدية ، وان صحيح الإنسان يرفض أن يختذل للهمجية مكان". وإذ هاجمتك حدة االطباع، لابد من قوة إنسانية للتغلب عليها، بإختصار إعرف كيف تستأنس أنفعالاتك الجسدية والعقلية والعاطفية، كل ذلك سيكبح جماح الأمراض النفسيه.