إيهاب توفيق وزمن التلفيق
الخميس، 31 ديسمبر 2015 06:10 م
حينما لا يدرك فنان قيمة وطنه فمن الافضل له ولنا الا يعيش فيه، ونصيحتى تلك موجهة للمطرب ايهاب توفيق الذى اراه لا يتحمل اى قدر من المسئولية فى تصرفه الاخير حيث ذهب توفيق الى قسم العجوزة ليحرر محضر ضد مجهولين بالتعدى عليه وسرقته بالاكراه لمبلغ ثلاثة الاف جنيه وذلك اثناء ثيادته لسيارته فى شارع جامعة الدول العربية بمنطقة المهندسين وجاءت اقول توفيق بالمحضر الرسمى انه تعرض لعملية سطو من قبل شابين كانا يقودان سيارة، وذكر توفيق ماركة السيارة ورقمها وعام تصنيعها.
البلاغ هام وخطير فالواقعة حدثت فى منطقة حيوية للغاية فى مصر والمعتدى عليه مواطن مصرى ومطرب كبير فتحركت الاجهزة الامنية سريعا واحالت المحضر للنيابة التى طالبت تحريات المباحث عن الواقعة التى تعرض لها ايهاب توفيق.
ساعات قليلة وجاءت تحريات المباحث لتمثل صفعة على وجه المطرب منتهى الصلاحية الفنية حيث أكدت التحريات ان الواقعة غير صحيحة وكل ماحدث ان ايهاب توفيق كان يتحدث فى هاتفه المحمول وهو يقود سيارته وتشاحن مع الشابان على اولولية المرور وحدثت مشادة واثناءها دفع احد الشابين ايهاب توفيق دفعة بسيطة فى كتفه بعدما هددهم قائلا " انا هاعرفكم انا مين كويس " وكشفت تحريات المباحث عدم حمل الشابين لاى نوع من السلاح
انتهت المشادة ومضى كل الى غايته، ولكن نفت التحريات تعرض المطرب لوقائع السرقة بالاكراه والسطو والتعدى التى ذكرها اى ان الامر " تلفيق ورمى بلا " من المطرب تجاه الشابان الذى كشفت تحريات المباحث ان احدهم طالب مصرى يدرس فى احد الجامعات الاسبانية والشاب الاخر طالب بإحدى الجامعات الخاصة ذات المصرفات المرتفعة ووضعهم الاجتماعى يتنافى مع ما تم اتهامهم به لذا قام المستشار هادى عزب رئيس نيابة العجوزة باخلاء سبيل الشابين لكيدية الواقعة واثناء خروجهما من النيابة وجدوا من اوعز اليهما بتقديم بلاغ للنيابة ضد ايهاب توفيق واتهامه بالسب والقذف ومطالبة النيابة باتهامه بازعاج السلطات عبر تقديم بلاغ كاذب للينقلب الموقف رأسا على عقب ويكون المطرب فى الموقف الاضعف ولكن الطالبان فضلا انهاء الامر والتنازل عن حقهما.
الواقعة ربما يراها البعض عادية ولكن نستعرض الاثار التى ترتبت على ما فعله ايهاب توفيق، فبعد نحو عشرة ايام من الواقعة بدأت الصحف الاجنبية وشن الهجوم على مصر بحجة وجود انفلات امنى كبير وان الامور خارج السيطرة لدرجة تعرض مطرب مصرى كبير للسطو والسرقة بالاكراه فى منطقة حيوية بوسط العاصمة وشككت صحف اخرى فى قدرة مصر لاستقبال مزيد من السائحين الفترة القادمة لعدم استقرار الامور حتى الان وكثير من الجدل اثارته تلك الواقعة الملفقة
لم يدرك المطرب الكبير وزنه وثقل الوطن الذى ينتمى اليه فقام بهذا التصرف اللامسئول بالمرة ولم يعى جيدا الظرف المختلف الذى تمر به البلاد والتربص بها داخليا وخارجيا رغم ان نفس المطرب سيتم تكريمه فى منتصف شهر يناير الجارى من منظمة الوحدة العربية الافريقية وذلك بالملتقى الذى تقيم فاعلياته الملتقى لمكافحة الارهاب والدعوة للسلام العالمى.
هنا لا اعرف كيف لم يحسب ايهاب توفيق خطواته بهذا التصرف المشين وكيف لم يفكر فى تكريمه عن مكافحة الارهاب ويمارس هو ارهاب معنوى على شابين لم تتجاوز اعمارهما 21 عاما، هل ايهاب توفيق من عالم اخر ولا يعرف ماذا فعلت الثورة بمصر وابناءها وان زمن التلفيق و" رمى البلا " انتهى بلا رجعة ؟!