الشيخ محمد رفعت.. علامة مسجلة في شهر رمضان

ساعات قليلة ويبدأ شهر رمضان المعظم الذى قال الله تعالى عنها «أياماَ معدودات»، حيث تعود بنا الدقائق الخالدة والطقوس الفريدة التى اعتاد المصريون عليها، مثل سماع «قرآن وأذان المغرب».

الشيخ الراحل «محمد رفعت» يُعد صوته من أبرز تلك الطقوس طوال شهر رمضان، حيث اعتاد المصريون قضاء الدقائق التى تسبق موعد أذان المغرب على صوت القرآن بصوت الشيخ «محمد رفعت» والذى يعتبره أغلبية العالم العربى والإسلامى بـ«العلامة المسجلة» لشهر رمضان.

وفى الحقيقة لا يمكن أن تمر هذه الفترة بدون صوته وإذا تمت إذاعة قرآن المغرب بصوت شيخ آخر يشعر المصريين أن هناك خطأ ما، فاعتادت القنوات المصرية ومحطات الراديو على مدار سنوات طويلة أن تحى طقوس المصريين فى شهر رمضان بكل تفاصيلها.

الشيخ محمد رفعت

قال الأديب محمد السيد المويلحى عن «رفعت»، إنه سيد قراء هذا الزمن، موسيقى بفطرته وطبيعته، إنه يزجى إلى نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا، وهو الصوت الملائكى الملىء بالخشوع الذى يجعل القلوب تتعلق أكثر بالقرآن وآياته، فاهتمامه بمخارج الحروف وإعطاءه كل حرف حقه جعل المعنى الحقيقى يصل إلى صدور الناس وعقولهم وعذوبة صوته ذادت من جذب انتباه المسلمين لقراءته.

«الشيخ محمد رفعت» المعروف بـ«قيثارة السماء»، الذى تتعالى على يديه الآهات عقب الإستماع لقراءته الورعة المُفسّرة، «صوت الأمة» ترصد فى هذا التقرير 15 معلومة عن الرجل الذى لقُب بـ«قيثارة السماء»

1- ولد في حي المغربلين في 9 مايو 1882. 

2- والده محمود بك رفعت، حيث منحه أهل المنطقة التي يعيشون فيها لقب البكوية لأنه كان مأمور قسم  الخليفة.

3- فقد رفعت بصره قبل أن يتم الأعوام الخمس.

4- بدأ رفعت حفظ القرآن الكريم فى الخامسة من عمره.

5- أتم رفعت حفظ القرآن فى السابعة من عمره، بكُتاب مسجد فاضل باشا بحي الجماميز.

6- في العاشرة من عمره أتقن ترتيله وتجويده على القراءات السبعة.

7- في الخامسة عشرة من عمره، وبوفاة الوالد، تم تعيينه قارئًا في المسجد الملاصق للكُتاب الذي تعلّم فيه، وبدأ رزقه من القراءة في إعالة العائلة التي توفي عائلها والمكونة من 8 أفراد.

8- رفض «رفعت» قراءة القرآن في الإذاعات الأهلية قبل أن يتم تأسيس الإذاعة المصرية حتى لا يختلط القرآن بأغاني الخلاعة.

9- في أحد المآتم سمع ولي العهد الأمير محمد علي صوت الشيخ محمد رفعت بالمصادفة، فأمر أن يكون صوته هو الصوت الذي يفتتح الإذاعة المصرية.

10- انقطع «رفعت» عن القراءة فى إذاعة القرآن بسبب أزمة طاحنة بينه وبين طه حسين، نتيجة طلب الأول من لجنة تقويم القراء في الإذاعة التى كان طه حسين ضمن اعضائها زيادة راتبه، فرفض الأخير.

11- تدخل الملك فاروق لإعادته للإذاعة، حيث بدأ يسأل مشايخ القراء عنه، وسبب انقطاعه عن الإذاعة.

12- افتتحت الإذاعة المصرية بآيات من الذكر الحكيم من تلاوته في مايو 1934.

13- كانت هنالك صداقة وعلاقة إجلال تربط موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب برفعت، وتعددت جلسات السمر بينهما، والتي غنى فيها عبدالوهاب لرفعت، وغنى رفعت لعبدالوهاب «أراك عصيّ الدمع شيمتك الصبر»، فيما نصحه رفعت بانتقاء الكلمات، والغناء للشعراء المحترمين.

14-فقد صوته أثناء قراءته لآية من آيات سورة الكهف «واضرب لهما مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين..»، عام 1943، الأمر الذي شخص وقتها بداء الزغطة، وعرف فيما بعد بسرطان الحنجرة، الأمر الذي أدى لإجهاش مستمعيه بالبكاء.

15- توفي عن عُمر يُناهز السبعين عامًا في 9 مايو1950.