الستات الجدعة..«جيهان» تعيش وسط «قنبلة موقوتة» لتربي صغارها (صور)
الأربعاء، 16 مايو 2018 03:00 ص
جيهان إبراهيم 37 عاما من إحدي قري أولاد صقر عانى زوجها من مرض عضال ألزمه الفراش ثم توفي تاركا خلفه بنت وولد وجنين في بطن زوجته في الشهر السادس تعيش في بيت حق إنتفاع تقوم بدفع مبالغ شهرية له.
تقول جيهان :«شاء الله أن يولد طفلي وقد فارق أبوه الحياة الدنيا، في البداية وجدت نفسي تائهه والحمل ثقيل وليس لنا سوي الله فلا أرض ولا ميراث ولكن الستر فقط».
وتابعت:« استجمعت قواي وضممت أولادي إلى حضني وطلبت من الله العون علي تربيتهم،وذات يوم أهدي إلي بعض الجيران أنبوبتين لابيعهم، وجلبت بجانبهم بعض الجاز والبنزين لكي أبيعهم و أصبحت أعيش وسط« قنبلة موقوتة» في البيت ولكن لا حيلة لي فأولادي مازالوا صغارا أكبرهم في السابعة من عمرها وأصغرهم مازال رضيعا في الشهر الخامس».
وأردفت:«كان من الصعب الخروج للعمل طوال اليوم وتركهم وحدهم، فوجدت في بيع الجاز حلا وسطا، ولكن سرعان ما وجدت نفسي وقد ضاق بي الحال ولم تعد الجنيهات تكفي للعيش وأبسط متطلبات الحياة ،فخرجت للعمل فترة الصباح في الحقول للعمل باليومية، وكنت آخذ معي طفلاي ذات السبع سنوات والخمس سنوات وأترك الرضيع عند جارتي التي رحبت بوجود طفلي معها».
ثم ضمت الأم رضيعها وانزوي الطفلان اﻵخران يخبئان رأسيهما في حضنها، وهي تبتسم وتربت علي كتف كلا منهما وكأن الصغار يأوون إلي حصن حصين يمنعهم من ملاحقة عيون الغرباء.
واستطردت الأم قائلة أخشي علي أولادي من العيش وسط القنبلة الموقوته منذ 8 شهور،أخاف أن يشعل أحدهم عود ثقاب وهو يلعب غير عابئ بالمصير الذي ينتظرنا، وبالرغم من حرصي علي إبعاد أعواد الثقاب، ولكن الخوف يتملكني دوما، ولكن قسوة العيش تدفعني إلي قبول ذلك العمل.
وتابعت أريد سقف لمنزلي يمنع عني تسلل حشرات الليل والنهار من الثعابين والعقارب التي تخترق المشمع المتهالك لأجدها تحت فرش البيت أحيانا وبين الأواني.
أما عادل حجازي فيقول:«أعمل ضمن فريق لمساعدة الحالات الإنسانية لا نبغي من وراء ذلك إلا وجه الله ومساعدة المحتاجين في إستخلاص أوراق المعاش ،وتوصيل أهل الخير إلي حيث مكان الحالات دون وساطة ، ولكن استوقفتني حالة جيهان كثيرا فهي امرأة قوية تتحدث بعزة نفس وثقة بالرغم من قسوة الظروف المحيطة بها وكان مطلبها يتلخص في سقف يحميها وصغارها تقلبات الجو».
وتابع حجازي:« السيدة جيهان هي نموذج رائع للستات الجدعة ومثل هذا النموذج لا يوجد إلا في مصر».