فضل يوم الجمعة في رمضان.. تعرف عليه

السبت، 12 مايو 2018 07:00 م
فضل يوم الجمعة في رمضان.. تعرف عليه
الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول دين جامعة الأزهر
زينب وهبه

يوم الجمعة خير الأيام، لأنه فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة، وللصلاة في هذا اليوم فضل عظيم، فما بالكم بها في شهر رمضان، لقول جابر رضي الله عنه، « فضل الجمعة في رمضان كفضل رمضان على الشهور»، وهو ما أكده الأستاذ الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، والذي قال « إن الله رب العالمين فَضَّل بعض خلقه على بعض، وفضل بعض الأيام والأزمنة على بعض، وله في أيام دهره نفحات، ومن بين الأزمنة المفضلة والأيام المفضلة عند الله يوم الجمعة»، مشيرا إلى أنه قد ثبت في أحاديث كثيرة، منها مارواه الأئمة مثل البخاري ومسلم وغيرهما، مارواه الأئمة عن أبي هريرة رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال : فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله عز وجل شيئاً إلا أعطاه إياه».

وتابع قائلا: يوم الجمعة كما ثبت في الأثر، أنه خص الله به أهل الجنة في الجنة، فإنهم كما روى الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، «ينظرون إلى ربهم في كل جمعة على كثيب من كافور لا يُرى طرفاه» وهذا يعني أنه بعيداً جداً، بحيث أن النظر القوي لا يستطيع أن يصل إلى منتهاه.

واستكمل، أن فيه نهر جارٍ حافتاه المسك عليه جوارٍ يقرأن القرآن بأحسن أصواتٍ سمعها الأولون والآخرون، فإذا انصرفوا إلى منازلهم أخذ كل رجل بيد ما شاء منهن ثم يمرون على قناطر من لؤلؤ إلى منازلهم، فلولا أن الله يهديهم إلى منازلهم ما اهتدوا إليها، ويعني هذا أنهم سيضلوا الطريق لما يُحبِس الله لهم في كل جمعة.

وتابع: ثبت في الحديث الذي أخرجه البَيّهقِي في شعب الإيمان عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن الله عز وجل يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها»، موضحا أن ذلك يعني أن كل يوم من الأيام التي تمر بنا، ربنا حيبعثه يوم القيامة على هيئته، وكذلك يعني كان يوم بارد أو مظلم أو حار أو مضيء وهكذا، ويبعث الجمعة زهراء منيرة وهذا من فضل يوم الجمعة، أهلها (أهل الجمعة)، يحفون بها كالعروس تهدي إلى كريمها تضيء لهم يمشون في ضوئها ألوانهم كالثلج بياضاً، وريحهم يسطع كالمسك يخوضون في جبال الكافورينظر إليهم الثقلان (الإنس والجن)، مايطرقون تعجباً يعني من شدة بهائهم وجمالهم الثقلان، وهم ينظرون إليهم متعجبين لا يُطَأطِئون رؤسهم، يدخلون الجنة (أهل الجمعة) لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون (أهل الآذان يرفعوا الآذان في الصلوات والمحتسبون أي لا يأخذوا أجر على آذانهم).

وتابع العواري، قائلاً، كما جاء في فضلها حديث جابر بن عبد الله وحديث ابن جابر أخرجه ابن ماجة في سننه قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ياأيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تُشغَلوا  وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية تُرزقوا وتُنصروا وتُؤجروا واعلموا أن الله قد فرض عليكم الجمعة في مقامي هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها في حياتي أو بعد مماتي وله إمام عادل أو جائر(حاكم عادل أو حاكم ظالم) يعني أن هذا الذي يترك الجمعة بعد النبي طالما له إمام سواء هذا الإمام يحكم بالعدل أو لا يحكم بالعدل هو له إمام ( ولي أمر) وله إمام عادل أو جائر، استخفافاً بها(أي تركها هذا الشخص استخفافا بها( أي بفرضيتها) أو جحودا لها ( أي ينكرها) فلا جمع الله شمله ولا بارك الله في أمره، ألا ولا صلاة له،ألا ولا زكاة له، ألا ولا حج له (وهذا يدل على قمة في التحذير) ألا ولا صوم له ولا بر له حتى يتوب، فمن تاب تاب الله عليه».

وأكد، أن بهذه الأحاديث التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في فضل الجمعة وبيان منزلتها عند الله، يتبين لنا أنها إذا وقعت الجمعة في شهر رمضان، وهو من الأزمنة التي اختصها الله تبارك وتعالى، بمزيد فضل، فإن هذا الفضل لشهر الصيام يكون فضلاً على فضلٍ ومنزلة بعد منزلة، ليوم جمعة انتظمته أيام هذا الشهر، ومن هنا يأتي قول النبي صلى الله عليه وسلم في فضل رمضان (من صلى فيه فريضة كان كمن صلى 70 فريضة فيما سواه، ويأتي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (عمرة في رمضان تعدل حجة معي)، أي من أدى عمرة في شهر رمضان كتب الله له أجر من أدى حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وتابع عميد كلية أصول الدين، قائلا: كل من أراد أن يسابق في الخيرات ويسارع فيها، فليعلم أن مزيد الأجر وعظيم الثواب يضاعف في شهر رمضان على الصلاة والصدقات والعمرة وأداء الجمعة، والقيام بأعمال البر من صلة الرحم والإحسان إلى الجاروتطهير اللسان من الغيبة والنميمة، والبعد عن فُحش القول وطهارة اليد من الكسب الحرام أو الغش أو الرشوة أوالإختلاس، موضحا أن الصوم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم جُنَّة أي وقاية، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يصخب ولا يفسق ولا يفحش وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذ ي نفسي بيده( الرسول يُقسِم)لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك فهنيئاً للصائمين الذين يؤدون صوم رمضان صوماً حقيقياً ويحافظون على الصلوات في أوقاتها ويجعلون لأنفسهم ورداً من الذكر وتلاوة القرآن ويبتعدون عن مجالس اللهو والعبث والمجون ولا يضيعون وقتاً من أوقاتهم إلا في طاعة ربهم.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق