«قاطني الكمبوندات أشتروا التروماي».. كيف تدفع الملايين للحصول على العشوائية؟
السبت، 12 مايو 2018 04:00 صهبة جعفر
«أحنا اشترينا التروماي.. وأضحك علينا».. هذا لسان حال قاطني الكمبوندات في مصر بعد أن دفعوا الملايين مقابل توفير الحماية والأمان والامتيازات الخاصة والبعد عن قلق المدينة وعشوائيتها ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف اشتروا الوهم بعد أن اصابت العشوائية اغلبها ، ليصبح الهدوء نقمة والفضاء كارثة ترتكب فيها الجرائم دون أن يشعر أحد وكان أخر هذه الجرائم ما شهدته مدينة الرحاب من قتل خمسة أفراد دون أن يشعر بهم أحد سواء كانت الجريمة بفعل فاعل أو انتحار فهناك طلقات خرجت ولم يسمعها أحد من الجيران ولم تكن تلك الجريمة هي الأولي فقد سبقتها العديد من الجرائم نستعرضها من خلال هذا التقرير
جريمة الرحاب فجرت قضية غياب الأمن
منذ اللحظات الأولي بعد إعلان نبأ وقوع جريمة داخل المدينة ووالعثور عليهم في حالة تعفن وتزاحمت التساؤلات عن دور الأمن في المدينة ليثور قاطني المدينة الهادئة ضد حالة التسيب المتفشي داخل المدينة بسبب فتح البوابات علي مصراعيها أمام الزوار سواء للمولات التجارية أو المستأجرين أو غيرها من الأسباب ونشر صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت أسم أخبار سكان مدينة الرحاب لتمتلي بالكثير من رودود الأفعال علي واقعة عائلة الرحاب وتتهم الأمن بالتخاذل.
وذكر أحد أعضاء الصفحة أنه تعرض لسرقة سيارة أثناء تركها أمام أحد المولات بالمدينة لشراء بعض الاحتياجات وبعد عودته وجد كسر زجاج السيارة وسرقة شنطته وتحتوي علي أوراق خاصة بعمله منتقدا دفع85 مليون جنيه للصيانة
قتل صاحب شركة استشارات هندسية
في 25 يناير 2017 شهد أهالي منتجع ايفر جرين، بدائرة قسم شرطة ثالث 6 اكتوبر، جريمة قتل بشعة حيث قام مجهولان، بتقييد أحمد وحيد علي 73 سنة، صاحب شركة الخان للإستشارات الهندسية، وكتم أنفاسه، حتي لفظ أنفاسه الأخيرة، وذلك بعد استغاثة زوجته به، عند قيام المجهولان بكتم انفاسها لسرقتهما، ثم قاما بسرقة الفيلا التي يقطن بها وفرا هاربين، وبعدها تم القبض عليهما ليعترفا بارتكابهما الواقعة.
وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة 3 عاملين من أفراد أمن المنتجع، هاجموا الضحية وقيدوه بالحبال ووضع على فمه شريط لاصق، وسددوا له عدة طعنات في جسده أمام زوجته حتى فارق الحياة، واستولوا على مبلغ مالي وكمية من المشغولات الذهبية.
مقتل نيفين لطفي مديرة بنك أبوظبي الإسلامي
وفي 27 نوفمبر 2016 بداخل كمبوند "سيتى فيو"، والذي يقطنه عدد من نجوم الفن والإعلام والشخصيات العامة، حيث استيقظ الأهالي بالكمبوند على جريمة قتل بشعة راحت ضحيتها نيفين لطفي مدير بنك أبوظبي الإسلامي، فهذة الجريمة يمثلها فنانين تلك المكان بأعملهم الفنية فقط، إلا أنها دلفت إلى داخل الحي الراقي، وكانت الفيلا الخاصة المجني عليها تحمل رقم 203 ومكونة من طابقين وملحق بها حديقة مساحتها حوالي 1000 متر، وكانت تقيم بالطابق العلوي داخل جناح منفصل مكون من غرفة نوم كبيرة ملحق بها دورة مياه خاصة، وغرفتي ملابس، لتلقي مصرعها داخل تلك الجناح.
ويكتشف الجريمة، زوج شقيقتها "محسن.م.م" 65 سنة، لواء قوات مسلحة بالمعاش" هو الذى اكتشف مقتل المجني عليها، بصعوده إلى الجناح الخاص بها، ويكتشف حينها مقتلها.
تمكنت قوات الأمن من حل اللغز، بالقبض على المتهم، الذى تبين أنه كان يعمل فرد أمن سابق بالكمبوند الذى شهد الواقعة إلى أن تم فصله لسوء سلوك، و توجه المتهم إلى الطريق الصحراوى قاصداً الكمبوند، حيث فيلا نيفين لطفى، تسلق السور وعبر بسهولة إلى الداخل، ثم توجه إلى الفيلا من الخلف وكسر نافذة المطبخ، وتسلق إلى الداخل، واستل سكيناً وظل يجول بها فى المكان باحثاً عن شىء يسرقه.
صعد "كريم" بخطوات مرتجفة وعين مترقبة إلى الطابق الثانى حيث غرفة المجنى عليها، اقتحمها بهدوء وأخذ يبحث بين ثناياها عن أموال، هنا استيقظت المجنى عليها، وكادت أن تصرخ فهجم عليها وسدد لها عدة طعنات نافذة أسقطتها أرضا، فسرق جهازين "آى باد"، ومبلغا ماليا ومفتاح سيارتها المرسيدس وفر هاربا.
لم يكن افتقاد الأمن وحده هو أزمة قاطني المنتجعات السكنية الراقية بل الاهمال وافتقاد الخدمات أيضا فقد استيقظ سكان الحي الراقي بالتجمع الخامس يجدوا أنفسهم يعوموا علي بركة من مياه الأمطار أغرقت الفيلات والسيارات ومنعت السكان من الخروج من منازلهم بفعل بحيرات المياه التي تراكمت بفعل مياه الأمطار ولسوء التخطيط في المدينة فمواسير الصرف الصحي بجوار مواسير الغاز الأمر الذي كان ينذر بكارثة تبقي ولا تذر بالحي الراقي .