كيف استطاع «داعش» تجنيد نساء المغرب؟ (تقرير)
الخميس، 10 مايو 2018 10:00 محسن الخطيب
على خلفية الدعوات المتكررة التي يوجهها تنظيم «داعش» الإرهابي بشن هجمات متعددة في المغرب ضد أهداف عديدة، متوعدا باستهداف بعثات الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، واستهداف المجمعات السياحية ومقار الأمن والشركات الأجنبية في المغرب، والعمل على توسيع نطاق سيطرة التنظيم بالمغرب، نجح التنظيم بشكل كبير في ضم عدد ضخم من الفتيات المغربيات، والشباب المغربي لصفوفه مؤخرا.
حيث استطاع تنظيم داعش الإرهابي، استقطاب المئات من الشباب المغربي، الذي اعتنق فكر التكفير والقتال، ليغادروا صوب اتجاه معسكرات التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق.
فلطالما كان المغرب العربي ضمن لائحة البلدان المستهدفة من قبل تنظيم داعش الإرهابي، بل لم يكن لداعش فقط أطماع في المغرب، حيث كان أيضاً هدفاً لتنظيم القاعدة، لكن تنظيم داعش تمكن منه، وبسط يده عليه، في أعقاب مبايعة جماعة المرابطون، التي بايعت تنظيم داعش عام 2013، بقيادة أميرها أبي الوليد الصحراوي.
وخلال السنوات الماضية تضاعف عدد الخلايا النائمة والشبكات الإرهابية المرتبطة بـ داعش، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلة المغربية، التي تمكنت من تفكيك بعضها في مختلف مدن المغرب، ومن أجل السيطرة الأمنية على تمدد الإرهاب في المغرب، قامت السلطات بتجريم إلتحاق أي مغربي بتنظيم داعش، أو أي تنظيم متطرف داخل أو خارج المغرب.
ويتواجد مغاربة بكل كبير في صفوف التنظيم، حتى أنهم استطاعوا إطلاق تسمية أنفسهم بـ الداعشيين المغاربة، نظراً لكثرة عددهم ووصل بعضهم حتى أصبح منهم قيادياً يتفاخر بنشر صوره ومقاطع للفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يظهر مرتديا زي داعش ويرفع رايتهم.
ولم يكن الشباب المغربي فقط هو الذي انضم للتنظيم، بل أن هناك أضعاف الشباب، من الفتيات المغاربة اللائي التحقن بالتنظيم، بأعداد يفقن أعداد الشباب، مما جعلها ظاهرة تؤرق المغرب، ولعل السؤال الآن كيف استطاع تنظيم داعش استقطاب الفتيات المغربيات؟.
لقد تعددت أساليب واستراتيجيات داعش في أستقطاب عناصر جديدة لتنظيمهِم الإرهابي، فما بين شبكات تواصل وإصدارات مرئية ومسموعة، وكتب وإغراءات مالية، ولعب على وتر المشاعر، وأساليب التقية، تأرجحت طرق التنظيم، حتى أصبح لها أسلوباً جديداً في كل مرة يريدون ضم شباب جديد إلى صفوفهم.
ونحن اليوم أمام أسلوب جديد يستخدمه أنصار التنظيم في تجنيد المغربيات، منذ فترة، عندما قام عماد جبار من إقناع مئات الأشخاص، معظمهم من النساء للإنضمام إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، ويعد عماد جبار هو أحد مجندي داعش المعروف بأسلوبه المقنع، وهو مغربي الجنسية يبلغ من العمر 26 عاما، اعتقل في 17 أبريل الماضي في تركيا.
وكان قدر قرر جبار أن يذهب إلى تركيا عبر مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء مدعيا أنه ذاهب في جولة سياحية إلى هذا البلد، لكن سرعان ما انكشفت حقيقة رحلته، التي اتخذت من معاقل القتال مقصداً لها، وما لبث أن التحق جبار بصفوف المقاتلين الداعشيين، و تدرج في المناصب العسكرية لتنظيم داعش، ليصبح أحد أكبر مجنديه على الإطلاق، حتى أن وسائل الإعلام أطلقت عليه "الغوي الأعظم" لقدرته الباهرة في تجنيد المغربيات تحديداً، واستطاع تكوين لواء له عرف بالداعشيين المغاربة.
ويقوم جبار بتقديم المشورة لضحاياه من المغاربة، كي يستطيعوا خداع الأجهزة الأمنية، ثم يطلب منهن حجز تذاكر ذهاب وعودة إلى تركيا، طالبا منهم ارتداء الملابس التي تبدينهن وكأنهن نساء غارقن في الثقافة الغربية. كما ينبغي أن تتجنب تلك الفتيات لفت انتباه الأجهزة الأمنية إلى المبالغ المالية التي يحملنها، وفور وصولهن إلى تركيا، يكون في استقبالهن مندوب يصطحبهن نحو الوجهة الجديدة إلى أماكن سيطرة داعش، وتبدء الفتيات رحلة جديدة من الجحيم في أحضان التنظيم.