مديحة يسري.. رحلة الصعود رغم رفض الأسرة

الخميس، 31 ديسمبر 2015 08:57 ص
مديحة يسري.. رحلة الصعود رغم رفض الأسرة


الفنانة مديحة يسري، واسمها الحقيقي "هنومة خليل حبيب" ولدت عام 1921 بالقاهرة ونشأت وسط مجتمع وفي كنف عصر كان ينظر فيه للفن على أنه "سبة"،إلى الحد الذي كانت ترفض فيه شهادة المشخصاتي الذي أطلق عليه فيما بعد اسم "الممثل"، أمام القضاء.
وكان سلاح مديحة في البحث عن ذاتها واستخراج الفنانة من داخلها هما الإصرار وجمالها، كذلك مساندة خالتها التي كانت دائماً ما تشجعها على خوض تجربة التمثيل، حتى شاء حظها أن يراها مصادفة المخرج محمد كريم، فيجذبه جمال عينيها فذكرته بأميرات عصر الفراعنة، فقرر منحها دورا صغيراً في فيلم "ممنوع الحب" لمحمد عبد الوهاب في عام 1940.
وعلى الرغم من أنها لم تظهر فيه سوى لثوان معدودة، إلا أن تلك الثواني كانت كفيلة بتغيير مجرى حياتها، لأنها شعرت أن الفن هو الطريق الوحيد الذي يمكنها السير فيه رغم تأخر أدوار البطولة لمدة عامين كاملين. ففي عام 1942 عرض عليها المخرج كمال سليم دور البطولة في فيلم "أحلام الشباب" مع الفنان فريد الأطرش.
وحتى تلك اللحظة لم يكن والدها يعلم شيئا عن عملها في السينما، فأدوار قصيرة لا تلفت الانظار، لكن دور البطولة في فيلم لفريد الاطرش أمر مختلف، ولعلمها بما يمكن أن تكون عليه ردة فعل والدها، طلبت من شركة "أفلام النيل للإنتاج والتوزيع" أن تضع شرطا جزائيا في العقد الخاص بها يتضمن أن تدفع مديحة أموالا ضخمة في حالة اعتذارها عن العمل.
وعندما علم الأب وطلب منها الغاء تعاقدها طالبته شركة الانتاج بدفع قيمة الشرط الجزائي، فلم يكن أمامه الا الرضوخ لرغبة ابنته.
وجاء موعد اليوم الأول لتصوير الفيلم مع فريد الأطرش الذي رأى فيها ملامح نجمة سينمائية وشجعها كثيرا ووقف الى جانبها، حتى جمعت بينهما صداقة قوية لم يفرقها سوى رحيل الأطرش عن الحياة، لكنها ما زالت تتذكره حتى الان تلك اللحظات، بل أبدت أكثر من مرة رغبتها بالاشتراك في كتابة مسلسل عن حياته.
ويعرض الفيلم وتحصد مديحة يسري إعجاب النقاد والجمهور وتنطلق إلى عالم النجومية، بشكل شجع والدها على مساعدتها في قراءة واختيار ما كان يعرض عليها من سيناريوهات لتختار ما فيه خدمة الإنسانية.
ومن أشهر أفلام الفنانة القديرة "أمير الانتقام"، "لحن الخلود" مع المخرج هنري بركات، و"من أين لك هذا" للمخرج نيازي مصطفى، وفيلمي "مؤامرة" و"أرض الأحلام" للمخرج كمال الشيخ، و"إني راحلة" لعز الدين ذو الفقار، والذي يعد من روائع الافلام الرومانسية في السينما المصرية.
كما قدمت أيضا أدوار بنت البلد والفتاة الشعبية في بعض الأفلام مثل "ابن الحداد", وكذلك فيلم "المصري أفندي"، الذي شاركها بطولته الفنان حسين صدقي وقام بإخراجه أيضاً.
ويبقى أشهر أفلام مديحة يسري "الأفوكاتو مديحة" الذي أكدت فيه على دور المرأة في المجتمع، وأدت دورا شبيهاً لهذا الدور في الحياة العامة، حينما تم اختيارها ضمن المعينين في مجلس الشورى، تقديراً لدورها في الحياة الفنية والتزامها على المستوى الإنساني.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق