دفاعا عن القرآن.. حواديت القتل في كتاب الدم
الأربعاء، 09 مايو 2018 04:00 صكتب - طلال رسلان
- لليهود عيدان مقدسان لا تتم الفرحة فيهما إلا بتناول الفطير الممزوج بدماء البشر
- فى سفر التثنية ملحمة مخيفة حول الضربات التى سوف ينزلها «يهوه» على شعبه إن هو لم يسمع وصاياه
- الشريعة التوراتية نصوص تدعو للقتل الصريح رجما
- استندت قوانين القتل والذبح والإبادة الفردية منها والجماعية إلى قوانين تعد شرطًا من شروط الانتماء اليهودى
مئات وربما آلاف الأمثلة فى التوراة تدعو إلى سفك الدماء بالأمر المباشر من الله، وهذا وفق المزاعم اليهودية.
آيات أمرت بالقتل لمن يخالف الشريعة. الله يقتل شعبه المختار إن خالف فروضه وشعائره، قتل كل الساكنين فى أرض الميعاد ليسلم هذه الأرض لشعبه المختار وكل من اعترض طريق عودتهم إلى هذه الأرض.
يهوه يقتل مئات الألوف من البشر عند دخول شعبه أرض الميعاد. قتل بعضهم بحجارة من السماء. قتل الملوك وأهلك الأموريين الساكنين عبر الأردن والفرزيين والكنعانيين والحيثيين والجرجاشيين واليبوسيين، وشعب يهوه قتل وبحد السيف الشعوب، قتلوا الذكور ونهبوا الممتلكات والنساء وحرقوا المدن وهدموا الأسوار، ما فعلوه كان أفلام رعب حقيقية لا يتحملها الكبار.. وأتباع يهوه مهددون بالقتل منه إن عملوا يوم السبت. من لم يختن يقتل. من يزنِ يقتل. الولد المعاند لوالديه يرجم أمام الشيوخ حتى الموت. أى مدينة تبتعد عن عبادة يهوه تضربها بحد السيف وتحرقها. الرجم بالحجارة حتى الموت لمن يغوى يهوديا ليعبد إلها آخر.
شعب الله بقيادة يشوع بن نون يقتل 12.000 ألف إنسان هم سكان عاى ويحرقون مدنهم وينهبون كل شيء.. كل من سب أباه أو أمه يقتل.. كل من يسب يقتل رجمًا.. كل رجل فيه جان أو تابعة يقتل رجمًا.. من ذبح لغير يهوه يقتل.
شريعة التوراة كتاب مخيف ومرعب. فى الإصحاح الثامن والعشرين من سفر تثنية ملحمة مخيفة لا يتصورها عقل بشر حول الضربات التى سوف ينزلها يهوه على شعبه إن هو لم يسمع وصاياه، لقد تفنن يهوه بطرق تعذيب شعبه وترويعهم وسطر لهم ملحمة مطولة للضربات المؤلمة التى ستحلّ بهم إن حادوا عن عبادته. فهو إله الآلهة ورب الأرباب ورب الجنود المهيب.
يضاف إلى ذلك الفروض الدموية التى فرضها يهوه على شعبه والتى تقضى بذبح الثيران والحيوانات كفارة عن أفعالهم، والتطهر من الآثام والنجاسة، وبلوغ الطهارة عندهم صعب، فطهارة الدم تحتاج أياما وربما أسابيع.. كل خطيئة مهما صغرت تحتاج ذبيحة تقدم للإله وفق شرائع متعبة ومعقدة.
إذن القتل فى اليهودية موجه ضد شعب الله المختار فى الدرجة الأولى وقد طلب منهم قتل الآخرين فى مسيرة عودتهم إلى أرض الميعاد بعد خروجهم من مصر، لكن لا نجد نصوصا فى التوراة تدعو إلى نشر دينهم بقوة السيف، واعتقادى أن انقراض اليهودية تتكفل به نصوصها التشريعية التى كانت وستبقى عبئا ثقيلا على أتباعها.
إله التوراة حاضر وموجود دائما وسيفه مشرّع بوجه شعبه وعند أبسط المخالفات، سيف يهوه هذا لم يرحم البشر لأن آدم أكل تفاحة. ولم يقبل قربان هابيل النباتى.
أربعون يوما صام موسى عن الطعام والشراب حتى أعطاه الله لوحى الوصايا.. وعندما كسر موسى لوحى الوصايا غضب من شعب الله الذى بدأ يعبد العجل الذهبى، احتاج أيضا إلى أربعين يوما أخرى صائما عن الطعام والماء حتى يرضى الله.. علاقة معقدة جدا ومتعبة بين يهوه وشعبه.
هناك قتل فى التوراة وفى الشريعة التوراتية، نصوص تدعو للقتل الصريح رجما، هذا القتل يطال شريحة من المؤمنين بالشريعة ممن يخالفون صريح ما جاء بها ولنستعرض أولا بعضا من هذه النصوص حتى لا نُتهم بالادعاء والتقول على شريعة التوراة التى أمر بها يهوه شعبه. ولنكون منصفين وغير مدعين لنصل إلى حقيقة وجوهر النص التوراتى.
- تثنية 13: 6 «وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرًّا أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِى مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلًا: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا 8فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ 9بَل قَتْلًا تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلًا لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِى جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيرًا. 10تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِى أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ.
- عدد32: 15 - 36 وَلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِى البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلًا يَحْتَطِبُ حَطَبًا فِى يَوْمِ السَّبْتِ. 33فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَبًا إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. 34فَوَضَعُوهُ فِى المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلًا يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.
- تكوين 17: 14 وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِى لاَ يُخْتَنُ فِى لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِى».
- لاويين 20: 27 وَإِذَا كَانَ فِى رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ جَانٌّ أَوْ تَابِعَةٌ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. بِالْحِجَارَةِ يَرْجُمُونَهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ».
- لاويين 20: 9 كُلُّ إِنْسَانٍ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ. قَدْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. دَمُهُ عَلَيْهِ.
- لاويين 24: 23 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الَّذِى سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.
- لاويين 26: 27 - 31 وَإِنْ كُنْتُمْ بِذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِى بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِى بِالْخِلاَفِ 28فَأَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ سَاخِطًا وَأُؤَدِّبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ 29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ. 30وَأُخْرِبُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ وَأَقْطَعُ شَمْسَاتِكُمْ وَأُلْقِى جُثَثَكُمْ عَلَى جُثَثِ أَصْنَامِكُمْ وَتَرْذُلُكُمْ نَفْسِى. 31وَأُصَيِّرُ مُدُنَكُمْ خَرِبَةً وَمَقَادِسَكُمْ مُوحِشَةً وَلاَ أَشْتَمُّ رَائِحَةَ سُرُورِكُمْ.
- عدد 19: 20 – 21 وَأَمَّا الإِنْسَانُ الذِى يَتَنَجَّسُ وَلا يَتَطَهَّرُ فَتُبَادُ تِلكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ الجَمَاعَةِ لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ. مَاءُ النَّجَاسَةِ لمْ يُرَشَّ عَليْهِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. 21فَتَكُونُ لهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً.
- عدد 21: 7 – 17 فَتَجَنَّدُوا عَلى مِدْيَانَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ وَقَتَلُوا كُل ذَكَرٍ. 8وَمُلُوكُ مِدْيَانَ قَتَلُوهُمْ فَوْقَ قَتْلاهُمْ. أَوِيَ وَرَاقِمَ وَصُورَ وَحُورَ وَرَابِعَ. خَمْسَةَ مُلُوكِ مِدْيَانَ. وَبَلعَامَ بْنَ بَعُورَ قَتَلُوهُ بِالسَّيْفِ. 9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ. 11وَأَخَذُوا كُل الغَنِيمَةِ وَكُل النَّهْبِ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ 14فَسَخَطَ مُوسَى وَقَال لهُمْ: «هَل أَبْقَيْتُمْ كُل أُنْثَى حَيَّةً؟ 16إِنَّ هَؤُلاءِ كُنَّ لِبَنِى إِسْرَائِيل حَسَبَ كَلامِ بَلعَامَ سَبَبَ خِيَانَةٍ لِلرَّبِّ فِى أَمْرِ فَغُورَ فَكَانَ الوَبَأُ فِى جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 17فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلًا بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا.
- عدد 35: 19 – 21 وَلِيُّ الدَّمِ يَقْتُلُ القَاتِل. حِينَ يُصَادِفُهُ يَقْتُلُهُ. 20وَإِنْ دَفَعَهُ بِبُغْضَةٍ أَوْ أَلقَى عَليْهِ شَيْئًا بِتَعَمُّدٍ فَمَاتَ 21أَوْ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ بِعَدَاوَةٍ فَمَاتَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الضَّارِبُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ. وَلِيُّ الدَّمِ يَقْتُلُ القَاتِل حِينَ يُصَادِفُهُ.
- تثنية7: 1 – 5 مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِى أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا وَطَرَدَ شُعُوبًا كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الحِثِّيِّينَ وَالجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ وَضَرَبْتَهُمْ فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لا تَقْطَعْ لهُمْ عَهْدًا وَلا تُشْفِقْ عَليْهِمْ 3 وَلا تُصَاهِرْهُمْ. ابْنَتَكَ لا تُعْطِ لاِبْنِهِ وَابْنَتَهُ لا تَأْخُذْ لاِبْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِى فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعًا. 5وَلكِنْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلهُمْ بِالنَّارِ.
إذن لم ترتبط نظرية الإبادة وقتل الأطفال بأى دين أو فكر وضعى أو شريعة كما ارتبطت بالفكر التوراتى المزعوم، ووجدت تطبيقاتها العملية فى الحقب السابقة التى كان فيها لليهود وجود مؤثر وفاعل، وعادت للبروز مع بدايات إنشاء الكيان الصهيونى فى فلسطين، وتستمر حتى اليوم بأشكال متعددة وتحت ذرائع وتبريرات أوهى من خيط العنكبوت.
الشواهد التوراتية على نظرية الإبادة لدى اليهود والتى ترتقى إلى موقع العبادة أكثر من أن يجمعها موضوع واحد، فقد جاء فى سفر العدد «10 31: 9» حرفيًا: «وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم وأخذوا كل الغنيمة، وكل النهب من الناس والبهائم وتم ذلك بعد أن قتلوا كل الرجال والملوك»«1».
أما قتل الأطفال كموضوع محدد فقد جاء ذكره فى التوراة أيضًا فى أكثر من موضع، مرتبطًا بشكل مباشر بنظرية الإبادة، وأن حمل نزعه أكثر إجرامية، فقد جاء فى سفر أشعيا، «18 12: 13»: «واجعل الرجل أعز من الذهب الإبريز، والإنسان أعز من ذهب أوفير، لذلك أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها فى سخط رب الجنود وفى يوم حمو غضبه، ويكونون كظبى طريد وغنم بلا من يجمعها، يلتفت كل واحد إلى شعبه ويهربون كل واحد إلى أرضه، كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم، وتفضح نساؤهم»«2».
وفى السفر التوراتى نفسه «23 14: 21» يأتى ذكر الأطفال «هيئوا لبنيه قتلًا بإثم آبائهم فلا يقوموا ولا يرثوا الأرض ولا يملؤوا وجه العالم مدنًا، فأقوم عليه يقول رب الجنود وأقطع من بابل اسمًا وبقية ونسلًا وذرية يقول الرب، وأجعلها ميراثًا للقنفذ»«3».
أما فى سفر العدد «31: 17» فهناك أمر صريح بصيغة الأمر بقتل الأطفال «فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلًا بمضاجعة ذكر اقتلوها»«4»، وفى سفر صموئيل الأول «4 15: 12» يتكرر الأمر ولكن بشكل أكثر وحشية ودموية «فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ماله ولا تقف عنهم بل اقتل رجلًا وامرأة، طفلًا ورضيعًا وغنمًا وجملًا وحمارًا»«5».
يعتمد اليهود فى جميع مجالات حياتهم على التلمود وأقوال الحاخامات، كميزان للتعامل مع الكون والإنسان والحياة: «التلمود وجد قبل الخليقة ولولاه لزال الكون، ومن يخالف حرفًا منه يمت»«6».
لقد كانت التعاليم التلمودية وأقوال الحاخامات اليهود عبر مئات السنين هى محور سلوك اليهود تجاه غيرهم من شعوب الأرض، وذلك على الأصعدة العقدية
والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن الفكرة المسيطرة على يهود العالم والتى تقول بأنهم شعب اللَّه المختار قد أخذت تحدد علاقاتهم وارتباطاتهم مع الناس فى أى مجتمع كانوا فيه، ولذلك نراهم يعيشون فى أحياء خاصة بهم »الغيتو« منعزلين عن المجتمع الكبير مشكلين مجتمعًا خاصًا بهم.
يقول التلمود بهذا الصدد: «إن اليهود أحب إلى اللَّه من الملائكة فالذى يصفع اليهودى يصفع العناية الإلهية سواء بسواء، وهذا يفسر لنا استحقاق الوثنى، وغير اليهودى، الموت إذا ضرب يهوديًا»«7».
واليهود بتكوينهم النفسى مُسْتَعلون مستكبرون، ويرون أن غيرهم من الشعوب قد خلقوا لخدمتهم، وذلك بسبب توجيهات التلمود المنحرفة.. «خلق اللَّه الناس باستثناء اليهودى من نطفة حصان وخلق اللَّه الأجنبى على هيئة إنسان ليكون لائقًا لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم. إن اليهود يشكلون جزءًا من العزة الإلهية، لذلك تكون الدنيا وما فيها ملكًا لهم، ولهم عليها حق التسلط»«8».
لقد استندت قوانين القتل والذبح والإبادة الفردية منها والجماعية إلى قوانين تعد شرطًا من شروط الانتماء اليهودى، وهى تستند إلى إيديولوجية عنصرية تعتمد على مجموعة من الطقوس، منها ما يستند إلى الشريعة، المزورة طبعًا، ومنها ما اعتمد على السحر والشعوذة، وهم يعترفون بذلك ولكنهم يمارسون الأخيرة أكثر من الأولى وهى التى تدعو إلى المزيد من سفك الدماء، واعترفت التوراة بذلك صراحة حيث جاء فيها: «أما أنتم فتقدموا إلى هنا يا بنى الساحرة نسل أولاد المعصية نسل المتوقدين إلى الأصنام تحت كل شجرة خضراء، القاتلون الأولاد فى الأودية وتحت شوق المعاقل»«9».
كما اعترف المؤرخ اليهودى برنارد لازار فى كتابه «اللاسامية» بأن عادة ذبح الأطفال ترجع إلى استخدام دم الأطفال من السحرة اليهود فى الماضى.
«إن حوادث الدم البشرى مفاهيم انتشرت بين عامة الشعب وهى ليست خرافة، والحقيقة أن جيل الشباب من اليهود يهتم كثيرًا بعلوم السحر والشعوذة، والتلمود يبحث عن السحر والشياطين بغموض كبير، ولهذا فمن الطبيعى أن تستعمل الدماء خلال طقوسهم الدينية، ومن المؤكد أن يكون سحرة اليهود قد ذبحوا أطفالًا من غير اليهود ليستفيدوا من دمائهم، وهكذا فإن تلك الروايات تعتمد على هذا الأساس»«10».
يقول التلمود: «عندنا مناسبتان دمويتان ترضيان إلهنا يهوه إحداهما عيد الفطائر الممزوجة بالدماء البشرية والأخرى مراسيم ختان أطفالنا»«11».
ولليهود عيدان مقدسان لا تتم الفرحة فيهما إلا بتناول الفطير الممزوج بالدماء البشرية، الأول عيد «البوريم»، والثانى عيد «الباسوفير»، الأول فى مارس من كل سنة، والثانى فى شهر أبريل، وذبائح عيد البوريم تُنتقى عادة من الشباب البالغين، حيث يُؤخذ دم الضحية ويُجفف على شكل ذرات تُمزج بعجين الفطائر، ويُحفظ ما يتبقى للعيد المقبل.
أما ذبائح عيد الباسوفير فتكون عادة من الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم كثيرًا على عشر سنوات، ويمزج دم الضحية بعجين الفطير قبل تجفيفه أو بعد تجفيفه، وطريقة استنزاف دم الضحية إما أن تكون بواسطة البرميل الأبرى الذى هو عبارة عن برميل يتسع لجسم الضحية مثبت على جميع جوانبه إبر حادة تغرز فى جسم الضحية عند وضعها بالبرميل لتسيل الدماء ببطء من كل جزء من أجزاء الجسم مقرونة بالعذاب الشديد الذى يعود باللذة على اليهود الذين ينتشون لرؤية الدم ينزف من الضحية ويسيل من أسفل البرميل إلى إناء مُعدٍّ لجمعه، أو بذبح الضحية كما تذبح الشاة، ويُصفى الدم فى وعاء، أو بقطع شرايين الضحية فى مواضع عدة ليتدفق الدم من الجروح، ويجمع فى وعاء ويسلم إلى الحاخام الذى يقوم بإعداد الفطير المقدس ممزوجًا بدم البشر إرضاء لإله اليهود «يهوه» المتعطش لسفك الدماء، ولا تتم أفراح اليهود فى أعيادهم إذا لم يأكلوا الفطير الممزوج بدم غير اليهود«12».