تحذيرات من عودة الجمعية الشرعية للعمل السياسى باستقطاب أنصار الإخوان واستغلال منابرها فى المحافظات
الثلاثاء، 08 مايو 2018 01:00 ص
- الجمعية الشرعية تملك رصيداً كبيراً من الأنصار والمؤيدين بمختلف المحافظات
حذر محمد توفيق رضوان، الباحث فى شئون الإسلام السياسى، من عودة ظهور جماعات الإسلام السياسى، من خلال جمعيات العمل الاجتماعى، وعلى رأسها الجمعية الشرعية التى بدأت خطواتها مؤخرا لمنافسة الدعوة السلفية على إرث جماعة الإخوان الإرهابية، باستقطاب الإسلاميين، خاصة أن أغلب هؤلاء المؤيدين للإخوان أصبحت لديهم قناعة باستحالة عودة الإخوان إلى المشهد المصرى وضرورة البحث عن كيان آخر يمثلهم ويمارسون العمل الدعوى والسياسى من خلاله.
وأكد رضوان فى تصريحات لـ«صوت الأمة» أن الجمعية الشرعية تملك رصيدا كبيرا جدا من الأنصار والمؤيدين من أبناء الشعب المصرى من مختلف طوائفه، خاصة أنها قدمت خلال السنوات الماضية خدمات طبية كبرى مجانية، وكذلك خدمات لدعم الفقراء والمحتاجين، ما أكسبها شعبية هائلة لم تستغلها الجمعية فى أى عمل سياسى، ولا حتى عمل دعوى، فى ظل إعلانها التركيز على العمل الاجتماعى، الأمر الذى سيكسبها ثقلا كبيرا جدا وتأثيرا أكبر حال قررت المشاركة فى العمل السياسى أو الدعوى المصرى.
وطالب الباحث فى شئون الإسلام السياسى الدولة بضرورة حظر نشاط أى جمعية دينية تدخل عالم السياسة، بما فيها الدعوة السلفية، كون مثل تلك الكيانات تستغل الدين ومعه الأعمال الخيرية فى كسب شعبية فى أوساط البسطاء مما يجعل لهم قوة تهدد قوة الدولة، وهو ما قام به الإخوان على مدار 90 عاما، إلى أن جاءت اللحظة المناسبة لهم لينقضوا على حكم مصر، ولولا القدر لاستمر الإخوان و «أخونوا» الدولة كى يبقوا فى الحكم للأبد، كما فعل رجب طيب أردوغان ممثل الإخوان فى تركيا، والذى سيطر على بلاده بالكامل بعد أن قام «بأخوَنتها»
يذكر أن الجمعية الشرعية بدأت فى العودة للظهور فى المشهد السياسى مرة أخرى، بعد جمعيتها العمومية غير العادية التى عقدتها أول أبريل بحضور عدد كبير من قيادات الجمعية، لبحث مستقبلها وتطوير أدائها، ليشمل الظهور بقوة ليس فى الجانب المجتمعى فقط، كما يحدث منذ فترة طويلة من خلال مستشفيات الجمعية وأعمالها الخيرية المختلفة.
كان أبرز الحضور فى هذه الجمعية العمومية الكبيرة كل من عبدالفتاح عيسى البربرى، الرئيس العام للجمعية الشرعية، مصطفى إسماعيل، الأمين العام، وعلى فؤاد مخيمر، رئيس القطاع الطبى، وأعضاء مجلس إدارة الجمعية الشرعية،
كما شهد المؤتمر- الذى لم تعلن الجمعية الشرعية عنه إلا بعد انتهائه بساعات- حضور حشد كبير من علماء ومشرفى ورؤساء أفرع الجمعية، وذلك بمقر الجمعية بشارع عمر المختار بالأميرية بالقاهرة.
لم تعلن الجمعية الشرعية أسباب عقدها الجمعية العمومية كما لم تعلن أى تفاصيل عن ما دار داخل أروقة هذا الاجتماع مكتفية بنشر انعقاد الجمعية العمومية فقط على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».
وبعد المؤتمر بساعات قليلة أعلنت الجمعية تخليها عن بعض موظفيها فى إطار تطوير عملها، وكان على رأسهم أحد مسئوليها الإعلاميين تمهيدا لاختيار فريق إعلامى جديد يواكب المرحلة.
فى هذا الصدد شهدت صفحات ومجموعات سلفية إشارات تحمل وجود رغبة قوية من الجمعية الشرعية فى العودة إلى المشهد الدعوى المصرى من جديد، وبقوة، لمنافسة الدعوة السلفية التى تعد الكيان السلفى الوحيد الموجود فى المشهد المصرى، وما يجعل الجمعية الشرعية قادرة على الظهور والمنافسة هو امتلاكها مجموعة من المساجد الكبرى تحت إشرافها فى جميع محافظات الجمهورية.