الآثار تبدأ التوثيق الأثري لمجمع تكية وقبة إبراهيم الكَلشني بمنحة من صندوق السفراء الأمريكي

الخميس، 03 مايو 2018 02:44 م
الآثار تبدأ التوثيق الأثري لمجمع تكية وقبة إبراهيم الكَلشني بمنحة من صندوق السفراء الأمريكي
الصندوق الدولي
وكالات

بدأ الصندوق الدولي للآثار في تنفيذ برنامج التوثيق الأثري لمجمع تكية وقبة إبراهيم الكَلشني ، وفقاً للمعايير الدولية العالية، وإعداده كنموذج يحتذي به في مشاريع أخري في مصر ، و ذلك بمنحة من صندوق السفراء الأمريكي للحفاظ على التراث الثقافي بالتعاون مع وزارة الآثار .

وأوضح محمد عبد العزيز المشرف العام على مشروع تطوير القاهرة التاريخية - في تصريح اليوم الخميس، أن المشروع يتضمن دراسات علمية للمكان وإعداد مقايسات لأعمال ترميم التكية والقبة ، ودرء الخطورة لبعض الأماكن الموجودة بداخلها ، مشيرا الى أن الهدف المباشر من ھذا المشروع ھو استكمال الوثائق الأساسية اللازمة للحفاظ عليه ، وفتح حوار حول الاستخدام المستقبلي للموقع وإمكانية الوصول إليه ، بالإضافة إلي تزويد وزارة الآثار بالأدوات اللازمة لتطوير عملية التوثيق والترميم، وبناء قدرات العاملين بها.

وقال عبد العزيز إن الأهمية الحقيقية للمشروع المقترح تتمثل في فرصة وضع الموقع كدراسة حالة تساهم في تعزيز قدرات المھنيين المحلين المتخصصين في التراث لرعاية التراث الغني للقاهرة التاريخية .. موضحا أن تنفيذ مشروع تكية الگلشني يھدف في صميمه إلى الحفاظ على المواقع التاريخية والتخطيط لاستخدامها ومتابعتها وصيانتها.

وأضاف أن فريق العمل سيقوم بإجراء مسح شامل للموقع بالصور الفوتوغرافية ووضعه في قاعدة بيانات رقمية، واستكمال الرسومات الهندسية وتوثيقها بواسطة برنامج الأوتوكاد؛ على أن يستمر الجدول الزمني لهذا المشروع حتى سبتمبر القادم .

وتابع أنه سيتم تقييم الحالة الإنشائية لبقايا التكية القائمة وتقرير حالة الحفاظ التراثي، والتي من خلاله تحدد وزارة الآثار التدخلات الفيزيقية اللازمة؛ نظراً لأن كثيراً من البقايا الموجودة في حالة غير مستقرة، ولا سيما التخوف المتعلق بالمياه الجوفية الموجودة بالقاهرة التاريخية، حيث قد تمت سابقاً أعمال تخفيض منسوب المياه الجوفية وتطوير البنية التحتية في المنطقة المجاورة؛ لذا سيضم المشروع دراسة شاملة للمشاكل المتعلقة بالمياه الجوفية في الموقع الأثري، والأخذ في الاعتبار لوجود فراغات المقبرة تحت الأرض وما حولها وجميعها تحتاج إلى الحفاظ والحماية في ظل وجود أي مقترح للتدخل. وبناءً على التقييم الإنشائي سيقوم الصندوق العالمي للآثار بإشراك المهندسين المعماريين والإنشائيين في عمليات تثبيت الهيكل الإنشائي لمواجهة التدهور المادي المستمر، وذلك من خلال سند وتأمين محيط المنشآت التراثية بالتكية.

وأشار عبدالعزيز إلى أن الصندوق العالمي للآثار له خبرته الواسعة في العمل مع الجھات الحكومية المختصة بالتراث في جميع أنحاء العالم، وعلى علم بالتحديات التي تواجھھا ھذه المشاريع، فقد أنجز أكثر من 600 مشروع في أكثر من 100 بلد، ومنذ نشأته في عام 1965 استثمر أكثر من 250 مليون دولار في التوثيق والحفاظ والتخطيط في أكثر من 50 عاماً من العمل.

وأوضح أن الفترة منذ عام 2011 شهدت انخفاضاً واضحاً في أنشطة الحفاظ وأعمال الترميم في القاهرة التاريخية بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية ، ويجري العمل حاليا من قِبَل متخصصين حفاظ وأثريين مستقلين في القاهرة يعملون تحت إشراف وزارة الآثار.

يذكر أن مجمع تكية وقبة إبراهيم الگلشني (1519-1524) يُعد أول مؤسسة دينية تأسست في القاهرة بعد الفتح العثماني في 1517، وأول ما أطلق عليه اسم التكية، فھو مجمع ديني سكني، في سند تأسيسه ، وقد بناه إبراهيم الگلشني، وهو شيخ صوفي ذو مكانة رفيعة، ولد في أذربيجان، وعاش في القاهرة وعاصر الفترة بين الحكم المملوكي والعثماني ، وتوفي الگلشني إثر إصابته بمرض الطاعون عام 1534 بعد أن وصل عمره إلى أكثر من مائة عام ، ويتكون المجمع من ضريح قائم بذاته على الطراز المملوكي ويقع على منصة مرتفعة وسط الفناء مما يعد سمة مميزة تختلف عن تخطيطات ھذه الفترة ، كما أنه محاط بكل من الخلايا الصوفية والمسجد والمطبخ والمحلات التجارية والشقق المخصصة لأتباعه وأفراد أسرته، ويقال أن قبور اتباعه من المتصوفين توجد في الأسفل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق