لعنة "الشعراوي" تطارد جامعة دمنهور تحت قبة البرلمان
الخميس، 03 مايو 2018 12:00 م
"حرب هوية" وهو التوصيف الذى أكده بعض الخبراء خاصة بعد موجة الهجوم الأخيرة على بعض الشخصيات الرموز التاريخية التى شكلت جزء كبير من تاريخ الوطن، مطالبين بأن يكون الاختلاف والنقد على أسس منهجية بعيدا عن التطاول، فبدأ من الهجوم على صلاح الدين اليوبى مرورا بالزعيم أحمد عرابى، وصولا للشيخ الشعراوي الذي شكل جزء من وجدان وذاكرة تلك الأمة فى القرن الماضى، والذى جاء من خلال توصيف الدكتور أحمد رشوان للشيخ الشعراوى بالدجال.
ومن جانبه قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، إن موجة نقد الشخصيات التاريخية والرموز الدينية، والتى كان أخرها وصف الشيخ الشعراوى بالدجال من قبل أحد الاساتذة بكلية التربية جامعة دمنهور حملة ممنهجة تهدف لتدمير هوية الشعب المصرى، موضحا أن الدولة تشارك في هذا التدمير عن غير قصد.
جمال فرويز
وأضاف فرويز فى تصريحات خاصة لــ «صوت الأمة»، أن الدولة المصرية تتعرض لأكبر حملة ممنهجة لهدم هويتها، خاصة مع فشل كل الأساليب التى تم من خلالها هدم كثير من الدول العربية، سواء بالحرب أو بزرع الفتن الطائفية وإثارة النعرات القبلية، وهو ما استعصى على الشعب المصرى.
وأكد فرويز، أننا نتعرض لحرب أخطر، يتم فيها التدمير ذاتيا، تتمثل فى الغزو الثقافى والذى يلعب فيه البعض عن جهل، دور أساسى، من خلال الهجوم على الرموز الدينية والشخصيات التاريخية، لتخرج إلينا أجيال بلا هوية، تتمرد على الموروثات وترفض العادات والتقاليد المصرية والعربية، فتصبح قابلة لاستقبال ثقافات أخرى، وهو ما يتبعه مع الوقت تطمس الهوية المصرية والعربية.
بينما جاء رد الدكتور أحمد رشوان الذى أثار الجدل بعد أضافة فصل فى كتابه المقر ردراسته على طلاب الفرقة التاللتة بكلية التربية قسم تاريخ بجامعة دمنهورأكثر جدلا، والذى أكد أنه استند فى تلك الرؤية للكاتبالانجليزى "بيتر مانسفيلد" في كتابه عن العنف في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الكاتب يوسف زيدان هاجم كل الرموز وأكد أن ثورة عرابي لم تحدث.
فيما استنكرالنائب شكرى الجندى وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، إساءة أحد اعضاء هيئة التدريس بجامعة دمنهور للشيخ الشعراوى، ووصفه بالدجال، مشيرا إلى أن الشعراوى علامة زمانه، ولن ينال منه أحد، ومكانته فى قلوب المصريين.
شكرى الجندى
وأكد الجندى فى تصريحات خاصة لــ" صوت الأمة" أن الدكتور أحمد رشوان مأجور أو موتور عقليا، مؤكدا أنه سيتقدم بطلب احاطة لوزير التعليم العالى الدكتور خالد عبد الغفار، عن تلك الواقعة.
وأشار الجندى إلى أن قانون تجريم اهانة الرموز الدينية، والذى تقدم به النائب عمرحمروش، لم يتم تناوله إلى الأن، مشددا على أننا اصبحنا فى حاجة ملحة له لموجهة هذا الشطط.
بينما قال النائب عمرو حمروش وكيل اللجنة الدينية أن سيتقدم بطلب للدكتور على عبد العال الأسبوع القادم لسرعة مناقشة قانون تجريم الإساءة للرموز التاريخية، فى اللجان المختصة، مؤكدا على أن المشروع سيضع حد لمثل تلك التصريحات والتجاوزات التى يتم فيها التهكم على الشخصيات التاريخية والرموز الدينية.
عمرو حمروش
وأضاف حمروش فى تصريحات خاصة لــ"صوت الأمة" أن جميع الشخصيات العامة قد تكون معرضة للنقد، ولكن وصف الشيخ الشعراوى بالدجال تجاوز حدود النقد، ولا يجب التطاول عليه أو اهانته، مشيرا إلى أن الشعراوى عالم جليل، حمل منهج الإسلام الوسطى الذى التف الجميع حوله لعلمهم قيمة ذلك العالم.
وطالب الجهات العلمية فى الجامعات بضرورة مراجعة تلك المناهج، التى يتم تدريسها للطالب ، خشية أن يتسرب، لأبناء بعض الأفكار المتطرفة التى تؤثر عليهم بشكل سلبى.
بينما أكد الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن حق النقد مباح، وليس هناك أحد محصن من النقد، مهما كان علمه ومكانته، لكن كيفية النقد والإختلاف هى الفيصل.
الشحات الجندى
وأضاف الجندى في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن الاختلاف سنة الله فى خلقه، وفقا للنص القرآني: «ولو شَاءَ رَبكَ لَجَعَل الناسَ أُمةً وَاحِدَة ولا يَزَالُونَ مُختلِفِينَ»، مؤكدًا أن النقد له أسس علمية منضبطة، أولها التخصص، فلا يجوز أن ينتقد أستاذ تاريخ مسألة فقهية، ويجادل عالم دين، إضافة إلى عدم التشكيك والتجاوز من حالة النقد المنهجى للإساءة، فيتحول الاختلاف إلى حالة خلاف.