حرب إلكترونية روسية أمريكية على الأراضي السورية.. وترامب يعترف بالفشل

حرب من نوع جديد بدأت تشهدها الأراضي السورية خلال الأسابيع الماضية، نشبت بين أمريكا وروسيا، وهو ما ظهر خلال اعتراف واشنطن، الصريح، بأنها فشلت في حربها الالكترونية داخل سوريا، وهو ما ذكره رئيس قيادة العمليات الخاصة للقوات المسلحة الأمريكية توني توماس، خلال مؤتمر حول الاستخبارات في تامبا، قائلا «إن العدو يشوش أنظمة الطائرات الأمريكية في سوريا، ويختبرنا كل يوم ويقمع اتصالاتنا ويعطل طائراتنا آ إس-130».

وأشار إلى أن طائرات EC-130 التي تحدث عنها، تعد واحدة من أكثر أسلحة الحرب الإلكترونية تطورا في الولايات المتحدة، وتعمل على أساس طائرة الشحن سي – 130 هرقل، وقد طورت لاستخدامها في تعطيل اتصالات ورادارات العدو، ولعمليات القيادة، لافتا إلى تحليق طائرات EC-130  في الأجواء السورية، منح روسيا فرصة لاختبار أسلحتها ضد أفضل ما أنتجته الولايات المتحدة بشكل مباشر أو من خلال حلفائها السوريين.

الاعتراف الأمريكي الأخير بالفشل الذريع، يتزامن مع ما أعلنته موسكو من أن وزارة الدفاع الروسية نقلت إلى سوريا مروحيات مي-8 المزودة بوسائل الحرب الإلكترونية، وفي اليوم التالي، بدأت الطائرات الأمريكية تفقد إشارة الـ GPS عند اقترابها من سوريا، حيث أشارت هيئة الأركان العامة الروسية، أن أنظمة الحرب الإلكترونية تقوم بتشويش إشارة الـ GPS عند اكتشاف الخطر على مسافة نحو 10 كم، وهو ما مكن هذه الأنظمة من اعتراض الطائرات المسيرة بالقرب من قاعدة حميميم.

المثير في الأمر، أن تقريرا صدر عن المركز الدولي للدفاع والأمن في إستونيا، أشار إلى أن موسكو توسعت في الاستثمار بالحرب الإلكترونية ردا على هيمنة حلف شمال الأطلسي على الأسلحة التقليدية، وأن العمليات في سوريا و أوكرانيا سمحت للجيش الروسي باستخدام الأسلحة الإلكترونية في ظروف الحرب الفعلية، وتم إدخال وحدات الحرب الإلكترونية إلى جميع مستويات الجيش الروسي.

كما كشف التطور الروسي، تعاونها مع قوى أخرى تقاتل في سوريا بتوسيع بصمتها الإلكترونية، وجمع المعلومات عن قدراتها الخاصة وردود خصومها، وذلك لأن ساحات القتال في سوريا، توفر أرضية قيمة لاختبار أسلحة المستقبل.