بالأسماء.. أشهر ضحايا حرية الفكر في مصر

الأربعاء، 30 ديسمبر 2015 08:43 ص
بالأسماء.. أشهر ضحايا حرية الفكر في مصر

قضية شائكة منذ فجر التاريخ ، وحتى اليوم، فبعد ان أًعدم سقراط، وٌقتل أرسطو، واتهم جاليليو بالزندقة، وابن تيمية بالكفر، تظل أزمة الفكر عالقة، دون رؤية أو ثقة فما بين هذا وذاك تظل أزمة المجتمعات مع المفكرين عالقة، دون ان يرسى شراعها إلى وجهة ما.

وبدورها تعاني مصر من نفس الأزمة، وطالما دفع مفكريها فاتورة الإهمال والتهميش، فمن الدكتور فرج فودة وصولًا للبحيري شهدت مصر أعوامًا من «محاكمات الفكر» في ظل تواصل محاكمات في اتهامات تحت مسمى «ازدراء الأديان».. وبعدما كانت تلاحق المبدعين من الشعراء والأدباء والصحفيين طالت أيضًا دعاة تجديد الخطاب الديني، مثل البحيري.


«أنا بشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي وبشكر ثورته الدينية وبشكر كل القائمين على الدولة، وبشكر حرية التعبير في الدولة وبشكر اللي بينفذوا القانون والدستور على اللي بيجري لحد زيي قدم للإنسانية وللإسلام ولمصر أكتر حاجة الناس اجتمعت على إنها خير، ودا جزائي في بلدي إن القانون يخالف بالطريقة دي، وأخد براءة وإدانة في نفس الاتهام بعد ما خدت البراءة.. وشيء مضحك جدا إن دا بيحصل، كل حاجة أهدرت النهاردة، وبشكر حرية الإعلام وعدم حبس الإعلاميين».

هكذا علق الباحث إسلام البحيري، في مداخلة تليفونية مع عمرو أديب، بعد قبول محكمة جنح مستأنف مصر القديمة بجنوب القاهرة الاستئناف المقدم منه على حبسه 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، وقررت تخفيف الحكم لعام واحد.

وطالبت منظمات حقوقية، بينها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، بوقف تنفيذ حكم حبس إسلام البحيري، لحين الفصل في الطعن بالنقض. وقال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة، إن الأحكام الصادرة تهدد حرية الرأي والتعبير، مشددا على أهمية إجراء مراجعة شاملة لـ«ترسانة» القوانين المقيدة للحريات الإعلامية والمواد التي تعاقب على التفكير الحر، التي استخدمت ضد مفكرين.

فرج فودة اغتيل بعد هجوم شرس من علماء الأزهر.. وحامد أبو زيد ترك مصر بعد حكم التفريق بينه وزوجته

فرج فودة
لم يتهم الدكتور فرج فودة أو ترفع ضده قضايا، لكنه كُفر من قبل مشايخ الأزهر. فودة الذي ظل ينادي طوال حياته بالدولة المدنية وإبعاد السياسة عن الدين حتى شنت أكثر الجماعات الدينية رسمية ، وهى جبهة علماء الأزهر هجومًا شرسًا وصل إلى إهدار دمه، واغتيل في نهاية الأمر بسبب قناعاته، في 8 يونيو 1992.

وكانت المفاجأة عند سؤال المحكمة للمتهم بقتله عن سبب ارتكابه للجريمة، أجاب أنه لم يقرأ لفرج فودة مطلقًا ولن يقرأ له لأنه لا يجيد القراءة والكتابة، لكنه سمع من شيخه أن فرج فودة كافر ومُهدر دمه.

وتبين بعد ذلك أن الجريمة جاءت بفتوى من شيوخ جماعة الجهاد، على رأسهم الشيخ عمر عبدالرحمن، وتطوع الشيخ محمد الغزالي في أثناء محاكمة القاتل بالشهادة، ووصف فودة بـ«المرتد» وأفتى بوجوب قتله مع عدم جواز قتل من قتل فرج فودة أو محاكمته.

علاء حامد سُجن 8 سنوات بعد «مسافة في عقل رجل.. محاكمة الإله».. وحلمي سالم اتهم بالإلحاد والزندقة

علاء حامد
بسبب الفصل الرابع من رواية «مسافة في عقل رجل.. محاكمة الإله»، خضع الروائي علاء حامد للمحاكمة في 1990، بتهمة ازدراء الأديان، وحكم عليه بالسجن 8 سنوات، بسبب روايته، وتم فصله من عمله، باعتبار الرواية دعوة صريحة للإلحاد والتطاول على الذات الإلهية والسخرية من الأنبياء والرسل، والاستهزاء بالجنة والنار، في واحدة من محاكمات الخيال وخلط بين العمل الادبي وفكر صاحبه الأمر الذي أثار جدلُا كبيرًا في المجتمع المصري، وقت القضية ، خاصة بعد محاولة حامد الانتحار في المحكمة.

كما تعرض لهجوم من الكاتب أحمد بهجت في ركنه «صندوق الدنيا» بجريدة الأهرام في مقال بعنوان «سلمان رشدى آخر» قال خلاله: «وها هو سلمان رشدى آخر يظهر فى مصر، مؤلف روائى يزعم أن ما كتبه قصة امتزج فيها فيض الخيال بنبض الفكر».


نصر أبو زيد
في منتصف التسعينات، واجه المفكر نصر حامد أبو زيد، الحاصل على دكتوراه في الدراسات الإسلامية، اتهامات بالكفر والردة عن الإسلام والزندقة من مجمع البحوث الإسلامية، وأوصى بإبعاده عن التدريس لطلاب الجامعة والمعاهد العلمية، بدعوى «الحفاظً على عقيدتهم»، كما تم منع تداول مؤلفاته بين الطلاب والقراء.

وجاء اتهام أبو زيد بالردة عن الإسلام بعد صدور كتابه «مفهوم النص»، وقتها كفر العديد من الشيوخ ووضعوا اسمه ضمن قائمة المُهدر دمهم. وكان السبب الحقيقي لمحاكمة نصر ابو زيد أنه فضح محاولة الشيوخ للهيمنة على الحياة كما فضح فكر التكفير وكذلك الخلط بين الدين والاقتصاد وبيزنس الشيوخ في العديد من كتاباته

ولأنه لا توفر وسائل قانونية في مصر لملاحقته قضائيا بتهمة «الارتداد» عمل خصومه على الاستفادة من أوضاع محكمة الأحوال الشخصية، التي يطبق فيها فقه الإمام أبو حنيفة، والذي وجدوا فيه مبدأ يسمى «الحسبة» وطلبوا على أساسه من المحكمة التفريق بين أبو زيد وزوجته. واستجابت المحكمة وحكمت بالتفريق بين نصر حامد أبوزيد وزوجته قسرًا، على أساس «أنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم».

وفي 1995، غادر نصر حامد أبو زيد وزوجته الدكتورة ابتهال يونس، الأستاذة في الأدب الفرنسي، القاهرة إلى هولندا، ليقيما هناك حيث عمل أبو زيد أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن.

نوال السعداوي
تتعرض الكاتبة نوال السعداوي بين الحين والآخر للتكفير وطالتها اتهامات بازدراء الأديان، بسبب أعمالها وتصريحاتها، حتى طالب مجمع البحوث الإسلامية بإسقاط الجنسية المصرية عنها بعد نشر إحدى مسرحياتها، في واحدة من ابرز محاكمات الأفكار والمصادرة على حرية التفكير فضلًا عن اتهام ابنتها الدكتورة منى حلمي بنفس التهمة، بسبب دعواتها إلى إضافة اسم الأم مع اسم الأب للأطفال.

حلمي سالم
ومن الفكر إلى الابداع استمرت محاكمات التفكير ومحاولات التكفير بسبب الخيال في انتهاك واضح لكل قواعد الحرية .. فبسبب قصيدته «تحت شرفة ليلى مراد» اتهمه مجمع البحوث الإسلامية بكتابة قصيدة تحمل إلحادًا وزندقة، كما دشنت حملة تطالب بـ«استتابته» وقع عليها 100 شخصية إسلامية، وأصدر رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب حينها قرارًا بسحب نسخ عدد مجلة «إبداع» التي نشرت فيها القصيدة من الأسواق، بدعوى إساءة القصيدة للذات الإلهية.

وفي أبريل 2008 أصدرت محكمة القضاء الإداري حكمًا قضائيًا يطالب وزارة الثقافة بسحب جائزة التفوق من سالم. في اعتداء صارخ على حرية الابداع وفي خلط فج بين خيال الشاعر ومعتقداته وفي عدوان ايضا على حق المبدع أن يختار ادواته


5 سنوات سجن لكرم صابر بعد «أين الله».. والبحيري حبس سنة بدعوى «ازدرائه الأديان».. وناجي متهم بـ «خدش الحياء» بسبب رواية


كرم صابر
في 11 مارس 2014، أيدت محكمة «ببا» الجزئية سجن الكاتب كرم صابر إبراهيم، عضو اتحاد الكتاب، 5 سنوات، بتهمة «ازدراء الأديان »، بعد صدور مجموعته القصصية «أين الله» ومثلت المحاكمة واحدة من محاكمات التفكير فبسبب خياله وبسبب كتابة مختلفة اتهم صابر بـ «العيب في الذات الإلهية»، في إعادة لمشاهد متكررة لمحاكمة الأفكار والاعتداء على حرية الإبداع ، وكانت المفاجأة أن المحكمة استندت إلى شهادة من الأزهر والذي وقف شيوخه في صف المتطرفين ودعاة التكفير رغم امتناعهم عن تكفير القتلة في داعش .. وانضمت الكنيسة متمثلة في مطرانية بني سويف للمعركة بكتابة تقرير لإدانة الكاتب ، وكأن رجال الدين تجمعوا على رواية وكأن الدين سيهدمه عمل أدبي مهما كان.

وتضمنت المجموعة القصصية 13 قصة قصيرة تُمثل ما يعانيه المواطن المصري من ظلم وقهر باحثًا ومتسائلًا عن رحمة الله.

أحمد ناجي
وفي واحدة من أبرز محاكمات الخيال وأكثر أشكال الإعتداء على الحريات من حرية الابداع إلى حرية الصحافة وحرية التفكير جاءت محاكمة الكاتب أحمد ناجي .. في 14 نوفمبر الماضي، عُقدت أولى جلسات محاكمة الكاتب الصحفي والروائي أحمد ناجي بـ«تهمة نشر وكتابة مقال جنسي خادش للحياء»، بعد نشر فصل من روايته «استخدام الحياة» في جريدة «أخبار الأدب» في أغسطس 2014.. ومعه يحاكم طارق الطاهر، رئيس تحرير الجريدة.

وقالت النيابة، في أمر الإحالة، إن «الاتهام ثابت على المتهم وكاف لتقديمه إلى المحكمة الجنائية بسبب نشره مادة كتابية نفث فيها شهوة فانية ولذة زائلة وأجر عقله وقلمه لتوجه خبيث حمل انتهاكًا لحرمة الآداب العامة وحسن الأخلاق والإغراء بالعهر خروجًا على عاطفة الحياء».

كان ناجي نشر في جريدة «أخبار الأدب» في عددها رقم 1097 الفصل الخامس من روايته «استخدام الحياة» التي صدرت في وقت لاحق عن «دار التنوير» وجاءت القضية لتعيد قضايا الحسبة من جديد ولتضيف إلى المبدعين الذين يحاكمون لأنهم ابدعوا فقط كاتب جديد ولازالت القضية منظورة أمام القضاء .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق