هذا ما يخشاه "أردوغان" مع إعلان إجراء انتخابات رئاسية مبكرة
الإثنين، 23 أبريل 2018 10:28 م
رغم الألاعيب التي يحبكها النظام التركي، في إعلانه عن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في يونيو المقبل، إلا أن هناك بعض المتغييرات التي يخشها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي يمكن أن تقضى على مستقبله السياسي.
في هذا السياق، قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخشى من تفكير رفيق دربه السياسي عبدالله جول في الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المبكرة، وهو ما قد يمثل انهيارا لاستثمار طويل الأمد عوّل عليه أردوغان للتحوّل إلى حاكم مطلق وفق نظام رئاسي يمنحه صلاحيات غير مسبوقة.
وأوضحت الصحيفة، أن المعارضة التركية تبقى على عبد الله جول كخيار وارد يمكن أن يوحّد صفوفها، خاصة في حالة موافقة ميرال أكشينار، رئيسة حزب الخير التركي الجديد، على التنازل عن الترشح أمام أردوغان لصالح جول، لافتة إلى أن جول يبحث دائما عن ضمانات قبل اتخاذ خطوات سياسية كبرى، وفي هذه الحالة، تصب الضمانات في صالح أردوغان، الذي لم يكن ليعلن عن إجراء انتخابات في 24 يونيو المقبل دون أن يكون ضامنا للفوز أولا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن توافقات سياسية تشير إلى عدم نية أكشينار التراجع، إذ اتفقت مع زعيم الحزب الجمهوري كمال قليشدار أوغلو على استقالة 15 عضوا في البرلمان من الجمهوري، وانضمامهم إلى حزب الخير الجديد، حتى يحصل الحزب الجديد على عتبة تؤهله لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. ويشترط على أي حزب أن يكون لديه 20 برلمانيا كي يسمح له بخوض الانتخابات.
وقالت الصحيفة، إن الرئيس التركي استثمر طويلا في هذه الانتخابات، التي تأتي قبل أكثر من عام على موعدها المقرر مسبقا، ضمن تعديلات دستورية وافق عليها الأتراك في استفتاء شعبي أجري في أبريل 2017.
وأوضحت الصحيفة، أن عبد الله جول يتمتع بشعبية واسعة، إذ ينظر إليه باعتباره رئيسا سابقا مارس مهامه باتزان وحيادية كبيرة بين كل التيارات السياسية في تركيا، ولا يمثل ذلك قلقا لأردوغان، بقدر قدرة غول على إحداث انقسام في حزب العدالة والتنمية الحاكم، مؤكدة أن إرث عبد الله جول الإسلامي لا يسمح له بتحدي أردوغان على شرذمة المعسكر الإسلامي في تركيا، كما أن غول يحتاج إلى أصوات الأكراد من أجل التغلب على أردوغان.
وأكدت الصحيفة، أن هناك ثغرة دستورية مهمة قد يلجأ إليها "جول" لزيادة فرصته في الترشح والفوز، وتقوم على إمكانية تعيين عدد غير محدد لنواب الرئيس بصلاحيات تنفيذية مهمة، وهو الأمر الذي يتيح لجول عرض هذه المناصب على أهم التكتلات الحزبية المعارضة وعلى الأكراد مما يقلب المعادلة لصالحه.
وأشارت الصحيفة، إلى أن اللجوء إلى إجراء انتخابات مبكرة يعكس انعدام الخيارات أمام أردوغان، كما يظهر قلقا كبيرا من إمكانية خسارته للانتخابات، إذا انتظر حلول الموعد الأصلي لإجرائها العام المقبل.